بدأت بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية اليوم الثلاثاء أعمال الاجتماع غير العادي لمجلس الجامعة على مستوى المندوبين الدائمين برئاسة السفير جمال الغانم مدير إدارة الوطن العربي بوزارة الخارجية الكويتية، وذلك بناء على طلب تونس لمناقشة ملابسات وفاة الرئيس الفلسطيني السابق ياسر عرفات . وأكد السفير جمال الغانم في كلمته الافتتاحية أن الاجتماع معني بالبحث في قضية مهمة ومثارة حاليا حول وفاة الرئيس الفلسطيني السابق عرفات ، مشيرا إلى أن الجامعة العربية تلقت طلبا من تونس لبحث القضية . وأوضح أنه بعد مشاورات أجراها الأمين العام للجامعة الدكتور نبيل العربي مع الدول العربية تم الإتفاق على عقد دوره غير عادية لمجلس الجامعة على مستوى المندوبين لبحث الموضوع ورفع نتائج ما يتم التوصل إليه إلى الدورة القادمة لمجلس الجامعة على مستوى وزراء الخارجية العرب، خاصة وأن هذه القضية ما زالت مثارة حاليا. من جهته، أكد الدكتور نبيل العربي أهمية بحث ملابسات وفاة الرئيس عرفات رغم مرور 8 سنوات على رحيله ، مشددا على ضرورة كشف الحقيقة باعتبارها أمرا يهم جامعة الدول العربية. وقال إن " ما أعلنه مركزالتحليل السويسري عن وجود مادة البولونيوم المشعة بكمية كبيرة في ملابس الرئيس الراحل يتطلب تضافر جميع الطاقات لكشف الملابسات خاصة وأن هذه التقنية لاتتوفر إلا لعدد قليل من دول العالم ". وقال الأمين العام لجامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربي إن "الرئيس الفلسطيني السابق ياسر عرفات تعرض لمحاولات إسرائيلية عديدة لاغتياله ، كما أن هناك سياسة إسرائيلية قديمة متبعة حتى الآن لاغتيال القيادات الفلسطينية وهذا موضوع مستمر"، مشيرا إلى أن الجانب التونسي تقدم للاجتماع بمقترحات للتعامل مع هذا الموضوع سيتم البناء عليها ، وبناء موقف عربي لرفعه لوزراء الخارجية العرب في اجتماعهم المقبل. وأكد العربي أنه قرر تشكيل لجنة متابعة في الجامعة لهذا الموضوع برئاسة نائب الامين العام السفير أحمد بن حلي وتضم رئيس قطاع شؤون فلسطين بالجامعة ، ورئيس الإدارة القانونية لتجميع المعلومات ، وبلورة موقف عربي بهدف تشكيل لجنة تحقيق دولية لمتابعة هذه القضية وكشف ملابستها . وبدوره، قال قال الأمين العام المساعد للجامعة العربية لشئون فلسطين والأراضي المحتلة السفير محمد صبيح في تصريحات على هامش الاجتماع إن الاجتماع غير العادي لمجلس الجامعة العربية على مستوى المندوبين الدائمين سيناقش المعلومات المتوفرة والملابسات المتعلقة بوفاة الرئيس عرفات . وطالب صبيح بضرورة إجراء تحقيق دولي شفاف ونزيه يظهر الحقائق، ويكون عاملا مساعدا في طريق ملاحقة مقترفي جرائم قتل أبناء وقادة الشعب الفلسطيني ، داعيا كل المنظمات والدول والهيئات ومراكز الأبحاث المعنية لتقديم المعلومات الكاملة سواء للجامعة العربية أو اللجنة الدولية المقترح تشكيلها.