مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية المزمع عقدها في منتصف شهر مارس من العام المقبل 2018, أصبحت خيارات المعارضة السياسية مقتصرة على حلين وحيدين, أولهما مقاطعة الانتخابات الرئاسية, كجزء من حفظ ماء الوجه لها, بعد عدم قدرتها على فرض مرشح للانتخابات الرئاسية, يحظى بإقناع الشعب المصري, ويمكن أن يكون منافسا حقيقيا للرئيس عبد الفتاح السيسي, والذي يدخل سباق الترشح الانتخابي, وهو لا يحتاج حسب خبراء أن يكلف نفسه دعاية انتخابية من الأساس لسهولة المنافسة. أما الحل الثاني, فيتمثل في العمل على التوافق حول مرشح بعينه, بعيدا عن الأسماء المطروحة, والدخول بقوة لتدعيم هذا المرشح, والذي من المحتمل أن يكون عسكريا على الأغلب, ومن ثم يمكنه منافسة الرئيس عبد الفتاح السيسي في انتخابات الرئاسة, واللعب بنفس "كروت" اللعبة الانتخابية التي يعتمد عليها الرئيس عبد الفتاح السيسي, والمتعلقة بدعم الشخصيات العسكرية التي لها ثقل في حسم الانتخابات الرئاسية. وفي هذا السياق, دعا المستشار هشام جنينة, رئيس الجهاز المركزي للمحاسبات السابق, المعارضة السياسية لمقاطعة الانتخابات الرئاسية المقبلة, واعتبر أن دخول المعارضة للانتخابات الرئاسية في منافسة مع الرئيس عبد الفتاح السيسي, سواء بدعم مرشح أو بالدفع بأحد المرشحين من داخلها, يمثل مشاركة في العملية الانتخابية, والتي وصفها بأنها تفتقد العديد من مقومات الحيدة والشفافية ومن ضمنها الإشراف القضائي على الانتخابات. بينما أشار معتز الشناوي, عضو جبهة "الحركة المدنية الديمقراطية"، إلى أن المعارضة السياسية, لم تستقر على قرار المقاطعة في الانتخابات الرئاسية المقبلة من عدمه, وإنها في الغالب ستعمل على الدفاع بمرشح في الانتخابات ينتمي للتيار المدني, ولكنها ستتأكد من وضع بنود يتم الاتفاق عليها مع مؤسسة الرئاسة تضمن نزاهة وحيدة أجهزة الدولة في الإشراف على العملية الانتخابية. وأضاف الشناوي في تصريح ل"المصريون" أن الحركات السياسية المعارضة التي انضمت للحيز السياسي في الفترة الأخيرة ومن ضمنها "الحركة المدنية الديمقراطية" بالإضافة إلى جبهة "التضامن للتغيير" قبلها, تشير إلى حراك سياسي فعال من قبل المعارضة لا يمكن أن يتبعه إجراء سياسي سلبي متمثل في المقاطعة, وترك الانتخابات الرئاسية أشبه باستفتاء على شعبية الرئيس عبد الفتاح السيسي. وعلى صعيد آخر, اعتبر هشام فؤاد, عضو حركة الاشتراكيين الثوريين, أن مقاطعة الانتخابات الرئاسية المقبلة, أصبح إجبارا على الحركات المعارضة, ولا يعتبر خيارا, حيث تفتقد المعارضة من الأساس وجود مرشح من داخلها يمكنه منافسة الرئيس عبد الفتاح السيسي في الانتخابات الراسية المقبلة, ما يمتلكه من أجهزة إعلامية وحكومية تعمل بالكامل لصالحه في الانتخابات الرئاسية. وأضاف فؤاد أن جزءا من المعارضة السياسية, قرر الدخول في الانتخابات الرئاسية في عام 2014, عن طريق ترشح القيادي اليساري حمدين صباحي في الانتخابات أمام الرئيس عبد الفتاح السيسي, على نفس الوضع الحالي وبدون وضع أي ضمانات حقيقية تضمن نزاهة الانتخابات, وأدى هذا الأمر إلى إظهار المعارضة بأنها ضعيفة ولا تمتلك أي قوة حقيقة بسبب ضعف التصويت لصالح حمدين صباحي.