" بولا" ولِد محروما من نعمة اليدين، ولكن لم يحرمه الله سبحانه وتعالى من نعمة العقل والذكاء، با?ضافة إلى قدرات غير معقولة، جعلت كل مَن يعرفه يندهش من أفعاله وتفوقه يوما بعد الآخر فى مجالات كثيرة، ليفاجئ الجميع بمواهب مدفنونة وجديدة من ممارسة رياضة والحصول على بطولات واستخدام وسائل التكنولوجيا المختلفة والتعامل معها وبها فى أعماله الشخصية، وكذلك من خلال عمله بإحدى المصالح الحكومية التى يتعامل معها من خلال قدميه. "خليك قد التحدى والإعاقة مش إعاقة جسد..الإعاقة إعاقة فكر".. مقولتان وضعهما "بولا شاهين" أمام عينيه.. له هدف يهزم به إعاقته ويحول المستحيل إلى حقيقة على أرض الواقع بإصراره وعزيمته التى جعلته يعطى دروسا للأسوياء. التحدي الجديد الذي ظهر به "بولا" مجددا، وهو أحد أصحاب ذوى الاحتياجات الخاصة بمحافظة الإسماعيلية، هو "قيادة السيارات" بقدميه، حيث اعتاد على ممارسة الأشياء بها. وأكد بولا شاهين، 30 عاما، أنه ولد بلا ذراعين نتيجة تشوه خلقى، ولكنه لم يستسلم، واختار أن يكون إنسانًا منتجًا فى مجتمعه مميزًا بين أبناء جيله المعافين، فإنه تغلب على الأمر وقهر الصعاب ومارس حياته وفعل أشياءه بقديمه حتى تخرج في كلية التجارة ومارس الرياضة، وحصل على بطولات وتوظف فى إحدى المصالح الحكومية. وأضاف أن تفكيره فى تعليم قيادة السيارة كان فى البداية أمرا صعبا للغاية، ولكنه قرر التحدى والتغلب على الأمر، وبدأ فى التدريب بمساعدة أصدقائه وأقاربه ويكون فى منتصف الليل والشوارع خالية، قائلا: "طول ما العقل موجود مافيش مستحيل هيكون". وأشار إلى أنه أراد أن يبدأ عام 2018 بتحدٍ جديد وفريد لحالته وأمثاله، يثبت فيه للأسوياء قبل ذوى الإعاقة أن "الإعاقة إعاقة جسد مش إعاقة فكر".