فيما اعتبر أنه تحول مثير من قبل الإدارة الأمريكية نحو حكومة العقيد القذافي في ليبيا ، نشرت تقارير صحفية أمريكية معلومات تتحدث عن زيارة خاصة وسرية قام بها نائب مديروكالة الاستخبارات المركزية البرت كالاند الثالث الي طرابلس الغرب واجتمع مع الرئيس الليبي معمر القذافي، وبحث معه تعزيز وتوسيع الدور الليبي في محاربة الارهاب ، في إشارة إلى جهود استخبارية ليبية كبيرة غير معلن عنها قدمت إلى الأجهزة الأمنية الأمريكية . وذكرت صحيفة القدس العربي أن وفدا أمنيا أمريكيا مصغرا قد رافق المسؤول الامريكي في الاجتماع مع القذافي والذي حضره مدير المخابرات الليبية عبدالله السنوسي. والاخير ممنوع من دخول عدد من الدول الاوروبية وامريكا وتطالب به فرنسا بعد ان اصدرت عليه حكما غيابيا في قضية الطائرة الفرنسية التي تحطمت في افريقيا عام 1989. وأكدت الصحيفة الأمريكية ان الاجتماع كان مثمرا وايجابيا. ونقل عن القذافي قوله في الاجتماع ان ادارة الرئيس الامريكي جورج بوش اخطأت في الاطاحة بصدام وبحاجة لتركيز جهودها علي قتال القاعدة والمنظمات المتعاونة معها، وعرض الرئيس الليبي تقديم خدمات بلا حدود إلى الجانب الأمريكي في حربه مع ما أسماه الإرهاب الأصولي ،. وتعتبر المخابرات المركزية سي آي ايه ليبيا في موقع جغرافي يمكنها من تقديم خدمات واسعة ومهمة في عمليات مراقبة وملاحقة الحركات الإسلامية وخاصة العناصر التي يشتبه في صلتها بتنظيم القاعدة او الجماعات الاسلامية المتعاطفة معها. واعتبر معلقون زيارة كالاند تطورا في علاقات التعاون بين امريكا وليبيا والتي لا تزال موضوعة علي قائمة الدول الراعية للارهاب والتي تعدها وزارة الخارجية الامريكية سنويا. الأمر اللافت للانتباه أن ليبيا ما زالت مدرجة في القائمة الأمريكية للدول الداعمة للإرهاب ، وهو ما يكشف عن تناقض مثير في الوجه المعلن والعلاقات السرية التي تحكم تعاملات الولاياتالمتحدة مع النظم السياسية في العالم الثالث ، كما أن ليبيا ما زالت متهمة بارتكاب أعمال تعذيب وانتهاكات مروعة لحقوق الإنسان ، وهو الأمر الذي يخشى منه أن تتحول ليبيا إلى محطة أخرى مؤجرة لممارسة التحقيقات غير الإنسانية مع معتقلين تحظر القوانين الأمريكية تعذيبهم في أراضيها .