"يهدف إلى إعطاء غطاء شعبي على اعتقالات محتملة في صفوف معارضيه"، هكذا علق معارضون، على حديث الرئيس عبدالفتاح السيسي، الذي ألمح فيه إلى أنه قد يطلب التفويض مجددًا أخرى من الشعب المصري، لمواجهة من وصفهم ب "الأشرار". وقال السيسي، في كلمته اليوم، خلال حفل افتتاح حقل "ظُهر"، إنه سيطلب من المصريين النزول لإعطائه تفويضًا آخر لمواجهة "الأشرار"، حال استمرار محاولات الإضرار بالأمن القومي المصري. وأضاف: "أنا مش سياسي، وواضح إن الناس مش واخده بالها، البلد علشان ترجع تاني ربنا وحده اللي يعلم، وأي حد يفكر يقرب منها، لأ.. هقول للمصريين انزلوا تاني ادوني تفويض قدام الأشرار.. أي أشرار". وتابع: "لو الأمر استمر كده وحد فكر يلعب في مصر وأمنها هطلب منكم تفويض تاني، وستكون هناك إجراءات أخرى ضد أي حد يعتقد أنه يعبث بأمن مصر، وبمخافش غير من ربنا وعلى مصر بس". وقال مجدي حمدان، نائب رئيس حزب "الجبهة الديمقراطية"، والقيادي السابق جبهة "الإنقاذ"، إن "طلب السيسي التفويض للمرة الثانية يمهد لحملة اعتقالات سيتم شنها قريبًا، على غرار اعتقالات سبتمبر 1981، التي قام بها الرئيس الراحل محمد أنور السادات". وأضاف ل"المصريون": الشعب المصري بات بائسًا ويائسًا، وفي انتظار الأمل أو المخلص، والشعب لن يكرر ما حدث في 2014، ولن يعطي السيسي أية تفويضات مرة أخرى". وأوضح: "السيسي، يرى أن المعارضة تُعد من أهل الشر وأعداء للوطن، والهدف من ذلك التفويض أيضًا، التخلص من معارضيه". نائب رئيس حزب "الجبهة الديمقراطية"، طالب السيسي بفتح الميادين الساحات والسماح للمواطنين بالتظاهر، "لكي يرى ما إذا كان الشعب سيمنحه التفويض مرة أخرى، أم لا، فهو لن يستجيب لدعوته، فضلاً عن أنه لن يسمح هو نفسه بذلك، وهذا ما أكده السيسي شخصيًا، عندما تحدث عن أن ما حدث منذ 7 سنوات لن يتكرر مرة أخرى". واستطرد قائلًا: "عندما طلب التفويض أول مرة كان وزير دفاع، لذا طلب من الشعب أن يمنحه التفويض، ليؤكد للعالم أن الشعب لا يريد الإخوان"، متابعًا: "هذه المرة هو رئيس جمهورية، وتقريبًا لا يدرك ذلك، فهم ليس بحاجة إلى التفويض بل عليه القيام بلك من واقع مسؤوليته". وقال إن "الرئيس عليه أن يرى في نفسه أولًا القدرة على التغيير، وإعادة هيكلة الدولة، وليس البحث عن تغيير من قادم من الشعب، وما يطلبه سيكون له مردود عكسي وسلبي عليه". وطالب السيسي – وقت أن كان وزيرًا للدفاع - في 24 يوليو 2013، الشعب المصري بالنزول إلى الشوارع لمنح الجيش والشرطة تفويضاً شعبيًا لمواجهة العنف والإرهاب. وقال الدكتور سعيد صادق، أستاذ علم الاجتماع السياسي بالجامعة الأمريكية، إن "طريقة الحصول على التفويض هذه المرة مختلفة عن سابقتها، لأنه سيبحث بالتأكيد عن طريقة أخرى، غير تنظيم المليونيات أو المظاهرات، أو نزول المواطنين الشوارع والساحات". وأضاف ل"المصريون": "التفويض هذه المرة في الغالب سيطلبه السيسي، من أعضاء مجلس النواب، باعتبارهم ممثلين عن الشعب، إذ أنه أكد خلال حديثه أنه لن يسمح بتكرار ما حدث منذ سبع سنوات، في إشارة منه إلى ثورة يناير وما تلاها من أحداث". وأوضح أن "مشهد خروج الملايين في مظاهرات لتأييده ومنحه التفويض لن يتكرر مرة أخرى، وهم يدركون ذلك؛ ولهذا لن يطلب منهم النزول مرة أخرى، بل لن يسمح به إطلاقًا".