حياتنا كعرب ، تتصف بحب المقدسات ، والحديث عن المقدسات، الأديان ، العدل ،العفة ، الطهارة ،الخ من اخلاق، وهذا صحي وجيد ،ولكن أصباغ صبغة القدسية لكل من يتحدث عنهم، عذا الامر المقلق ونتائجة مرعبة ،فى مقالي هذا ليس المقصود بالطبع التقليل من قيمة العالم ولا الشيخ او الناصح ،..بقدر ما اريد أن اصل بفكرة اخرى ،تلك الفكرة التي كانت سببا في الحاد الكثير من الشباب ، نتيجة تقديس الاشخاص ، والصدمة أو صدور افعال من هؤلاء الاشخاص لا تتناسب مع الصورة المرسومة لهم او التي رسموها لأنفسهم من خلال أحاديثهم أو تصوير المجتمع لهم ..؟ تقديرنا للأشخاص يجعلنا في حالة دفاع دائم وتبرير لهم عما يرتكبون من اخطاء، أو حتى نرفض أن نضعهم موضع المساءلة ، لان لهم اتباع ومحبين ..يخشى المواجه معهم ، او لرفض الفكرة اصلاوبين ذلك التناقض نجد شريحة كبيرة ، تراقب في صمت ، هؤلاء الذين تم منحهم حق لا يسئلون عما يفعلون ،وهذا الحق لله فقط ، ولكن المجتمع وبصفة الشرعية المجتمعية وبالصبغة الدينية يمنحهم هذا الحق ،...فنعيش في حالة هؤلاء بعيدون عن الشك او الاخطاء ومنزهون ، وكل افعالهم واقوالهم يجب أن تتبع ، ولا يحق لاحد الاعتراض على ما يقدمون ، يتطور الامر الى السادة والكبراء والساسة ، وتستمر حالة التقديس ، والتأليه، طبقة تنصاع ، وطبقة ترفض، وينتهي بها الامر اما بالانسحاب او الإنكار ، ولذلك نجد حالات الإلحاد في تزايد مقلق في البدان العربية ...؟ هل علمنا أولادنا وشبابنا أن الانبياء من آدم بأستثناء رسول الله فعلوا من الأفعال التي استوجبت الاستغفار والرجوع الى الله ، والتوبة ، وتاب عليهم ، الانسان قتل، وارتكب كل انواع الجرائم ، وهذا ليس مبرر لاي جريمة ، ولكنه الانسان ، فالكثير يقتل نفسه بالعقاب احيانا ، او يفقد الامل في التوبة والرجوع ، والمجتمع يزايد والجميع ناقص وغير كامل فقط إنسان ستر ، وإنسان فضح ، فما الذي ستر بأفضل من الذي فضح ، ولكن حب الاستعلاء والنقص الذي في الانسان هو الذي يجعل البعض ينسى قبيح افعاله ، ويعدم الاخر وفِي النهاية الجميع عليه التوجه الى الله بالتوبة والاستغفار . واقع الحال الذي نعيشه يجعلنا نعيش في حالة التمييز والرفض للاخر ، على اساس جنسه أو دينه أو مجتمعه وطبقته الاجتماعيةً وكل ذلك في النهاية لابد وأن يغلف بالصبغة الدينية ليمر ، والواقع مر ، والسراط غير مستقيم ، ونعيش في جحيم صراع الأديان والإنسان من أجل ارضاء الله ..وما الله براض عن كثير من تعاملاتنا بأسم الدين أو المجتمعات والاوطان ، ماذا نعتقد لو ملحد في مجتمعنا وطبيب ماهر وينقذ حياة البشر ولا نعلم حقيقته ..؟ وماذا عن شيخ وزان والله ستره ، هذا ارتكب جرم وستره الله ونحن تعاملنا معه على إنه لا يذنب ..فقدسناه ؟وملحد عقدناه وجعلناه يكفر بما نقدمه له ، أو فشلنا في تقديم الدين له بالطريقة الصحيحة ، أو لتناقض الأفعال مع الاقوال ، أو قدمنا له صورة رجال الدين مثاليون او البعض كلامهم وأفعالهم خارج المحاسبة ، ماذا ننتظر لقد أجرمنا في حق الشباب ، فالنتيجة كفر بالمجتمع وما يدين ...؟ الملحد أو المختلف معنا في الديانة يحتاج الى درجة عالية من الاقناع والعدل في الحياة ، ليعود الى طريق الحق ورجال الدين أو المتعالون في المجتمع في حاجة الى ادراك حقيقتهم أنهم ليسوا افضل من البشر في شئ، وعليهم تعليم الناس أن الخطأ سيحدث مادام الانسان حي يرزق ، والا يتعالوا على الاخر ، وأن يحترموا الانسان أولا ثم بعد ذلك يحدثوهم عن الأديان . "وما أبرئ نفسي ، إن النفس لإمارة بالسوء الا ما رحم ربي ، إن ربي غفور رحيم " سورة يوسف 53