اللواء محمد إبراهيم يروى تفاصيل ما حدث يوم 30 يونيو: مكتب الإرشاد هو من يحكم مصر مدير مكتب مرسي سبب في الإطاحة به تصرفات مرسي "مهزلة".. قال لي: "اوعى تفتكر إن 30 يونيو هتنجح" بعد فترة صمت طويلة امتزجت بالتكهنات والتحليلات لفترة حكم "الإخوان المسلمين"، كشف وزير الداخلية السابق محمد إبراهيم، العديد من التفاصيل والأسرار أمام محكمة جنايات القاهرة، والمنعقدة بمهد أمناء الشرطة اليوم، برئاسة المستشار محمد شيرين فهمي، أثناء إعادة محاكمة الدكتور محمد بديع مرشد الجماعة، و 8 آخرين في القضية المعروفة إعلاميًا ب"أحداث مكتب الإرشاد". وروى إبراهيم، تفاصيل ما حدث يوم 30 يونيو 2013 الذي مهد للإطاحة بحكم الرئيس الأسبق محمد مرسي، قائلًا: "تجمع عدد من الصبية، كانوا يهتفون: "يسقط حكم المرشد"، والأعداد كانت بسيطة، وكانوا يلقون بعض الحجارة على المبنى وهو الوضع الذي يمكن السيطرة عليها". وأضاف أنه تلقى إخطارًا من مدير أمن القاهرة بوقوع قتلى أمام مكتب الإرشاد بالمقطم، وذلك بسبب إطلاق النار من داخل المقر، وعقب ذلك، قام بعض المتجمهرين بإلقاء العبوات الحارقة "مولوتوف" على المبنى. وأضاف أنه تم عقد لقاء في قصر "الاتحادية" الرئاسي، لتدارس الموقف، وأنه تحدث في ذلك الاجتماع بالإشارة إلى ضرورة اتخاذ ما يلزم لامتصاص غضب الناس. وأشار إلى أنه عقد اجتماعًا مع قيادات وزارة الداخلية آنذاك، لوضع خطة تأمين مظاهرات 30يونيو، ركزت على التأمين الجيد للتجمعات التي ستوجد بالشارع، سواء المؤيدين أو المعارضين، ومنع اختلاطهم، لمنع حدوث الاقتتال بالشوارع، وتضمنت الخطة الاهتمام بالمنشآت الإستراتيجية والأقسام. وقال إبراهيم، إن "الإخوان قاموا بتعلية سور مكتب الإرشاد، وتدعيمه ببوابات حديد"، لافتًا إلى "صعوبة اقتحام المقر، وأن تجمعات المتجمهرين حول مكتب الإرشاد جاءت بسبب الاعتقاد السائد بين الشعب إن مكتب الإرشاد هو من يحكم مصر، إذ كانت الهتافات تقول: "يسقط حكم المرشد"، وليس: "يسقط حكم مرسي". ومضى وزير الداخلية الأسبق في شهادته أمام المحكمة، مستعرضًا تفاصيل المحادثة الهاتفية التي دارت بينه وبين الرئيس الأسبق محمد مرسي. وقال إبراهيم، إنه فوجئ باتصال هاتفي من الرئيس الأسبق مرسى فجر 1يوليو 2013 يطالبه بالاطلاع على مكتب الإرشاد، ناسبًا له القول: "أخبار مكتب الإرشاد إيه فأخبرته أن الأمور متأزمة أمام المكتب، وأن هناك عناصر داخل المقر تطلق أعيرة نارية بكثافة، وفى عشرات القتلى وإصابة ضابط بفرد خرطوش". وأضاف: "طلبت منه إصدار قرار بوقف إطلاق النيران على المتواجدين إلا أنه انفعل وقال امنع القناصة إللي بيضربوا على الباب الحديدي لاقتحام المقر وأوعى تفتكر إن 30 يونيو هتنجح وأنا بنفسى هحاسبكم واحد واحد". وقال إبراهيم، إن حالة التردي التي ضربت البلاد، والأزمات الاقتصادية وانقطاع الكهرباء والوقود تسبب في ظهور حركات مثل "تمرد" ما قبل 30يونيو للخروج على النظام وقتذاك، وأخطرت الرئيس اتخاذ إجراء لامتصاص غضب الناس في الشارع واقترحت إجراء استفتاء شعبي، الأمر الذي أحمد عبدالعاطي مدير مكتب الرئيس وقتذاك. وأوضح أنه "تم وضع خطة من جانبي لتأمين المؤيدين والمعارضين للنظام وعزل بينهما وضرورة الاهتمام بالمنشأة الحيوية مثل أقسام الشرطة حتى لا يحدث مثلما حدث فى 28 يناير 2011 وتحدث فوضى". وأشار إلى أنه في اليوم الأول بعد إسناد منصب وزير الداخلية إليه، جاء محمد مرسي وقال له إن أيمن هدهد، مستشاره للشئون الأمنية "سيكون همزة الوصل بينهما". ووصف إبراهيم، تصرفات مرسي ب "المهازل"، قائلاً إن "مرسي كان يُحادث أيمن هدهد ويُعطي له التعليمات داخل مكتبه دون حديثه مع الوزير نفسه"، مُشددًا على أن ذلك من علامات سوء الإدارة وسوء الحكم. واستكمل وزير الداخلية الأسبق شهادته، قائلًا: "الأسلحة النارية التي دخلت إلى مقر مكتب الإرشاد كانت عن طريق أعضاء المكتب لأن أمرهم شورى بينهم وتربوا على السمع والطاعة. وأضاف، إنه تلقى اتصالًا من الرئيس الأسبق يستفسر عن الحالة بمكتب الإرشاد وأخبرته بأنه يوجد إطلاق نار ومصابين أمام المكتب ووجدت النيابة بقايا طلقات داخل المقر. وأشار إلى أنه تم ضبط مجموعة من الأشخاص بحوزتهم أسلحة نارية كانوا في طريقهم لحماية مكتب الإرشاد، وخرجوا من النيابة بكفالة وفيما احتج المواطنون بمحيط قسم المقطم اعتراضَا على خروج المتهمين بكفالة." ويحاكم في القضية محمد بديع، ونائباه خيرت الشاطر، ورشاد بيومي، وسعد الكتاتني رئيس حزب "الحرية والعدالة"، الذراع السياسية للجماعة، ونائبه عصام العريان، ومحمد البلتاجي عضو المكتب التنفيذي للحزب، ومحمد مهدي عاكف، المرشد العام السابق، وأسامة ياسين، وزير الشباب السابق، وآخرين من أعضاء تنظيم جماعة الإخوان. وأسندت النيابة للمتهمين تهم الاشتراك بطريقي الاتفاق والمساعدة في إمداد مجهولين بالأسلحة النارية والذخائر، والمواد الحارقة والمفرقعات والمعدات اللازمة لذلك، والتخطيط لارتكاب الجريمة، وأن الموجودين بالمقر قاموا بإطلاق الأعيرة النارية والخرطوش صوب المجني عليهم، قاصدين إزهاق أرواحهم.