كشفت مصادر داخل حزب "الوفد"، عن وجود حركة انشقاقات كبرى داخل الحزب، نتيجة اتجاه الدكتور السيد البدوي، رئيس الحزب، للترشح في انتخابات رئاسة الجمهورية. ورفضت الهيئة العليا للحزب، بشكل قاطع ترشح البدوي، قبل يومين فقط من غلق باب الترشح للانتخابات الرئاسية، والتي من المقرر غلق باب الترشح إليها في 29 يناير الجاري، معبرة عن غضبها من قيامه بإجراء الكشف الطبي دون الحصول على إذن منها. وأشارت المصادر إلى أن "قرار الترشح جاء عقب مشاورات منفردة بين المستشار بهاء أبوشقة، المرشح على رئاسة الحزب، والدكتور السيد البدوي، والمعروف عنهما قربهما من السلطة الحالية، فضلاً عن أن نجل الأول يقود حملة الرئيس عبدالفتاح السيسي في الانتخابات الرئاسية". وقال الدكتور فؤادي بدراوي، عضو الهيئة العليا لحزب "الوفد"، "إن الهيئة العليا للحزب قررت خلال الاجتماع الذي حضره الدكتور السيد البدوي عدم الدفع به كمرشح للحزب في مواجهة الرئيس السيسي"، مشيرًا إلى أن الحزب قرر تدعيم السيسي في الانتخابات. وحذر بدراوي في تصريح إلى "المصريون" من عدم تنفيذ قرار الهيئة العليا للحزب، قائلاً إن "عدم تنفيذ القرار من قبل رئيس الحزب، وترشحه مستقلاً، سيؤدي إلى تجميد نشاطه من الهيئة العليا، ومن ثم عزله من منصبه، وهو الأمر الذي لا تتمنى الهيئة العليا للحزب القيام به، إلا أن الضغوط الكبيرة والرافضة لترشح البدوي، تلزم الهيئة العليا باتخاذ هذا القرار في ضوء رفض كافة القواعد للحزب بالمحافظات قرار الترشح في الانتخابات الرئاسية". وقال أشرف عزيز اسكندر، عضو مجلس النواب، وعضو الهيئة البرلمانية لحزب "الوفد"، إن "الهيئة البرلمانية بكامل هيئتها ترفض ترشح البدوي منافسًا للرئيس عبدالفتاح السيسي في الانتخابات الرئاسية". وأضاف: "الهيئة البرلمانية لحزب الوفد لم تعلم أي شيء عن اتجاه رئيس الحزب للترشح لانتخابات الرئاسة، على الرغم من أنه من المفترض اعتماده على كتلة الوفد البرلمانية". وتابع اسكندر في تصريح إلى "المصريون": "الأزمة الحالية ستؤدي إلى مزيد من الانقسام الموجود بالفعل داخل أروقة الحزب، وتهدد بوصوله إلى ساحات القضاء، وربما الحل نتيجة تعصب بعض القيادات وتقربهم المبالغ فيه من السلطة السياسية، وهو ما يتناقض مع دور الحزب وتاريخه الذي من المفترض أن يشكل المعارضة المتوازنة، التي تستطيع أن تكون عونًا للنظام السياسي ومصلحًا لقراراته الخاطئة في بعض الأحيان". واستدرك: "النظام السياسي يمر بأزمة حقيقية نتيجة عدم وجود مرشح رئاسي لمنافسة الرئيس السيسي، ويسعى للاتكاء على حزب الوفد، ليكون مكملاً للصورة الانتخابية، وحتى لا يتعرض للإحراج أمام المجتمع الدولي، والذي لن يتقبل وجود انتخابات رئاسية بمرشح واحد". وأثار ترشح رئيس حزب "الوفد"، اعتراضات داخل حزبه. وقال طارق التهامى، سكرتير مساعد حزب "الوفد" في تصريحات سابقة إلى "المصريون"، إن "أعضاء الهيئة العليا للحزب وعددهم 60 عضوًا، لا يزالون عند موقفهم؛ بعدم الدفع بمرشح رئاسى ينتمى إلى الحزب"، مشيرًا إلى أن كل ما تم من إجراءات قام بها رئيس الحزب، من تقدمه للمجالس الطبية؛ للكشف الطبى لخوض الانتخابات الرئاسية، جميعها غير رسمية بالنسبة للهيئة العليا". وأضاف التهامى ل "المصريون"، أن "هذه الإجراءات ستظل غير معبرة عن أعضاء الهيئة العليا للحزب، والتى اتفقت منذ ما يقرب من 15 يومًا، على عدم الدفع بمرشح رئاسى، وتؤيد وتساند الرئيس عبد الفتاح السيسى فى ترشح لفترة ثانية". وأشار إلى أن "حزب الوفد عريق، لا يقبل الزج به في أحاديث لا معنى لها"، رافضًا ما يقال بأن البدوى، هو مرشح اللحظات الأخيرة، قائلاً: "لا حديث فى هذا الأمر؛ لأننا حدّدنا موقفنا منذ فترة، بعدم الدفع بمرشح، ومازلنا متمسكين بهذا القرار، ولا تراجع فيه". من جانبه، قال الدكتور عمرو هاشم ربيع، الخبير بمركز الدراسات السياسية والإستراتيجية ب "الأهرام": "البدوي يلعب الآن دور ورقة التوت للسلطة، وهذا أمر ليس بغريب عليه". وتابع ل "المصريون": "فالبدوي، رغم أنه رئيس لحزب عريق، ولكنه اختار نفسه أن يكون فى هذا الموقف دائمًا، فقد سبق وقام به فى عهد حسنى مبارك، وكذلك فى عهد حكم "الإخوان المسلمين"، فدائمًا يقوم بدور ما يُطلب منه، وأحيانًا نراه يبادر بهذا الدور من نفسه، ولا يتبين حتى الآن ملامح نتائج ما يقوم به، ولكن الأيام ستعرض لنا من عواقب لهذا الأمر فى الفترة القادمة.