ما نعيشه هذه الأيام هى فرحة لا تقدر بثمن، فلأول مرة فى تاريخنا الحديث والقديم يأتى رئيس ليحكم مصر بإرادة الشعب بعد انتخابات حرة نزيهة كان نجمها الأول هو القضاء المصرى العادل وعصبها القوى جنود مصر البواسل، ولكن ما يعكر صفو هذه الفرحة مجموعة من الناس نصبوا أنفسهم محامين عن الشعب وظنوا أنهم يمثلوننا جميعًا معتقدين أنهم علية القوم ولكنهم لا يعلمون أنهم هم الرويبضة وليسوا صفوة الناس. فقد روى ابن ماجة فى سننه عن أبى هريرة - رضى الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (سيأتى على الناس سنوات خداعة يُصَّدق فيها الكاذب، ويُكذَّب فيها الصادق، ويؤتمن فيها الخائن ويخون فيها الأمين، وينطق فيها الرويبضة)، قيل: وما الرويبضة؟ قال: (الرجل التافه يتكلم فى أمور العامة( صدقت يا سيدى يا رسول الله فنحن نشاهد هؤلاء الناس على شاشات الفضائيات "إلا من رحم ربى" يتحدثون فى تقرير مصير عامة الشعب من خلال ترويج الشائعات والأكاذيب وإشعال الفتن بين نسيج الشعب الواحد متعللين بأنهم بذلك يبحثوا عن مصلحة الوطن. على رأس هؤلاء نجد " تخريب عفاشة ومصطفى بحرى وهاميس الصفيحى وهالة خربان وعماد أكاذيب" كل هذه الأسماء وغيرها حاولوا على مدار العام ونصف الماضى تشويه صورة الإسلاميين بأى طريقة من أجل أن يظلوا يحصلون على الملايين فى ظل وجود أناس من الشعب المصرى من شدة الفقر يأكلون من القمامة، والغريب فى الأمر أنك تجد هؤلاء يتكلمون باسم "الغلابة" ولست أدرى أى قناع زائف يرتديه هؤلاء. ما دفعهم لفعل هذا هو ولاؤهم للنظام البائد الذى سقط فى يناير 2011 وكانوا يسعون بكل قوة من أجل إنتاجه مرة أخرى، ولكن إرادة الله كان فوق إرادتهم، ووفقنا إلى رئيس جديد نأمل أن يتقى الله فينا، رئيس ذو مرجعية إسلامية يعرف معنى احترام وتقدير غير المسلم ومساعدته فى الحصول على كافة حقوقه لأن للمسيحيين حق فى هذا الوطن كالمسلمين بل وأكثر، لأننا طوال عمرنا نعيش تحت غطاء الوحدة الوطنية التى سيحافظ عليها الرئيس الجديد بمشيئة المولى عز وجل. وفى نهاية حديثى أحب أن أوجه نصيحة لهؤلاء بأن أقول لهم "حاولوا أن تنسوا الماضى لأن الرئيس فتح صفحة جديدة مع الجميع وساعدونا من أجل أن نبنى مصر النهضة ولا تعودوا لسالف عهد كم، لأنكم إن نجحتم فى خداع الناس فى الدنيا فلن تفلتوا من عقاب مالك الملك فى الآخرة"، كما أحب أن أهنئ د/مرسى على توليه رئاسة مصر ولكنى مشفق عليه لأنه حمل أمانة كبيرة أسأل الله أن يعينه عليها وأقول له (لقد وُلِّيتُ علينا ولست بخيرنا فإِنْ أَحْسَنْتُ أَعنُاك وإِنْ أَسَأْتُ قَوِّمُناك. الصِدْقُ أمانةٌ والكَذِبُ خِيَانَةٌ. والضعيفُ فينا قويٌّ عندك حتى ترجعَ إليه حقَّه إن شاء اللّه، سنَطِيعُك ما أَطَعْتُ اللَّهَ ورسولَه فإِذا عَصَيْت اللَّهَ ورسولَه فلا طاعةَ لك عندنا"