بينما رحب برلمانيون، بالزيارة المرتقبة لرئيس وزراء إثيوبيا، "هايلى ماريام ديسالين"، للقاهرة، خلال الأسبوع الجاري، استنكر آخرون الزيارة، معللين ذلك بأنها لا تصب فى مصلحة مصر، ولا تهدف إلى إنهاء الأزمة القائمة، أو الوصول لاتفاق مشترك، وسيستغلها الجانب الإثيوبى فيما بعد لتحقيق أغراض معينة. ومن المتوقع أن يصل "ديسالين"، للقاهرة، الأسبوع الجاري، فى زيارة تستمر لثلاثة أيام، يلتقى فيها الرئيس عبد الفتاح السيسي، ويلقى خلالها خطابًا فى البرلمان، ويترأس فيها وفد بلاده فى اجتماع اللجنة المشتركة بين إثيوبيا ومصر. ونقلت وكالة الأنباء الإثيوبية، عن بيان لوزارة الخارجية، قالت فيه إن اللجنة المشتركة بين القاهرةوأديس أبابا ستعقد اجتماعها يوم الخميس المقبل فى القاهرة، وأن وفدًا إثيوبيًا برئاسة "ديسالين"، سيشارك فى أعمالها. خالد عبد العزيز شعبان، عضو تكتل "25-30"، قال إن التكتل تقدم سابقًا بمذكرة للاعتراض على تلك الزيارة، التى لن تأتى بخير لمصر، منوهًا بأنهم لا يقبلون الجلوس مع رئيس وزراء إثيوبيا تحت القبة، إلا بعد إنهاء تلك الأزمة، والوصول لاتفاق نهائى بشأنها. وخلال حديثه ل"المصريون"، أشار شعبان، إلى أن الموافقة على تلك الزيارة والسماح له بإلقاء كلمة داخل المجلس، يُعد بمثابة موافقة ضمنية على أفعالهم، وسيستغلها الجانب الإثيوبى للترويج بأنه لا توجد أزمات أو مشكلات، بدليل استقبال أعضاء البرلمان المصرى له، فى حين أن الامتناع عن استقباله سيؤكد أن هناك أزمة حقيقية، وسيعزز دور وموقف مصر. وكان النائب عبد الحميد كمال، و20 نائبًا آخرين، تقدموا بمذكرة عاجلة إلى الدكتور على عبد العال، رئيس المجلس، يعبرون خلالها عن رفضهم لزيارة رئيس وزراء إثيوبيا إلى البرلمان. ونصت المذكرة على: "نظرًا لخطورة الزيارة المرتقبة لرئيس الوزراء الإثيوبى لمجلس النواب التى أعلن أنها، نتحفظ على تلك الزيارة لما فيها من رسائل إيجابية سوف تتحقق للجانب الإثيوبي، والذى لا يألو جهدًا ضد مصر فى كل المحافل الدولية، معتمدًا على الأكاذيب القانونية والسياسية والاقتصادية التى تؤثر بالسلب على قضيتنا الوطنية، وهى قضية مياه النيل باعتبارها قضية أمن قومى مصرى وخط أحمر". عضو تكتل "25-30"، نوه بأن رفض التكتل لتلك الزيارة، ليس هدفه إلا تحقيق مصالح مصر فقط، وحفاظًا على حقها التاريخي، خاصة أنه ثبت أن "أديس أبابا"، تسعى إلى المماطلة وكسب وقت إضافى لإنهاء البناء؛ لذلك يجب عدم الجلوس معهم إلا بعد وقف أعمال البناء، متسائلًا: "هل الزيارة من أجل إلقاء كلمتين فقط، والموضوع ينتهي، أما أنها للحل، أعتقد أنه كلمتين لغرض ما". غير أن، أشرف عزيز إسكندر، عضو مجلس النواب، رأى أن تلك الزيارة تاريخية، ويجب استغلالها؛ لإنهاء تلك الأزمة، داعيًا إلى عرضها على الهواء مباشرة، ذلك أن القضية تشغل الشعب المصرى بأكمله، وسيكون الكل شغوف ومنتظر ماذا سيحدث خلالها؛ لأنها قضية حياة أو موت –حسن تعبيره. وأضاف اسكندر، خلال تصريحه ل"المصريون"، أن تلك الزيارة من المؤكد أنه سبقها ترتيبات وتنسيق بين الجانبين، مضيفًا: "أنا شايف وأشعر أنه تحمل خير كثير لمصر، لا أتخيل أن رئيس وزراء جاى يقابل رئيس الجمهورية، وهو لا يحضر شيء مهم أو خبر جيد للدولة التى يسعى لزيارته، من المؤكد إنهم سيحاولون استغلالها بشكل أو بأخر، وبالأحرى لابد أن نستغلها نحن أيضًا لمصلحتنا، فالمصالح فى النهاية مشتركة، والعلاقات المصرية الأثيوبية متجذرة منذ زمن بعيد". واتفق معه فى الرأي، محمد العرابي، عضو لجنة العلاقات الخارجية، فقال إن الزيارة تأتى فى ظروف استثنائية تمر بها مصر والسودان وأثيوبيا، ذلك بعدما شهدت الفترة الأخيرة توتر فى العلاقات بينهم، مشيرًا إلى أهميتها، إذ أنه من المتوقع أن تضع أسس جديدة فى التعامل فى ملفات عديدة أبرزها ملف سد النهضة. وفى تصريحات له، أوضح العرابي، أن أزمة سد النهضة أدت إلى تفاقم المشكلة بين مصر وإثيوبيا، مؤكدًا أن القاهرة ستسعى لدعم العلاقات الثنائية بين البلدين ورفع درجة الثقة المتبادلة لتكون أساس فى التعامل الدائم بينهما.