غريب أن ننظر إلى اللعب في نهائيات كأس العالم في روسيا، على أنه حفل تكريم لهذا أو ذاك، كأننا بعد سنوات طويلة جدا من الغياب، ذاهبون إلى هناك لأخذ صور الذكرى ونشرها على "انستجرام". المطالبة بضم النجم أبوتريكة المعتزل منذ سنوات لم تكن من مسئول وإنما من مواقع التواصل الاجتماعي، وقد أنهاها النجم الخلوق بنفسه فورا بقوله إنه لن يسرق من بذلوا المجهود وحققوا الحلم على أرض الملعب بالعرق والضغط النفسي والعصبي. لكننا نسمع هذه الأيام عن وساطة محمود الخطيب رئيس الأهلي الجديد مع المدير الفني الأرجنتيني كوبر لإعادة حسام غالي "شبه المعتزل" والذي رحل للعب في السعودية لأن حسام البدري يستبعده من تشكيل الأهلي غالبا، وهناك لم يتمكن من إثبات أن قراءة البدري خاطئة. لا أدرى ما الحكمة أن يتوسط الخطيب لغالي. هل يريد رد الجميل له، فقد حضر من السعودية خصيصا لدعمه في الانتخابات. لماذا لا يرد الجميل في ما يملكه أو ما هو مسئول عنه كأن يعيده للأهلي ويجبر البدري على وضعه في التشكيل. الواقع أنه لا يستطيع ذلك. فعماد متعب مثلا لا يلعب حتى في ظل رئاسة الخطيب. هناك مدير فني هو المسئول الأول والأخير، خصوصا أن سر تفوق الأهلي هو ابتعاده عن المجاملات وهذه إحدى سماته المميزة التي جعلته يحصد البطولات ويرتفع باسمه فوق اسم أي لاعب مهما بزغ نجمه. لا أدرى ماذا يقول عنا المدرب الأرجنتيني كوبر وهو يرانا نزاحمه في اختياراته لا لشيء سوى مجاملة فلان وعلان. مثلا لم يضغط عليه أحد ليضم محمد عواد حارس الاسماعيلي وأفضل حراس مصر حاليا ليكون حارس المنتخب الأول، بل هناك صحيفة نشرت أن هناك "لوبي" ينتمي لأحد الأندية في المنتخب يعمل على إبعاده وهو ما نفاه أحمد ناجي. ماذا فعل حسام غالي حتى يتم الاستعانة به. لقد افتعل مشكلة ورفض الانضمام عندما كانت هناك حاجة، وكان يزرع الانقسام داخل المنتخب بين لاعبي الأهلي ولاعبي الزمالك. يجب أن يرفع الجميع يده عن الجهاز الفني لمنتخب مصر وتركه يختار لاعبيه المناسبين بحرية وعدالة دون ضغوط. يلعب من يستحق دون شبهة انحياز أو تفضيل لأسباب غير فنية. ليس معنى الوصول لنهائيات كأس العالم أنها نزهة استرخاء وترفيه. هزيمة فضائحية ستهدم المعبد على الكل وسنتمنى حينها لو لم نصل. أتمنى أن يدرك كوبر أن الحفاظ على اسمه وتاريخه أهم من "الخواطر" وأن منتخب مصر ليس منتخبا عاديا حتى يسعد بمجرد اللعب ثم ينهزم بالخمسة والستة ويمر الأمر مرور الكرام. [email protected]