(كن عكاشه):- من هو عكاشه؟ إنه عكَّاشة بن محصن الأسدي المبادر المُسارع السَّبَاق ، المتحين للفرص لا المتواني فيها ، الذكي الكيس الفطن، الفائز بدعاء النبي له وبالجائزة الكبرى وهي الجنه وأي فوز بعد الفوز برضوان الله والجنه؟! إنه الفوز العظيم. فالحياة فرص والسعيد من يغتنم الفرص الحقيقيه في الدنيا لا الوهم فيها. ولقد عرف الإسلام لأهل السبق سبقهم، ولأهل الفضل فضلهم، فرفع منزلتهم وأعلى درجاتهم . وكان منهم عكاشه (سبقك بها عكاشه )عبارة قالها النبي صلى الله عليه وسلم لأحد الصحابه حينما أراد أن يفوز بالجنه كما فازبها عكاشه. فقال وأنا يا رسول الله ادعوا لي ان أكون منهم .فقال له النبي(سبقك بها عكاشه) -إنها روح المبادره التي سبق بهاعكاشه غيره.وكل عكاشه دائما يفوز. فأن تكون في السبق.مسارع في الخير.تلك هي البطولة.فربما تأتي لحظه تكون هي هي!(والسماء مفتوحه) وتكون اللحظة الفاصله والفرصة السانحه، وربما لا تتكرر. فماذا حدث من عكاشه :- تعالوا معنا نعيش هذا الحدث لنعيش هذا الموقف كما رواه الإمام مسلم فى صحيحة عن أبى هريرة رضي الله عنه أَنَّ النَّبِيَّ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) قَالَ:[يَدْخُلُ مِنْ أُمَّتِي الْجَنَّةَ سَبْعُونَ أَلْفًا بِغَيْرِ حِسَابٍ.فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ ادْعُ اللَّهَ أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ.. قَالَ :اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ مِنْهُمْ.. ثُمَّ قَامَ آخَرُ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ ادْعُ اللَّهَ أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُم.ْ قَالَ سَبَقَكَ بِهَا عُكَّاشَةُ] رواه مسلم وفي رواية اخرى لعبد الله بن عباس رضي الله عنهما أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال:(عُرضت علي الأمم، فرأيت النبي ومعه الرهيط، والنبي ومعه الرجل والرجلان، والنبي وليس معه أحد، إذ رفع لي سواد عظيم فظننتُ أنهم أمتي، فقيل لي هذا موسى وقومه، ولكن انظر إلى الأفق، فنظرتُ فإذا سواد عظيم، فقيل لي انظر إلى الأفق الآخر، فإذا سوادٌ عظيم، فقيل: لي هذه أمتك ومعهم سبعون ألفاً يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب، ثم نهض فدخل منزله )، فخاض الناس في أولئك الذين يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب، فقال بعضهم: فلعلهم الذين صحبوا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وقال بعضهم: فلعلهم الذين وُلدوا في الإسلام فلم يشركوا بالله، وذكروا أشياء، فخرج عليهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: (ما الذي تخوضون فيه؟) فأخبروه فقال:(هم الذي لا يسترقون ولا يتطيرون وعلى ربهم يتوكّلون) ، فقام عكاشة بن محصن رضي الله عنه فقال: ادع الله لي أن يجعلني منهم، فقال: (أنت منهم)، ثم قام رجل آخر فقال: ادع الله أن يجعلني منهم، فقال: (سبقك بها عكاشة) متفق عليه واللفظ للبخاري - انظروا احبتي الصحابة اخذوا يتساءلون. عن هؤلاء الذين يدخلون الجنة بغير حساب ويقولون لعلهم كذا لعلهم كذا. وكان من بينهم ذلك الفطن عكاشه ،لم ينشغل بذلك لكنه ، كان يفكرعن الوسيله السريعه ليقتنص هذ الفرصه وليكون من هؤلاء الذين يدخلون الجنة بغير حساب، وهو بين يدي المصطفى صلى الله عليه وسلم فادرك الفرصه وفطن لها فبادر ولم يسأل تلك الأسئله التي دارت على ألسنة غيره من الصحابه رضوان الله عليهم، فكان ما كان وفاز ورب الكعبه، فالحياة فرص ونحن على قيد الحياة والفرص متاحه فما زال الباب مفتوح للعطاء والمبادره والمسارعه في فعل الخيرات فلنبادر قبل أن تُبادر، في الحديث (عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:( بادروا بالأعمال سبعاً، هل تنتظرون إلا فقرا مُنسيا، أو غنى مُطغياً، أو مرضاً مفسداً، أو هرماً مُفنداً، أو موتاً مجهزاً، أو الدجال؛ فشر غائب ينتظرُ، أو الساعة والساعة أدهى وأمر؟!) رواه الترمذي. إنها روح المبادره:- للبحث عن المعالي والشوق الى الله كما قالها أنس بن النضر (واه لريح الجنه) بهذا تميز عكاشه ، فيا ترى على أي حال هو مع الله كان عكاشه؟ حتى يفوز ويختاره الله لهذا الموقف الرائع. وأي رصيد كان لديه؟ وما الخبيئه التي بينه وبين ربه؟، فلا يختار الناس هكذا صدفه ، لا ،لابد لها من مقدمات وأسباب ، نحن لا نعلمها كما لم نعلم عن الاشعث الأغبر الذي لو اقسم على الله لأبره ، والجزاء من جنس العمل لذلك فاز عكاشه.قال تعالى{ لَا يَسْتَوِي مِنكُم مَّنْ أَنفَقَ مِن قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ ? أُولَ?ئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِّنَ الَّذِينَ أَنفَقُوا مِن بَعْدُ وَقَاتَلُوا ? وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى? ? وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (10) }وقال تعالى ? لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ عَلَى الْقَاعِدِينَ دَرَجَةً وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَفَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْرًا عَظِيمًا) فلا تضيع فرصة الحياه :- فلقد دخلت إمرأة النار في هره لا اطعمتها ولا تركتها تأكل من خشاش الأرض واخرى دخلت الجنة في كلب سقته وآخر دخل الجنة في غصن ازاحه من طريق الناس فلا تستقل عمل ولو صغير ، أن تميط أذى أوترفع زجاجة، أوتسد حاجه، أو أن تقبل يدي والديك، وتدافع عن مظلوم وتدعوا للمستضعفين ولرجال الحق، وانظر الى المعالي وتعلم وأعمل واتقن وأتم فلا يُعرف الحق بالرجال، ولكن يُعرف الرجال بالحق" لم يذكر التاريخ اسم عكاشه إلا في هذه اللحظه السانحه، برغم انه توفي في خلافة عمر إلا أنها كانت لحظة التميز والسبق والتوفيق من الله التي سبق بها عكاشه واستحقها ، ليعلن أسمه من بين المتميزين على مدار التاريخ حتى يكونوا قدوة لغيره ، ومثالًا يحتذى به ، في السبق والأوائل في الدنيا والآخره والآخرة خير وابقى ، ذلك هو ميدان السباق والمسارعه.فلنكن ذاك الرجل عكاشه بن محصن المبادر. ولنُبَادرقبل ان نُبَادر.