نددت صحف سعودية صادرة اليوم بالمجزرة البشعة التى وقعت بقرية التريمسة السورية وراح ضحيتها نحو 300 قتيل واتهمت النظام السورى بارتكاب هذه المذبحة مع سبق الاصرار والاستخفاف والاستهانة بكل ومبادرات التهدئة ودعوات وقف العنف واعمال القتل.. ووصفت صحيفة "اليوم" مجزرة التريمسة بأنها جريمة كبرى تستحق أن تلقى إجراءً دوليًا حازمًا يتخطى المألوف والمعتاد من الإجراءات القانونية لدى المنظمة الدولية المحكومة بمجلس أمن يتقاسم فيه النفوذ مجموعة من الدول الكبرى تضع مصالحها فوق كل اعتبار سياسي أو أخلاقي. وقالت: من المؤلم أن يبقى العالم متفرجًا على أحداث ومجازر تفوق طاقة البشر في الصبر والاحتمال، وأن تصبح قضية شعب في مزادٍ سياسي من أجل مطامع سياسية، ورهن ظروف سياسية مثل الانتخابات الأمريكية التي وضعت أوباما وإدارته في موقف العاجز عن التصرُّف السريع الحازم. وأشارت إلى أن العالم قد يصحو يومًا ليجد الشعب السوري مشرَّدًا بمئات الآلاف على الحدود الأردنية والتركية واللبنانية، وعلى سوريا مقسّمة لمناطق جغرافية ذات مضمون طائفي وعرقي مما يجرُّ معه تداعي الأمن وانتقال الصراع إلى بعض تلك الدول. واعتبرت صحيفة "البلاد" المجزرة فصلاً جديداً في العنف الممنهج للنظام السوري، الذي ما زال يتفنن في ذبح شعبه، قائلة: إن هذه المذبحة صورة بشعة تعكس همجية غير مسبوقة انحدرت إليها عصابة نظام بشار الأسد، مشيرة الى أن هذا العمل الدموي البشع ليس الأول الذي يرتكبه النظام الدموي بحق المواطنين السوريين ولكنه الأكبر من حيث عدد الضحايا والطريقة الوحشية التي نفذها النظام مستخدماً القصف العنيف ومن ثم شنّ شبيحته ومجرموه هجمات بالأسلحة النارية والسكاكين على المدنيين الذين ذبح بعضهم ذبحاً. وتساءلت الصحيفة.. إلى متى يترك شرفاء العالم شعب يذبح بالعشرات يومياً اللهم إلا بمواقف خجولة تراوح بين الإدانة والشجب. ولفتت صحيفة "الندوة" إلى أن الوسيط الدولي لمعالجة الأزمة السورية كوفي عنان دخل مرحلة عدم توازن، فهو أحياناً يعترف بأن مهمته فشلت وأحياناً يتجاهل مطالب أساسية من الشعب السوري المضطهد ومن المجتمع الدولي وهي مطالب من شأنها أن تضع خطته على المسار الصحيح. وتابعت قائلة: بتجاهل عنان لتلك المطالب والوقوف ضد الإرادة الدولية انما ينحرف بنفسه عن المسار الأول الذي اختطه لخطته بعد أن ادخل اطرافاً لها مصلحة مباشرة في استمرار حالة الشعب السوري وبقاء الحاكم الظالم بشار الأسد وإطالة الأزمة ويكاد أن يسلم قيادة خطته أو مبادرته إلى من ليس في أيديهم الحل. وأوضحت صحيفة "المدينة" أن النظام السوري لا يزال سادرًا في غيّه مستهترًا بكل القيم والأعراف والمواثيق والشرائع السماوية وهو يسفك الدم السوري دون مخافة من عقاب أو زجر. ورأت أنه لا بد من تحرك فعال يقطع الطريق أمام الأسد وأنصاره بتفعيل البند السابع بغض النظر عن موقف ورؤية موسكو وتسليح الجيش السوري الحر؛ لأن الاصطفاف في "موقف المشاهد والمراقب" يضع الجميع تحت لائحة المشاركين في القتل الممنهج بالسكوت عليه وهذا ما لا ترضاه الأخلاق ولا يقره الدين ويتنافى مع حقوق الإنسان؛ لأن المعادلة هنا إراقة الدم أو الرضوخ الكامل والاستسلام وفرض الأمر الواقع بالقهر وقوة السلاح. وبيّنت أن المطلوب في هذا الظرف التاريخي الحساس الذي يتعرض فيه السوريون للإبادة الشاملة على يد نظام يستخدم كل أدوات القتل والتدمير المطلوب التصدي له بالسلاح ذاته وتجريده من عناصر القوة وتحييده وعدم انتظار عودة روسيا إلى وعيها والنأي تمامًا عن المؤتمرات التي تعقد لبحث مصالحة بين المعارضة والحكومة فيما ينزف الإنسان السوري.