مرة أخرى أجدني مضطرا للحديث عن الاسماعيلي بسبب المستقبل المجهول الذي ينتظره واصرار المحافظ اللواء صبري العدوي على التمييع والتجميد استهلاكا للوقت! كنت قد طلبت منه في مقالي السابق رفع يده عن الدراويش والتفرغ لشئون محافظته الهادئة الوديعة الجميلة، لكنه لم يفعل تاركا الأمور تسير من سيئ إلى أسوأ، كأنه يضمر في نفسه التخلص من هذه القلعة الصفراء التي تشكل عنوانا لهذه المحافظة بل ولكل شعب منطقة القناة! ولا أدري كيف يقف جمهور هذا النادي العظيم صامتا أمام تصرفات المحافظ الذي يعد أسوأ من تولوا شئون الاسماعيلية وأكثرهم ديكتاتورية واستئثارا بالقرار.. لماذا لا يشتكونه مثلا عند أصحاب الشأن، ولماذا لا يرفعون دعوى قضائية ضده بسبب تدخله العسكري في شئون النادي ومنع عقد الجمعية العمومية لانتخاب مجلس ادارة جديد! هذا الكلام سيجد من يعترض عليه باعتبار ان القانون يعطي الحق للجهة الادارية في حل مجالس ادارات الاندية وتعيين مجلس مؤقت لحين عقد جمعية عمومية، وان الجمهور لا يستطيع رفع هذه الدعوى القضائية! هذا الكلام مردود عليه بأن الجمهور صاحب مصلحة مباشرة في ارتفاع مستوى ناديه وحل مشاكله، وانه يمكنه الضغط على أعضاء الجمعية العمومية ليقوموا هم بمقاضاة الحاكم بأمره! والواقع أن القانون يعطي للجهة الادارية الحق في حل مجالس ادارات الاندية بناء على اسباب معينة ليس من بينها هزيمة الفريق أمام فريق منافس حتى لو كانت بالستة في حالة الاسماعيلي في مباراته الشهيرة في نهاية الموسم الماضي امام الاهلي، لكنه يحتم عليها تحديد أقرب موعد لعقد جمعية عمومية تنتخب مجلس ادارة جديدا وهو ما يمتنع عنه العدوي حتى الآن، بل انه يرفض مبدأ الانتخابات نهائيا لأنه بالفطرة والغريزة والخلفية عدو للديمقراطية! وسيادة المحافظ ليس هو الجهة الادارية المخولة بالحل كما فعل عندما تخلص من مجلس العثمانيين، والهزيمة التي استند اليها في ذلك لا تعد سببا معقولا! سأجد من يقول لي ان وزير الشباب ممدوح البلتاجي اسند الى العدوي خلال زيارته الاخيرة للاسماعيلية مهمة حل مشكلة الاسماعيلي واتخاذ ما يراه ملائما! البلتاجي وزير لا يحب ان يشغل نفسه بأية مشكلة، وربما لم يسمع أصلا بمشكلة يعانيها الاسماعيلي، ومن طرح عليه الموضوع خلال زيارته للاسماعيلية فاجأه به، فقال جملته التي يتخذها المحافظ الآن ذريعة انطلاقا من انه "البلتاجي" لا يريد وجع الدماغ كعادته دائما، ويكفيه ما هو فيه! آخر فوازير العدوي دعوة الخبراء الى مكتبه لاستشارتهم في ما يمكن عمله.. يفعل ذلك والسفينة تغرق وتغرق وتغرق.. الفوضى عارمة في النادي.. اللاعبون يحضرون بمزاجهم التدريب ويبصقون على الجمهور، ويسخرون من مستر بوند الذي لا اعرف مؤهلاته، ولا الحكمة من اختيار مدرب روسي، في وقت اصبحت فيه الكرة الروسية ضعيفة ومتهالكة وتلفظ انفاسها الاخيرة! كيف يمكن للاعبين ان يحضروا التدريبات وهم لا يعرفون كيف سيقبضون مرتباتهم، فخزينة النادي خاوية تماما، فقد كان مجلس الادارة يصرف من الجزء الذي قبضوه من صفقة حسني عبد ربه وقد استنفدوا ذلك بالاضافة الى نصف مليون جنيه من سيادة الحاكم بأمره! العدوي فوازيره ولا فوازير نيللي وشريهان.. قام بتشكيل لجان منبثقة عن لجان، وكله يؤدي الى طريق واحد هو دفن الاسماعيلي، وتحويله الى ذكرى تاريخية! والمثير للضحك ان بوند يعدنا برؤية فريق آخر في الدوري الثاني.. كيف يا فالح؟.. هل تلد الحداية كتاكيت؟! المفروض لكي ينجو الفريق من هذا النفق المظلم ان يستغل موسم الانتقالات الشتوية في يناير وينجز بعض الصفقات.. فمن هو المسئول الذي يمكنه ذلك في ظل مجلس ادارة مستقيل ورافع يده، وفي ظل حالة افلاس لم يمر بها النادي من قبل! ما نخشاه ان تتمخض فترة الانتقالات القادمة عن بيع الفريق الاول كاملا او معظمه، وهناك اندية كثيرة دخلت في مفاوضات لاستغلال حالة الفلس والفوضى التي يمر بها النادي، خاصة ان السيد المحافظ الذي لا اعرف ما هي علاقته بكرة القدم، وما هي هويته الكروية قبل ان يعين محافظا للاسماعيلية، طلب من الجهاز الفني الاعتماد على الناشئين! انها فزورة اخرى أيضا يا عدوي.. من قال لك ان الازمة متمثلة في اللاعبين.. كيف يمكنهم ان يلعبوا ببلاش وبدون اية حوافز او جزاءات وفي ظل مدرب مهزوز وضعيف الشخصية! ثم كيف يمكن للناشئين انقاذ النادي من عثرته وقد طالهم التدهور ايضا والهزيمة من فرق في مستواهم السني بالثلاثة والأربعة؟! أعرف ان كلامي سيكون مجرد فقاعات هواء، وان صبري العدوي لن يقيم وزنا لاي كلام او نقد.. لكني لن اسكت وسأظل وراءه وسأحرض جماهير الاسماعيلي عليه حتى يسحب يده ويترك الكرة لأهلها ويسلم النادي لمن هم اقدر على انتشاله.. هل وصلت الرسالة يا محافظ؟! [email protected]