محمد شاب فى الثلاثين من عمره متزوج منذ عام ولديه طفلة، شاء القدر أن يذهب ذات مرة مع أحد أقاربه لوالدته لإعادة سيارة مرسيدس كان مجموعة من البلطجية قد سرقوها منه واشترطوا دفع مبلغ مالى قيمته 10 آلاف جنيه لإعادتها لأصحابها، وعندما تم جمع المبلغ وذهبوا لدفعه بدأت المأساة. كانت البداية كما جاءت فى بلاغ رسمي تقدم به ياسر مرسى عبد المنعم، تاجر إطارات سيارات ومقيم بمنطقة البساتين، لوزير الداخلية ضد عمرو عبد الجليل، مأمور قسم شرطة الفيوم، والمقدم محمد صابر، رئيس وحدة مباحث قسم شرطة الفيوم، كشفت وقائع البلاغ المقدم منذ عام عن تعرض أحد أقاربه ويدعى حامد عبد الله لسرقة سيارة مرسيدس ملاكى رقم 935 بدائرة قسم الهرم وبعد عدة أيام فوجئوا باتصال هاتفى من أحد أفراد تشكيل أعصابى يطلب مبلغ 10 آلاف جنيه كفدية مقابل إعادة السيارة وتواعد الطرفان على التقابل بمنطقة المسلة الكبري بجوار عمارات مصر للتأمين، إلا أن البلطجة حاولوا خداعهم والاستيلاء على الأموال دون رد السيارة لكن أهالى المنطقة نجحوا فى إلقاء القبض على أحدهم واصطحابه إلى قسم شرطة بندر الفيوم، أضاف مقدم البلاغ أنه تبين لنا أن المتهم يدعى محمود ف "بلطجى مسجل خطر، تم تحرير محضر بالواقعة 24922 لسنة 2011 وعندها أخبرنا بعض الأهالى بضرورة الحذر من باقى أفراد التشكيل العصابى لخطورته التى يعرفها جيدًا رجال المباحث، حيث قام شقيق المتهم ويدعى سيد ف "مسجل خطر" بتهديدنا بالقتل والتعدى علينا بالسب بأعلى صوته داخل القسم على مرأى ومسمع من رئيس المباحث المذكور والذى لم يحرك ساكنًا لرد تلك التهديدات بل تركنا نخرج من القسم بمفردنا دون إرسال أى قوات لحمايتنا من هؤلاء البلطجية والخارجين على القانون. وعند عودتنا إلى القاهرة فوجئنا بهجوم شديد من قبل البلطجية بالأسلحة الآلية والبيضاء والشروع فى قتلنا حيث أسفر الهجوم عن إصابة خالى إسماعيل حامد عبد الله بطلق نارى فى الظهر أدى إلى نزيف حاد وتشويه وجهه وجسده وإصابة محمد حسين المالكى 30 سنة بثلاث طلقات نارية أدت إلى إصابته بشلل رباعى حاد (طريح الفراش حتى الآن ) وإصابة عادل عبد المنعم بطلق نارى بالبطن وإصابتى بجروح وإتلاف سيارتى. يصف مقدم البلاغ تلك الليلة بأنها أسوء "كابوس" رأه فى حياته حيث تلك المخاطر والأهوال وعشرات الطلقات التى انهالت عليهم دون تحرك من رجال الشرطة الذين تباطئوا لنجدتهم دون الاكتراث بحياتهم والاهتمام بخروجهم الآمن وإعادتهم للقاهرة بالرغم من معرفتهم الوفيرة عن سلوك وخطورة أفراد هذا التشكيل العصابى. ورغم تعرض المجنى عليهم لإصابات بالغة الخطورة إلا أن المأساة الحقيقية تتلخص فى إصابة المجنى عليه الثانى والذى أقعدته إصابته عن العمل بالرغم من زواجه الذى لم يكمل عامه الثانى وطفلته الوليدة حديثًا فهو أصيب بكسر بالفقرات العنقية أدت إلى إصابته بشلل رباعى وتم إجراء جراحتين له إلا أن التقرير الطبى الصادر من مستشفي قصر العينى أكد إصابته بشلل تام فى النصف السفلى وضعف من الدرجة الثالثة بالكوع كما أنه يحتاج بصفة دائمة للمتابعة بأحد مراكز التأهيل الطبى والعلاج الطبيعى. يقول محمد: "حسبى الله ونعم الوكيل فى رجال الشرطة ؛ الذين تكاسلوا عن أداء واجبهم لحمايتنا فهم كانوا يعلمون تمام المعرفة بما سيجرى لنا عند خروجنا من القسم حتي أن الشقيق المتهم هددنا بالقتل أمام رئيس المباحث لكنه لم يكترث أو يهتم، حياتى ومستقبل طفلتى ضاعا بسبب الإهمال والتواطؤ والتهاون عن عمد من قبل رجال الشرطة فى مساعدتنا ونجدتنا فى الوقت الذى عانينا فيه وناشدناهم مساعدتنا، حيث ثبت لهم من شبكة المعلومات الجنائية أن المتهمين مسجلان خطرًا و يتزعمان تشكيلاً عصابيًا وعليهم عدة أحكام سابقة فكان من الأحرى لهم أن يهموا لنجدتنا ومساعدتنا بدلاً من التواطؤ مع هؤلاء المجرمين فلا نعرف إن كان ذلك تواطئًا أم خوفا أم إخلالا بواجبات الوظيفة العامة المكلفين بها ومخالفة قانون هيئة الشرطة فى توفير الحماية والطمأنينة للمواطنين.