«البلاتوه» و«أبله فاهيتا» و«SNL بالعربي».. من المحظورات تعرضت العديد من البرامج التليفزيونية الساخرة لموجة من التضييق خلال الفترة الأخيرة، انتهى المطاف ببعضها إلى المنع من العرض، على الرغم من ابتعادها عن السياسة، وعدم الخوض في القضايا الجدلية التي قد تغضب السلطة عليها، بذريعة ارتكابه مخالفات منافية للأخلاق. وأعلن الإعلامي الساخر أحمد أمين، مقدم برنامج "البلاتوه"، أمس الأول عن وقف برنامجه، مشيرًا إلى أن كافة الحلقات المعروضة حاليًا عبر شاشة فضائية "النهار" هي حلقات معادة. وكتب أمين، عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، قائلًا: "برنامج البلاتوه وقف، والحلقات المعروضة حاليًا حلقات معادة، وداخلين على سنة كاملة تقريبا ما عملناش حلقات جديدة، توقف البرنامج كان بسبب قرار من قناة النهار لتعرضهم لبعض المشاكل المالية والتفاصيل أنا مش عارفها". وأضاف أن "قرار التوقف ترتب عليه أمور عديدة، ومن بينها: "أولا: اعتذرت عن كل الشغل اللي كان ممكن اعمله عشان عايز اتفرغ للبرنامج وكانت القناة بتوعدنا كتير إننا راجعين لكن كلها كانت وعود وبس، والله يعينهم على التحديات اللي هما فيها، فبقيت قاعد في البيت مكبوت عندي حاجات عايز أقولها ومش عارف؛ ولأني متعاقد مع القناة ما ليش حق إني اشتغل في قناة تانيه". واشتكى من أن "القناة بدأت تنزل إعلانات على المحتوى القديم بطريقة مسيئة جدا للمحتوى، وطبعا أنا اعترضت كذا مرة ومفيش فايده، فابتدت توصلني تعليقات سلبية من ناس ليها كل الحق تزعل لأن أنا شخصيًا منزعج وبقيت ما بحبش أشوف صفحة البرنامج ولا فيديوهات البلاتوه، طبعًا مع كل الاحترام للإعلان نفسه، وللمعلن لكن انك تقطع عمل فني وتحشر فيه إعلان بالشكل دا، عيب". ومضى قائلًا: "كل يوم ناس كتير بتسألني البلاتوه فين، وأنا ما كنتش عايز ارد احتراما للقناة اللي كانت سبب في ظهور أول برنامج تلفزيوني ليا، بس أنا كنت ساكت طول الفترة اللي فاتت عشان فيه ناس من فريق العمل ليهم مستحقات مالية ولسه لغاية النهاردة ما خدوش فلوسهم وأنا منهم، فكنت أتمنى إننا نرجع نشتغل لكن يبدو إن ما فيش فايدة". برنامج "أبله فاهيتا"، الذي كان يذاع على فضائية "سي بي سي" واجه هو الآخر قررًا إيقافه لأجل غير مسمي؛ بدعوى رفع أكثر من 300 دعوى ضده. وطالبت لجنة الشكاوى بالمجلس الأعلى للإعلام، القناة بوضع اسم الممثل الذي يتقمّص شخصيتها على تتر البرنامج، حتى يمكن محاسبته عند الخطأ، وكذلك بحذف جميع الإساءات والإيحاءات الجنسية من على صفحة القناة بموقع "يوتيوب". كما قرر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في فبراير الماضي، وقف برنامج "SNL بالعربي"، الذي يُعرض على فضائية "on e "؛ بسبب "ما يتضمنه من إيحاءات جنسية وتجاوزات أخلاقية وألفاظ غير لائقة لا يجوز عرضها على الأسرة العربية". وأضاف: "البرنامج دأب على استخدام الألفاظ والعبارات والإيحاءات الجنسية التي لا تليق بالعرض على المشاهدين وتخالف المعايير الأخلاقية والمهنية وقد أرسل المجلس خطابا يفيد بوقف البرنامج إلى السيد رئيس مجلس إدارة شركة إعلام المصريين". الدكتور سامي الشريف عميد كلية الإعلام بالجامعة الحديثة، قال إنه يرفض إغلاق أي وسيلة إعلامية أو ووقف برامج، أو مصادرة صحيفة، "لكن المشكلة تكمن عندما تصر الوسيلة الإعلامية على ارتكاب نفس الأخطاء، التي تؤدي في النهاية إلى وقفها". وفي تصريح إلى "المصريون"، أشار إلى أنه "في كل دول العالم هناك ضوابط للممارسة المهنية في مجال الإعلام، وكذلك هناك مؤسسات وهيئات تضع مثل هذه الضوابط ، مثل مواثيق الشرف الإعلامي وغيرها، والتي تحكم الأداء الإعلامي كالصحافة والتليفزيون". الشريف أوضح أن "كل دولة لها معايير وضوابط تضعها، وتبغي من المؤسسات الإعلامية احترامها ومراعاتها، وحال التعدي والخروج عنها يوجه إليها أكثر من إنذار، حتى تضبط أداءها الإعلامي، وتكف عن الخروج عن تلك الضوابط". وذكر أن "مصر مثلها مثل باقي كل الدول، لها مؤسسات وهيئات، مثل الهيئة الوطنية للصحافة والهيئة الوطنية للإعلام، والمجلس الأعلى للإعلام، وهؤلاء يضعون معايير وضوابط لعمل المؤسسات الإعلامية". وشدد على أن "الوقف، ليس مرتبطًا فقط بالعمل السياسي، أو القضايا السياسية فحسب، بل يمكن أن يكون سببه ازدراء دين ما، أو التقليل من شأن بعض الفئات كذوي الاحتياجات الخاصة، أو السخرية من بعض المواطنين". إلى ذلك، رأى شريف الروبي، القيادي بحركة "6 إبريل"، أن "الدولة لا ترغب إطلاقًا، في استمرار أي برنامج له شعبية أو جماهيرية، وهذا الأمر يزعجها جدًا". وأضاف الروبي، ل"المصريون": "البرنامج الساخر ذات الشعبية، يتجمع حوله عدد كبير من المواطنين، والنظام يخشى دائمًا من التجمعات، التي قد ينتج عنها الخروج عليه".