مستشفيات تبيع الوهم للمصريين.. حلم الإنجاب يسقط الباحثين عنه في شراك النصب مصر تعتبر من أعلى نسب الحقن المجهرى فى العالم مواطنة: تواصلت مع أحد المستشفيات واكتشفت الكذب يعتبر عدم الإنجاب، من الأمور التي تزعج الزوجين، ومن الأشياء التي تغضب الأهل، نتيجة عدم وجود حفيد لهم يدخل عليهم السرور, فما تزال تلك العادات القديمة من معايرة الزوجين مستمرة حتى الآن، مما يدفع العديد من الأسر الفقيرة وغيرها بيع كل ما تملك من أجل تحقيق حلم الإنجاب ووجود طفل يحمل اسمها. فقد شاهدنا منذ فترة قريبة، ادعاء العديد من الأطباء والمشعوذين وجود الحل لتلك المشكلة، التي تقع علي عاتق الزوجين عن طريق أساليب طبية معينة داخل مراكز طبية معلومة وغير معلومة عن طريق استخدام طفل الأنابيب، والتي باءت معظمها بالفشل نتيجة المخاطر الناتجة عن تلك العمليات ويتم اللجوء إلى طفل أنبوب الاختبار أو البوتقة في الحالات التي يتعذر فيها التلقيح الطبيعي للبويضة داخل الرحم بسبب ضعف النطف أو مشاكل في الرحم. وقد ظهر في الفترة الأخيرة، العديد من الإعلانات علي القنوات الخاصة والتي تروج لتلك العمليات لبيع الوهم، مستغلين عجز المواطنين الحائرين والمتلهفين لوجود طفل عن طريق ذكر مراكز غير معلومة للجهات الأمنية, لكي يذهب إليها المواطنون أو عن طريق وصف حبوب أو أعشاب طبيعية تحت مسمي "حل المشاكل الزوجية" أو نصيحة المشاهدين للذهاب إلي أحد المشايخ الروحانيين المدعين لحل تلك المشكلة، مثل استخدام اسم "الشيخة خديجة المغربية" والتي تقوم تلك الإعلانات في نهاية الأمر إلي ترك أرقام مختلفة علي الشاشة لكي يقوم المشاهدون بالاتصال بها ثم يكتشف عملية النصب. وفي هذا التقرير ترصد "المصريون"، كل ما يتعلق من بيع الوهم للمصريين عن طريق طفل الأنابيب وخطورة تلك العمليات. مخاطر طفل الأنابيب تتعد مخاطر تلك العملية ومنها: 1- ولادة توائم يزيد التلقيح الصناعي من خطر ولادة التوائم، إذا ما تم غرس أكثر من بويضة مخصبة بالرحم, ويزيد الحمل بعدة أجنّة من خطر المخاض المبكر وانخفاض وزن الأطفال عند الولادة عما هو في حالة الحمل بجنين واحد. 2- الولادة المبكرة وانخفاض وزن الأطفال عند الولادة تُشير الأبحاث، إلى أن استخدام تقنية التلقيح الصناعي تزيد إلى حد ما من خطر ولادة الطفل بشكل مبكر أو انخفاض وزنه عند الولادة. 3- متلازمة فرط تحفيز المبيض يمكن أن يؤدي استخدام أدوية الخصوبة عن طريق الحقن، مثل هرمون موجهة الغدد التناسلية المشيمائية البشري "HCG " لتحفيز التبويض، إلى حدوث متلازمة فرط تحفيز المبيض، حيث ينتفخ المبيض وتشعر المرأة بالألم. 4- الإجهاض يتشابه معدل الإجهاض لدى النساء اللاتي يحملن باستخدام التلقيح الصناعي ببويضات مخصبة حديثة مع النساء اللاتي يحملن حملاً طبيعيًا، حيث يبلغ من 15 إلى 20 بالمائة، ويزداد هذا المعدل مع تقدم سن الأم, أيضًا، قد يزيد استخدام بويضات مخصبة مجمدة أثناء عملية التلقيح الصناعي قليلاً من خطر التعرض للإجهاض. 5- مضاعفات عملية استخراج البويضات يمكن أن يؤدي استخدام إبرة البزل لاستخراج البويضات إلى نزيف، أو عدوى، أو تلف الأمعاء، أو المثانة، أو الأوعية الدموية، كما ينطوي التخدير العام على بعض المخاطر أيضًا، إذا ما تم استخدامه. 6- الحمل خارج الرحم يعاني من 2 إلى 5 بالمائة من النساء اللاتي يستخدمن تقنية التلقيح الصناعي من الحمل خارج الرحم، وذلك عندما تنغرس البويضة المخصبة خارج الرحم، وعادةً ما تكون في قناة فالوب. ولا يمكن للبويضة المخصبة البقاء على قيد الحياة خارج الرحم، كما لا توجد طريقة لاستكمال هذا الحمل. 7- العيوب الخلقية يعد عمر الأم أحد عوامل الخطورة الرئيسية في حدوث العيوب الخلقية، بغض النظر عن كيفية الحمل بالطفل. 8- سرطان المبيض على الرغم من أن دراسات سابقة أشارت إلى احتمالية وجود صلة بين بعض الأدوية المستخدمة لتحفيز نمو البويضات والإصابة بنوع محدد من أورام المبيض، إلا أن الدراسات الحديثة لا تدعم هذه النتائج. "العقم" والحقن المجهرى" مصدر رزق الإعلانات المضللة بين الحين والآخر تظهر ظاهرة جديدة تجتاح المجتمع المصري، تتمثل في إعلانات لاكتشاف علاج "العقم" عن طريق "الحقن المجهرى"، التي تستهدف "المرضى" والمشاعر الإنسانية للحصول على المكسب المادي، وسط تحذيرات الأطباء و حماية المستهلك من خلو هذه الإعلانات من المصداقية، فضلًا عن عدم التأكد من نسبة نجاح تلك العملية، وتضارب تصريحات رجال الدين حول الحكم الشرعي للحقن المجهري. ويعتبر "العقم" لعدم القدرة على الإنجاب عقب مرور سنة من ممارسة العلاقة الحميمة دون تلقي أي وقاية، وبحسب التقارير يواجه هذه المشكلة ما يقرب من 6,1 مليون شخص متزوج، منهم 10% رجال و نساء في سن الإنجاب. ويأتي الحقن المجهرى، ليكون بمثابة قشة النجاة للإنجاب، حيث تخصب الحيوانات المنوية البويضة خارج الجسم، ويقوم الأطباء بزرع ذلك في رحم المرأة أملًا في نجاح الحمل و تشمل أشكال أخري من حقن الحيوانات المنوية مثل نقل الأمشاج ونقل البويضة الملقحة. سيدة تواصلت مع الإعلان وتكتشف النصب عليها قالت "رباب, م"، التي حلمت بالإنجاب بعد فشل كل المحاولات، إنها تواصلت مع أحد الأرقام الخاصة بأحد هذه الإعلانات، ولكنها شعرت بالنصب من كلامه، حيث أوضح لها متحدث "خدمة العملاء" أنها ستقوم بدفع مبلغ من المال قبل عمل العملية، والمبلغ الباقي في اليوم المحدد لإجراء العملية. وأضافت, أن "خدمة العملاء" التي تواصلت معها لم تذكر أي اسم طبيب، أو مستشفى، فضلًا عن التلويح بعدم نجاح "العملية" بنسبة كبيرة، وأنها خاضعة لأمر الله، بعكس ما يتداوله "الإعلان". مواطن: "بعت كل ما أملك عشان أجيب الولد" استغلت العديد من المراكز الطبية بالقاهرة والمحافظات، والمتخصصة في مجال أطفال الأنابيب وعلاج العقم، تلك الأسر القادمة من الأقاليم والمحافظات، واستنزاف أموالهم بحجة تحقيق أحلامهم بإنجاب أطفال الأنابيب، إلا أن الكثير من تلك المراكز يعتبر أصحابها سماسرة يضحكون على عملائهم. ففي البداية، يقول صبحي محمد على 51 سنة فلاح من قرية كفر ناصر التابعة لمركز ببا جنوب محافظة بنى سويف، إنه ظل طيلة 14 عاماً ينتظر الإنجاب هو وزوجته إلى أن اتجه بعد تلك السنوات إلى أحد المراكز الطبية المتخصصة فى مجال أطفال الأنابيب وعلاج العقم بمحافظة بنى سويف. وتابع صبحى قائلاً: "إنه منذ 8 سنوات ذهبت لأحد مراكز علاج العقم فى بنى سويف، وربنا رزقنى بإنجاب أسماء ولم تكلفني العملية أكثر من 8 آلاف جنيه ولم تحدث أي مشاكل لزوجتي خلال العملية". وأضاف الزوج في تصريحات له شاهدت إعلانات في التليفزيون عن وجود أكبر مركز طبي لعلاج العقم وأطفال الأنابيب في القاهرة، وتابعت إعلاناته التي أكدت أن نسبة النجاح أكثر من 90%، وهو ما دفعني لبيع قطعة أرض كنت أمتلكها، وذهبت مع زوجتي رغبة منا في إنجاب الولد. وأشار الزوج، إلى أنه ذهب بزوجته إلى المركز الطبي بالقاهرة، والتقينا بالطبيب صاحب المركز، الذي أكد أن نسبة نجاح العملية 90%، مشيراً إلى أن الأطباء الموجودين في المركز أجروا العملية وانتظرنا في المركز 18 يوماً تكلفة الليلة الواحدة 100 جنيه. وقالت زينب حسن زوجة الحاج صبحى، إن زوجها أخبرها بمشاهدته للمركز الطبى من خلال القنوات الفضائية، موضحة أنها ذهبت هي وزوجها للمركز الطبى وأخذوا منى 30 ألف جنيه وظللت داخل المستشفى أكثر من 18 يومًا بعد العملية، إلا أن العملية فشلت لعدم اهتمام الأطباء بالحالة، مشيرة إلى أنه كان يجب على الطبيب المختص متابعة عملية التلقيح ومدى نجاحها، وإدخال الأجنة، إلا أن الطبيب المذكور تركنا لأطباء ليس لديهم خبرة. وأضافت الزوجة، أن الإهمال فى المستشفى تسبب فى عدم حدوث الحمل وعندما اعترضنا تعدى صاحب المستشفى على زوجى وتم ضربنا وطردنا خارج المستشفى". وأشارت زوجة عم صبحى، إلى أن أكثر من 13 حالة حدث وتعرضت للنصب وفشلت عملية التلقيح، مشيرة إلى أنها و13 آخرين حرروا محضر شرطة يتهموا صاحب المركز الطبى بالنصب، فى مركز شرطة كفر الدوار، ولم يحدث أى شىء حتى الآن. وأضافت الزوجة، "أي سيدة تدخل المستشفى يحدث لها تلقيح لأكثر من خمسة أجنة، يتم إعطاء جنين واحد للأم ويتم بيع الأجنة الأخرى بمبالغ غالية دون أن تعرف الحالة أى شىء عن ذلك". استشاري أمراض الذكورة: نظام أطفال الأنابيب أصبح قديمًا ومن جانبه قال الدكتور محمد عباس، استشاري أمراض الذكورة والعقم بطب قصر العيني، إن عمليات أطفال الأنابيب والحقن المجهري هما وسائل للإخصاب الصناعي وتساعد علي الإنجاب. مؤكدًا أن كثيرًا من المرضي يخضعون لعملية أطفال الأنابيب، وهم نفسهم من يتمكنون من إجراء الحقن، ولا يختلف الحقن في تخصيص أشخاص معينة ولكن يكون الفرق الأساسي في عملية الإخصاب الصناعي نفسها، مضيفًا أنه في الغالب لا تنجح عمليات الحقن المجهري من المرة الأولي خاصة إذا كانت الزوجة هي التي تعاني من مشكلة في الإنجاب إذ لا تثبت البويضة الملقحة أو غير ذلك, أو كانت الحيوانات المنوية عند الزوج شديدة الضعف . وأشار عباس ل"المصريون "، أنه في حال أطفال الأنابيب نضع كمية من بويضات الزوجة وكمية من الحيوانات المنوية للزوج معًا في أنبوب وننتظر حتى يتم الإخصاب الطبيعي، وعندما تتكون الأجنة نقوم بحقنها في رحم المرأة، إنما في حال الحقن المجهرى يتم اختيار حيوان منوي جيد وسليم وحقنه بداخل البويضة لذلك يكون نسبة نجاحه أعلى. موضحًا، أن أسلوب أطفال الأنابيب أصبح قديمًا وقليل استخدامه الآن ولذلك يتوجه الكثيرون إلي الحقن المجهري الذي تصل نسبة نجاحه إلي 28 %. مشيرًا إلي أن مصر تعتبر أكثر نسبة علي مستوي دول العالم تستخدم الحقن المجهري، وترتفع النسبة بين الحالات علي حسب معدل نجاح العملية لضمان النجاح خلال الحمل حتي الولادة.