تقوم مؤسسات ما يطلق عليها "الدولة العميقة" التابعة للنظام السابق بمحاولة جر الرئيس الدكتور محمد مرسى لقضايا مفتعلة بهدف إلهائه عن تنفيذ خطة المائة يوم الأولى، التى تسعى للقضاء على خمس مشكلات ملحة يقابلها المواطن المصرى يوميًا، وذلك من خلال إثارة المطالب الفئوية ومحاصرة قصر الرئاسة من أصحاب المطالب والحاجات يوميًا. واتضحت محاولات الوقيعة بين الشعب ومرسى قبل تسلمه السلطة رسميًا عبر صفحات جرائد "التبجح الفلولية" التى أفردت صفحات للاستهزاء بالرئيس، حتى وصفته إحداها بأنه "فاشي"، بينما قامت فضائيات عدة بالترويج لمقولة إن الدكتور مرسى كان احتياطيًا للحزب والجماعة اللذين رشحاه. أما بعد فوزه بالرئاسة فتعالت الأصوات بالتخويف من هيمنة الإخوان على السلطة وتكويشهم المستمر على كل شىء، وأننا تخلصنا من الحزب الوطنى القديم فجاءنا الحزب الوطنى الجديد المتمثل فى شخص محمد مرسى الرئيس الجديد، واستخدمت هذه الفزاعة بقوة على الطوائف المسيحية خاصة. أعقب ذلك إثارة التخوفات من كبت الحريات وتحريم الفن، وبالطبع عملت الشائعات دورًا كبيرًا فى رسم هذه الصورة تلتها الأزمات الأمنية المفتعلة، وبعد ذلك ظهرت المطالب الفئوية المتعمدة والتظاهرات التى ذهبت إلى قصر الرئاسة، فكل فصيل الآن يذهب إلى قصر الرئاسة لعرض مطالبه، والغريب أن جميعهم قابل الرئيس وأحسن استقبالهم وسعى لحل مشكلاتهم ولكن الإعلام الفلولى لا يُظهِر هذا الوجه المشرق. وكانت آخر المحاولات فى افتعال أزمة بين الأزهر والرئاسة، حيث ادعت بعض وسائل الإعلام أن مؤسسة الرئاسة لم تحفظ مكانة الأزهر، وكل ذلك يتم الترويج له، على الرغم من تواجد شيخ الأزهر ومفتى الجمهورية فى مقدمة الصفوف فى احتفالية تنصيب الرئيس بجامعة القاهرة، بينما ظهرت أزمة إنشاء هيئة الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر، والتى يرى البعض أنها من تدبير أمن الدولة ولكن الإعلام ألصقها بالإسلاميين دون تحريات ولا تحقيقات. وعلق الدكتور ياسر عبد التواب، القيادى بحزب "النور"، على افتعال هذه الأزمات، قائلا: إن الدكتور محمد مرسى رئيس الجمهورية لا يعمل وحده ولكنه يعمل عن طريق مؤسسة الرئاسة التى تتكون من وزراء ونواب ومساعدين، فطالما لم تشكل هذه المؤسسة حتى الآن فإن الرئيس لم يبدأ عمله الفعلى بعد فلابد أن ننتظر حتى تشكيل الحكومة الجديدة ثم المحاسبة بعد ذلك. وأضاف أن مرسى لم يأخذ صلاحياته كاملة كرئيس الجمهورية، قائلا: "نعم نحن قمنا بثورة بسبب استغلال منصب الرئيس السابق حسنى مبارك ولكن ليس من المنطقى أن نعطى المنصب للدكتور محمد مرسى دون صلاحيات". وبين عبد التواب أن الإعلام التابع للنظام السابق كان يمارس نفس الفكرة أثناء الانتخابات فحاولوا حشد كل الطاقات فى محاولة لإعادة إنتاج النظام السابق وإسقاط الرئيس محمد مرسى فى الانتخابات وتشويه صورته ببث الشائعات التى تخيف الشارع منه، ولكن هذا الإعلام بفضل الله خسر المعركة بينما لم يتعلموا من الدرس واستمروا فى غيّهم، ناصحًا من الإعلاميين من هذه النوعية أن يعلموا أن الله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون. ودعا إلى أن تقوم مؤسسة الرئاسة بدعم الإعلام البديل عن طريق تطهير المؤسسات الإعلامية الحكومية والدفع بقيادات جديدة وسيطرة الرئاسة عليها لتكون مدافعة عن الرئيس والمؤسسة الرئاسية التى انتخبها الشعب فى انتخابات تعبر عن الإرادة الشعبية لتكون عنوانًا للحقيقة بدلاً من إعلام بث الشائعات. كما أضاف أنه لابد من البحث فى دفاتر رجال الأعمال الذين يحركون وسائل الإعلام فمن المؤكد أن وراءهم فسادًا كبيرًا لابد أن يحاكموا عليه حتى نتقى شرهم ونشغلهم بأنفسهم عن المؤسسة الرئاسية والدولة الفتية التى أنتجتها الثورة. وطالب بمحاكمة كل مَن يهين المؤسسة الرئاسية دون وجه حق كما فعلت إحدى الجرائد والتى كتبت "الفاشى فى القصر"، مبينًا أن محاكمة هؤلاء من باب العظة ولتطبيق القانون عليهم لا أكثر، نافيًا أن تكون هذه دعوة للعنف أو كبتاً للحريات.