سلطت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، الضوء على المعتقلين الأمريكيين في السجون الأجنبية، إذ هناك ما لا يقل عن 40 أمريكيًا يمكثون في سجون 5 دول أخرى، على رأسها مصر، لأسباب سياسية، لذا طالبت الصحيفة الرئيس دونالد ترامب، بتحقيق شعار "أمريكا أولا" وإخراج هؤلاء المعتقلين قبيل أعياد الكريسماس. وأضافت الصحيفة، في تقريرها، أن الأنظمة الاستبدادية لهذه الدول تعتبر أن السجناء الأمريكيين رهائن أو ورقة "مساومة" لديها؛ للضغط على واشنطن، وكسب نفوذ واسعة في المقابل، ففي كثير من الأحيان كانت تهمة هؤلاء المعتقلين هي كونه مواطنًا "أمريكيًا" . وأشارت الصحيفة، إلى أن حوالي 20 من الأمريكيين – برغم من صعوبة تحديد الرقم بالضبط - تحتجزهم مصر، التي تعد حليفة تاريخية للولايات المتحدة، وتتلقى أكثر من مليار دولار من المساعدات سنويًا، وقد احتجزتهم مصر لعدة سنوات دون محاكمة. وعلاوة على ذلك، يحتجز ما لا يقل عن ثلاثة مواطنين أمريكيين من قبل إيران التي كانت، إلى جانب كوريا الشمالية، الرائدة في ممارسة الاستيلاء على الأمريكيين بحجة ذرائع وهمية؛ ومن ثم استخدامهم كأوراق ضغط للاستفادة من المزايا السياسية والاقتصادية من واشنطن، ولا تزال بيونغ يانغ تحتجز ثلاثة أميركيين بعد أشهر من إطلاق سراح الطالب جامعي، اوتو وارمبير، الذي توفي بعد أيام من عودته إلى عائلته. وألمحت الصحيفة إلى أن في وقت ما، بدا أن إدارة "ترامب" ستدافع بشراسة عن هؤلاء المواطنين، في حين اتهمت إدارة الرئيس باراك أوباما بأنها غالبًا ما كانت تهمل ملف السجناء الأمريكيين تحت ذريعة التوسط لإبرام صفقات أكبر نطاقا، والدفاع عن مصالح أكبر. في المقابل، فإن القتال من أجل الأمريكيين يناسب جيدًا شعار"أمريكا أولا"، الذي أعلنه "ترامب" منذ انتخابه. وخير دليل على اهتمام "ترامب" بسجناء أمريكا، في فترة ما، أن في أبريل الماضي، دفع ترامب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى تحرير آية حجازي، الذي قضى زوجها ثلاث سنوات في السجن لإنشاء منظمة غير حكومية لمساعدة أطفال الشوارع في القاهرة، وكان قد أطلق سراح "حجازي" بعد عدة أسابيع وعادت إلى منزلها على متن طائرة حكومية أمريكية لعقد اجتماع "تفاخرى" مع ترامب. ولكن منذ ذلك الحين، يبدو أن ترامب وموظفيه يفقدون الاهتمام بالقضية، مع بعض الاستثناءات، ففى الشهر الماضي أفرج الرئيس عن ثلاثة من لاعبي كرة السلة في جامعة كاليفورنيا من الصين من خلال نداء الرئيس الصيني شي جين بينغ. وفي سياق متصل، أفادت مصادر مقربة من الإدارة الأمريكية، بأنه "ترامب" يبذل جهودًا لتحرير الأمريكيين المحتجزين فى طهران ومن بينهم رجل الأعمال سياماك نمازى ووالده باكر نمازى وطالب الدراسات العليا بجامعة برينستون شيوى وانغ. لكن حتى الآن لم تسفر عن نتيجة، وإذا كان "ترامب" ينفذ تهديده بإعادة فرض العقوبات الأمريكية على إيران الشهر القادم فإن المبادرة سوف تكون ميتة.