تنتظر المعارضة المدنية في مصر عامًا جديدًا مليئًا بالتحديات، وفى مقدمتها الانتخابات الرئاسية، المزمع انعقادها فى منتصف شهر مارس القادم، وهى الانتخابات التى تفتقد إلى مرشحين منافسين على كرسى الرئاسة بشكل قاطع. كما لم يعلن الرئيس عبد الفتاح السيسى عن ترشحه بشكل رسمي، على الرغم من تأكيد دوائر سياسية مقربة له بإعلانه الترشح للولاية الثانية مع فتح باب الترشح بشكل رسمي، والمتوقع إن يكون فى منتصف فبراير المقبل. وتسعى المعارضة السياسية، من خلال الجبهات التي تشكلها أن تكون تحالفًا انتخابيًا حقيقيًا، يستطيع على الأقل فرض ضمانات سياسية على مؤسسة الرئاسة، يتم على أساسها تنظيم العملية الانتخابية، لضمان النزاهة والشفافية، ووجود منافسة حقيقية، فيما يخطط آخرون للدعوة للمقاطعة خلال الانتخابات الرئاسية المقبلة، على اعتبار أن شرعية الانتخابات تقوم بالأساس على المشاركة فيها، وليس على مجرد الإجراءات المنظمة لها. وفى هذا الإطار، أشار عبد العزيز الحسيني، الأمين العام المساعد لحزب تيار الكرامة، إلى أن المعارضة تهدف لوجود ضمانات سياسية حقيقية يتعهد بها النظام السياسي، من أجل جعل الانتخابات حقيقية ونزيهة، بالإضافة إلى فتح المجال العام أمام المشاركة السياسية، وإتاحة الفرصة للجميع للتعبير عن الرأى بعيدًا عن حالة الخوف المفروضة على الجميع، وهو الأمر الذى يصعب تحقيقه خلال الفترة المقبلة، خصوصًا مع قرب فترة الانتخابات الرئاسية. وأضاف الحسيني، فى تصريح ل"المصريون"، أن مقاطعة الانتخابات الرئاسية المقبلة، ستكون أكبر نجاح لأفكار المعارضة السياسية، خاصة وأن النظام السياسى سيصبح مشكوكًا فى شرعيته أمام العالم، والذى يهتم فى الانتخابات بالأساس بكثافة المشاركة من قبل المواطنين، أو يعتبرها مجرد استفتاء على شخصية الرئيس وفى حالتنا أشبه بالبيعة لولى الأمر والحاكم، الذى فى الأغلب سيترشح للرئاسة بمفرده. المتحدث باسم حركة الاشتراكيين الثوريين، هشام فؤاد، أوضح أن المعارضة السياسية لن تختلف فى طريقة إدارتها عن السنة السابقة، أو بالأخص آخر أربع سنوات، خاصة وأنها تعانى من الانغلاق فى المجال السياسي، وعدم قدرتها على التخاطب المباشر مع المواطنين العاديين، وهو الأصل فى الديمقراطية والسياسة، ومن ثم فإن النظام السياسى سيستحوذ على الحياة السياسية، وتظل المعارضة بعيدة عن المشهد السياسي. وأضاف فؤاد، أن خطة المعارضة الأساسية، يجب أن تعتمد على الوحدة فى مواجهة النظام السياسي، وفرض مجموعة من الشروط والأساسيات فى التعامل السياسى بين الطرفين، وهو الأمر المفقود حتى هذه اللحظة، فى ظل عدم وجود تنسيق واضح بين الجبهات السياسى المعارضة، وإلقاء تهم التخوين والعمالة بين الحين والآخر، ومن ثم يغرد النظام وحيدًا، مع توقعات بتخطى فترة الانتخابات الرئاسية دون إحداث أى جديد يذكر.