- معنى أن يكون لكل فعل رد فعل أن الثورة المضادة أمر طبيعى، وحالة صحية تؤكد نجاح ثورة 25 يناير2011، لأنه لولا إدراك الثورة المضادة ومن وراءها لقوة ثورة 25 يناير وخطرها الشديد الذى أصبح يهدد مصالحهم ويصيبها فى مقتل، لما وجدنا ردود الأفعال المختلفة التى ظهرت خلال الفترة الماضية منذ قيام الثورة وحتى الآن. لقد أخذت الثورة المضادة أشكالا مختلفة، وألوانا متنوعة تغيرت بتغير الظروف والأحداث، والحاجة التى فرضها الأمر الواقع، فكان الفراغ الأمنى الذى عم أرجاء مصر، وما زالت البلاد تعانى منه حتى الآن، وانتشار أعمال البلطجة دون خوف أو ردع من الشرطة، وحرب الإشاعات التى انطلقت فى ربوع مصر بدعم إعلامى مكثف، وافتعال الحوادث للصدام مع الثوار فى شارع محمد محمود، ومجلس الوزراء، وغيرهما من ميادين مصر، بالإضافة إلى أوامر شفوية من جهة سيادية يبدأ اسمها (بالمجلس) وينتهى (بالعسكرى) يتم صياغتها وإصدارها فى شكل قرارات وزارية من وزارة العدل لإعادة تفعيل قانون الطوارئ بشكل مختلف تحت مسمى (الضبطية القضائية)، وأحكام يتم إصدارها فى سرعة البرق من المحكمة الدستورية العليا، ترتب عليها حل أول مجلس شعب منتخب بإرادة شعبية حقيقية بدون تزوير، بالرغم من وجود حالات مماثلة كثيرة محالة إلى المحكمة من سنوات لم يتم البت فيها حتى الآن، كما أن الطاعن عندما تقدم للمحكمة لم يطلب حل المجلس وإنما طعن فقط على الشق الذى يخص المستقلين، ولكن المحكمة كانت أكرم منه فأصدرت حكمها الذى بموجبه سارع المجلس العسكرى بإصدار قراره بحل المجلس، وتكليفه الفورى للأمن بتأمين المبنى ومنع الأعضاء من دخوله، ليكتمل المشهد (ولن ينتهى) بالإعلان الدستورى (المكبل) الذى تم إصداره قبل إعلان نتيجة الانتخابات الرئاسية بيوم واحد ليضع الأغلال والقيود فى أيدى الرئيس وأقدامه (والذى كان معروفا فوزه قبل إعلان النتيجة) ويحد من صلاحياته، ويضعه فى مأزق قانونى بأدائه اليمين أمام أعضاء المحكمة الدستورية العليا، فإن رفض أو تأخر أصدر المجلس العسكرى على الفور قراره بفراغ المنصب الرئاسى وطلب إعادة الانتخابات الرئاسية من جديد، وإن وافق، فقد وافق أيضا على الالتزام بالقيود الموجودة بالإعلان الدستورى (المكبل). الصورة الآن فى وضوح ضوء الشمس فى نهار شهر يوليو بعد أن تكاملت أجزاؤها، ولم تعد تخفى على أحد، ولا يستطيع أحد إنكارها أو تضييع معالمها بالطمس والإخفاء. أصبح الشعب المصرى يعلم تمام العلم من أحسن إليه وأخلص، ويعلم أيضا من أساء إليه وإلى ثورته، ووقت الحساب قادم لا محالة، فإن كانت عدالة الأرض لم تنصف الشعب وتعيد إليه حقوقه، فنحن فى انتظار عدالة السماء، وغدا لناظره ليس ببعيد، والشعب لا ينسى.