"الإعاقة مش إعاقة فكر.. الإعاقة إعاقة جسد" و"الإصرار والتحدى عنوان حياتى " جملتان بدأ بهما "بولا شاهين" من ذوى الاحتياجات الخاصة بمحافظة الإسماعيلية، حديثه مع "المصريون" حول تحديه لظروف حياته وإعاقته التى نتجت عن تشوه خلقى منذ ولادته وإصراره على النجاح والتميز بين أبناء جيله المعافين. ابتسامة بريئة ترسم ملامح خجل وثقة نفس فى الوقت ذاته، وإصرار وعزيمة لم تجهدها عند شخص آخر وأسلوب راق فى التعامل مع أقرانه فى عمله موظفًا بالقومسيون الطبى للسائقين بالمرحلة الخامسة. يبلغ من العمر 28عامًا، ولد بلا أذرع نتيجة تشوه خلقى، ولكنه لم يستسلم على أن يكون إنسانًا منتجًا فى مجتمعه مميزًا بين أبناء جيله المعافين. كاميرا "المصريون"، رصدت يوم عمل ل "بولا شاهين" الذى يبدأه فى ال 8 صباحًا بمكتبه، يجلس على كرسى وأمامه جهاز الكمبيوتر والطابعة الخاصة به وبجواره شباكًا يتلقى الأوراق من الطالبين منه لفحصه أولاً وكونه مكتملاً أو لا وذلك عن طريق قدميه، ليبدأ مرحله البحث عن الاسم على الجهاز، لمعرفة إن كان العلاج الذى طلبه السائق، بدء تفعيله أم لا. وأضاف، أنه نشأ فى أسرة متوسطة الحال، ويعانى من تشوه خلقى "بدون ذراعين" ولكنه تغلب على الأمر وساعده والده فى الكتابة بقدميه، بالإضافة إلى مسك الأشياء والتفاعل معها. وأكد أنه قضى طفولته مثل باقى الأطفال لم يشعر فى يومه بأنه معاق، بل كان من هوايته لعب كرة القدم والبلاستيشن وتعلم بالمدارس الحكومية واستطاع أن يتفوق على نفسه والآخرين بالقدرة والتفاعيل والإصرار ويكون من الأوائل فى مراحل التعليم الثلاثة. بولا، التحق بكلية التجارة جامعة قناة السويس، وعمل على تحضير دبلومة فى المحاسبة وأخرى فى الحاسب الآلى، ولدية مجموعة من الكورسات المختلفة فى مجال صيانة الكمبيوتر "سوفت وير وهارد وير" بالإضافة إلى فوزه فى عدة بطولات على مستوى الجمهورية بميدليات ذهبية وبرونزية فى ألعاب القوى والجرى 100و 200 متر والوزن . وقال: "إننى شاركت فى ثورتى 25 يناير و30 يونيو ونزلت المظاهرات ونمت فى الشارع مع المتظاهرين، ولم تمنعنى الإعاقة فى السير فى الجانب السياسى، الذى انشغلت عنه فى الفترة الأخيرة بسبب استكمال دراستى بجانب شغلى بالقومسيون. كما أشار، إلى أنه يستطيع خدمة نفسه بنفسه، حيث يقوم بتقشير السمك والبرتقال. وأضاف، أنه أسس أول نقابة مستقلة للمعاقين بمدن القناة وسيناء لتبنى شئون وحقوق ذوى الاحتياجات الخاصة وطرحها على المسئولين ومحاولة حلها، مؤكدًا أنه توصل فى حين توليه مسئولية النقابة إلى تعديل بعض القوانين الخاصة بالخدمة المدنية، مشيرًا إلى أن المعاقين يلقون إهمالاً كبيرًا من قبل الدولة وكأنهم فئة ليست لها أى حقوق ولا مطالب على حد قوله. من جانبها أكدت تيماء حسن مصلحى مدير القومسيون الطبى، أن بولا شخصية مميزة داخل الصرح الوظيفى، حيث إنه يشتغل منذ 4 سنوات داخل القومسيون، ويقوم بعمل أشغال لم يستطع من هم معافون عملها، حتى أنه يظل يعمل بمنزله بعد مواعيد العمل فى حالة وجود أعمال مطلوبة للضرورة. شاهد الصور: