يحاول أنصار الفريق أحمد شفيق المرشح الرئاسي السابق تشكيل معارضة قوية للرئيس الدكتور محمد مرسى، مع إعلانه عن عزمه تأسيس حزب جديد بعد الانتهاء من دراسات قانونية تتم الآن ثم تبدأ عملية تلقى طلبات الانضمام ممن يرغب من المصريين. وأضاف بيان صدر عن المكتب السياسى لشفيق، أن اسم الحزب لم يتحدد بعد وأن الإعلان سيتم بعد إعداد ورقة علمية تتضمن الإطار السياسى للحزب الذى سيعبر عن "الأسرة المصرية" فى مختلف القطاعات ويرفع شعار (مصر للجميع) , ويسعى لتأكيد مدنية الدولة وترسيخ المنهج الوسطى وتحقيق العدالة الاجتماعية. وقال شفيق إن ترشحه لانتخابات رئاسة الجمهورية لن يكون هو ختام اتصاله بالحياة العامة, وإنه بخلاف إصراره على مواصلة العمل الوطنى وخدمة مصر من خلال النشاط السياسى الفعال فإنه سيتجه إلى تأسيس هذا الحزب استجابة لآلاف الاتصالات والرسائل التى يتلقاها يوميا بشكل مباشر أو غير مباشر من مختلف الفئات المصرية, التى تريد أن تعبر عن نفسها فى حزب جديد ومؤثر يبدأ هو فى قيادة عملية تأسيسه، حسب قوله. وكان شفيق قد غادر مصر إلى الإمارات بعد إعلان نتائج الجولة الثانية من الانتخابات بفوز منافسه الدكتور محمد مرسى بمنصب رئاسة الجمهورية. من جانبه، قال الدكتور عبد المنعم سعيد – رئيس مركز الدراسات السياسية والإستراتيجية ب "الأهرام" سابقًا- إنه من الممكن أن يشكل مؤيدو شفيق معارضة قوية للنظام الحالى، والذى يمثله الدكتور محمد مرسى إذا عبروا عن نفسهم كتيار مدنى واسع لديه القدرة على اجتذاب مؤيدى صباحى وعمرو موسى. وأعرب عن اعتقاده بأن أنصار شفيق قد يشكلون معارضة شرسة لمرسى إذا استطاعوا أن يستخدموا الآلة الحزبية للحزب الوطنى المنحل ويصلوا من خلالها لكل قرية ومدينة فى كل المحافظات، كما استخدموها بشكل جيد لتأييد الفريق شفيق فى مواجهة الدكتور مرسى فى الانتخابات الرئاسية. وبحسب رأيه، فإن أنصار شفيق قد يستخدمون آليات ووسائل فى معارضتهم من خلال تأسيس أحزاب ومن خلال إعلامهم الخاص بهم، والذى سيستطيعون أن يعبروا من خلاله عن أفكارهم، مشيرا إلى أنهم سيلجأون بذلك للابتعاد عن المظاهرات والمليونيات كوسائل ضغط فى الشارع لتحقيق مطالبهم. واستبعد أن ينضموا إلى التيار الثالث، خاصة أن فكر هذا التيار هدفه تأسيس دولة مدنية والذى يختلف تمامًا مع فكر مؤيديه، والتى تتجه لعودة النظام السابق من خلال بناء دولة عسكرية بقيادة شفيق. على النقيض، قال الدكتور محمد الجوادى، المحلل السياسى، إنه لا يتوقع أن يشكل أنصار شفيق معارضة قوية وشرسة للدكتور محمد مرسى، خاصة أنه لا يوجد مبدأ لديهم يقومون بالالتفاف حوله، مشيرا إلى أن أغلب أنصار شفيق فى حملته الانتخابية كانوا يهدفون إلى اكتساب منافع ومصالح شخصية وليس بهدف تكوين معارضة حقيقية. وقال الدكتور رفعت السيد أحمد، مدير مركز يافا للدراسات، إن أخطاء الإخوان خلال الفترة الماضية فى معالجة القضايا الرئيسية وعدم قدرتها على فرز حلفائها من أعدائها سيخلق معارضة شرسة لها وأقوى من فلول النظام السابق. وأشار إلى أن هناك اختلافًا فى الآراء والاتجاهات للمعتصمين أمام المنصة، حيث نجد أن البعض منهم يعارض المجلس العسكرى والبعض الآخر يكره الإخوان وآخرون لا يحبون شفيق ولكنهم يعارضون الإخوان. وأكد أن مثل هذا الخليط من المعارضة لا يشكل معارضة قوية لمرسى، والذى يمثل النظام الحالى، مشيرًا إلى أن من سيشكل هذه المعارضة قد يكون ممن أضرت مصالحهم بشكل قوى ومنهم رجال الأعمال والذى استفادوا بشكل كبير من النظام السابق، والتى أثرت عليهم الثورة بشكل سلبى.