قالت صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" الأمريكية أن زيارة وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون للقاهرة ولقاءها بالرئيس المصري محمد مرسي تعكس رغبة الولاياتالمتحدة في إعادة تقييم سياساتها تجاه مصر في محاولة لتعزيز العلاقات بين البلدين، وذلك في الوقت الذي تدخل فيه مصر في حقبة جديدة يصعب التنبؤ بها تشهد صداماً بين أول رئيس منتخب وبين الجيش الذي يسعى للسيطرة على البلاد. وأضافت بأن محادثات كلينتون مع مرسي تشير إلى تحول تاريخي في سياسة الولاياتالمتحدة تجاه مصر، فبعد رحيل حليفها القوي مبارك، تعمل واشنطن على إعادة ضبط نهجها في التعامل مع أول رئيس مصري منتخب بإرادة شعبية، والذي تملؤه الشكوك حول سياسات الولاياتالمتحدة في الشرق الأوسط. وأشارت إلى أن صراع السلطة المحتدم في مصر والذي يهدد ديموقراطيتها الوليدة وضع كلينتون في معضلة واضحة، فهي تؤكد على تأييد الولاياتالمتحدة للرئيس المصري المنتخب شعبياً، ولكنها في اليوم التالي تلتقي المشير طنطاوي الذي يرأس المجلس العسكري الذي يرفض أي ضغوط للتنازل عن السلطة. وأكدت الصحيفة على أن هناك حالة قلق في واشنطن من أن الزعماء الإسلاميين في مصر وتونس سيسلكون نهجاً مختلفاً عن أسلافهم تجاه الولاياتالمتحدة، حتى وهم يسعون لاستمرار المساعدات والاستثمارات الأمريكية. واعتبرت ان لقاء كلينتون بمرسي هي لحظة محورية في السياسة الأمريكية، بعدما كان يؤكد الدبلوماسيون الأمريكيون على رفضهم القاطع لقاء أي من أعضاء جماعة الإخوان المسلمين بشكل علني. ويرى المحللون أن الصراع الدائر بين الرئيس والمجلس العسكري يضع الولاياتالمتحدة في مأزق مثير للسخرية، ففي الوقت الذي تؤكد فيه واشنطن على وقوفها إلى جانب الإنتقال الديموقراطي واختيار الشعب المصري، فإنها تقدم أكثر من 1,3 مليار دولار من الدعم سنوياً للمجلس العسكري الذي يعمل على تقويض الديموقراطية في مصر من خلال حل مجلس الشعب المنتخب والحد من صلاحيات مرسي.