قال د. أحمد الطيب، شيخ الأزهر، أن الإسلام حرص على جلب المصلحة ودرء المفسدة، و ذلك ينطبق على مقاومة مرض شلل الأطفال، خصوصًا وأنه أصبح معلومًا وبشكل علمي ويقيني أن اللقاح ضد شلل الأطفال يمثل الوسيلة المثلى للوقاية من هذا المرض، فضلاً عن أنها وسيلة ذات جدوى اقتصادية عالية؛ لأنها من جهة قليلة التكاليف ومن جهة أخرى تقي أبناء الأمة من الإصابات التي يمكن أن تنجم عن هذا المرض؛ من عجز أو وفاة أو غير ذلك، مع ما يصاحبه من تكاليف باهظة، فضلاً عن الإعاقة التي قد يُصاب بها الطفل؛ نتيجة عدم تلقيحه، وما تؤدي إليه من آثار مؤلمة من النواحي النفسية والاجتماعية والاقتصادية لا مبرر لها على الإطلاق، جاء ذلك خلال استقباله للدكتور حسين عبد الرازق الجزائري، المدير الفخري لإقليم شرق المتوسط لمنظمة الصحة العالمية والذي عرض على شيخ الازهر أوضاع شلل الأطفال في العالم، موضحا أن هذا المرض الخطير يؤدي في الغالب إلى الوفاة أو إلى العجز، وقد أمكن - بفضل الله تعالى - استئصاله من على سطح الكرة الأرضية، باستثناء ثلاث دول، والمؤسف أنها جميعا دول إسلامية: (باكستان، أفغانستان، نيجيريا) وذلك جرَّاء بعض المعلومات المضللة التي ينشرها بعض القيادات الدينية في أذهان البسطاء؛ مما يجعل الناس يحجمون عن استعمال اللقاح؛ بحجة أنه قد يؤدي إلى العقم، أو بحجة أن المواد المستعملة فيه قد لا تكون مقبولة من وجهة النظر الشرعية، وقد ثبت علميًّا وبشكل يقيني أن هذه الدعاوى لا أصل لها على الإطلاق، وأن إعطاء هذا اللقاح بشكل واسع سينقذ أطفال هذه الأمة الإسلامية من مصير مؤلم.