استنكرت الحركة "المدنية الديمقراطية"، إلقاء القبض على الدكتور عبدالمنعم أبو الفتوح، رئيس حزب "مصر القوية"، ليلة أمس، على خلفية تصريحاته التي وجه فيها انتقادات للسلطة الحالية، قائلة إن "تلك خطوة تسد الطريق أمام أي محاولة لإصلاح وتكرس للحكم الاستبدادي الذي قاد إلى هذه الأزمة الشاملة". وأضافت الحركة في بيان أصدرته اليوم: "تابعت الحركة المدنية الديمقراطية بكل مكوناتها بقلق بالغ أنباء القبض على الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح، رئيس حزب مصر القوية، وترى أن هذه الخطوة في ارتباطها بما سبقها من خطوات تدفع بالأوضاع إلى صدام واسع يطول كل التيارات السياسية ولا يترك معارضا خارج السجون، إضافة إلى أنها خطوة تسد الطريق أمام أي محاولة للإصلاح وتكرس للحكم الاستبدادي الذي قادنا إلى هذه الأزمة الشاملة". واعتقل أبوالفتوح من منزله بالتجمع الخامس "بناءً على أمر صادر من نيابة أمن الدولة العليا بضبطه وإحضاره"، بعد يوم واحد من عودته من لندن، إثر زيارة أجرى خلالها حوارًا مع فضائية "الجزيرة" القطرية، هاجم فيه الرئيس عبدالفتاح السيسي. واعتبرت الحركة أن "هذا الإجراء الأخير يأتي استكمالاً لبلاغات وحملات الترويع واتهام المعارضين بمحاولة قلب نظام الحكم والإضرار بالأمن القومي، فهكذا صارت الاتهامات لكل يجرؤ على مخالفة الحاكم، كما يأتي استكمالًا للإجراءات التعسفية بحق المرشحين الرئاسيين لإغلاق الساحة على مرشح واحد وحيد وللتقييد على الحريات وإغلاق كل هامش لحرية الرأي". وحذرت الحركة من أن "هذه الإجراءات التعسفية هي في واقع الأمر من تعطل أحكام الدستور وتنشر البلبلة والفوضى وتسد في وجه المواطنين أبواب الأمل وتقوض ثقة المواطن في مؤسسات الحكم، وأن كل تجريف وتضييق للعمل السياسي هو هدية مجانية للفوضى والإرهاب الذي يتغذى من الفراغ الذي يخلفه الاستبداد". ودعت الحركة إلى "ضرورة الإفراج العاجل عن الدكتور أبوالفتوح وكل سجناء الرأي، واحترام حرية الرأي والتعبير ودعم الأحزاب التي تعمل في إطار الدستور والقانون". والأحد الماضي، اتهم أبوالفتوح، في حوار مع فضائية "الجزيرة" القطرية من العاصمة لندن، الرئيس عبد الفتاح السيسي، بأنه "لا خبرة له في إدارة الدولة ولا تاريخ سياسي له، ويحكم بطريقة يا أحكمكم يا أقتلكم وأحبسكم". وخلال الحوار الذي غلب عليه مهاجمة السلطات، أكد أبوالفتوح نيته العودة إلى مصر. مشددًا على أن "زنازين أبو زعبل أفضل عنده من قصور لندن". غير أنه قال في الحوار ذاته، ردًا على سؤال بشأن موقفه حال أقدم الجيش على الإطاحة بالسيسي: "لا أرضى إسقاط السيسي إلا بالصندوق (الانتخاب)".