احتفت الصحافة الغربية بفوز الدكتور محمد مرسي في إنتخابات الرئاسة المصرية، واعتبرتها نقطة تحول هامة في مسيرة الديموقراطية، ونصر كبير للثورة المصرية. وقالت صحيفة "ذا جلوب آند ميل" الكندية أن فوز مرسي برئاسة مصر هي نقطة تحول هامة في الربيع العربي بأسره، وانه إنتصار للإسلاميين والديموقراطية على حد سواء، وخير دليل على أنه لا تعارض بين الاثنين. وأشارت إلى أن فوز مرسي هو إنجاز هام لجماعة الإخوان المسلمين التي خرجت من سجون الحكم الاستبدادي لتصبح القوة السياسية الرائدة في المنطقة بأسرها، وتفوز برئاسة الدولة الأقوى في الشرق الأوسط. وعن ردود الأفعال العالمية على فوز مرسي، قالت الصحيفة أن رد الفعل الإسرائيلي كان الأكثر حذراً، وأنه كان يعكس شعور عميق بالقلق في الكيان الصهيوني حيال صعود الحكم الإسلامي في المنطقة. أما الصحافة الإسرائيلية فكان القلق حاضرا في صفحها الرئيسية، حيث كان العنوان الرئيسي لصحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية هو "ظلام في مصر"، واعتبرت أن فوز مرسي هو "تطور خطير" بالنسبة لإسرائيل. ووصفت الصحيفة العبرية وصول الإسلاميين لقصر الرئاسة في مصر للمرة الأولى هو "يوم أسود ومظلم" على الكيان الصهيوني، وأكدت على أن إسرائيل يتوجب عليها الإستعداد لجميع الإحتمالات، بما في ذلك رئيس إسلامي لجهاز المخابرات، إعادة النظر في إتفاقية السلام، وإنهيار الإتفاقات الإقتصادية وغياب التعاون الأمني. أما صحيفة "معاريف" فجاء عنوانها الرئيسي كالتالي "الشرق الأوسط الجديد. الخوف أصبح حقيقة واقعة. الإخوان المسلمين في السلطة في مصر". وتحدثت الصحيفة عن حالة من الخوف والقلق في أوساط النخبة السياسية والعسكرية في إسرائيل بسبب نفوذ مصر الحاسم في العالم العربي. في حين قالت صحيفة "جيروزاليم بوست" أن وجود الإسلاميين في السلطة في مصر سيكبل عمليات الجيش الإسرائيلي في غزة، وسيعوق من قدرته على الرد على اشتعال الغضب في القطاع المحاصر. بدورها قالت صحيفة النيويورك تايمز الأمريكية أن هناك حالة من الإرتياح الحذر داخل البيت الأبيض حيال نتيجة الإنتخابات الرئاسية المصرية. وأشارت إلى أن النتيجة جاءت لتبدد المخاوف التي تصاعدة في الأيام الأخيرة داخل الإدارة الأمريكية من أن تقوم اللجنة العليا للإنتخابات في مصر بإعلان أحمد شفيق رئيسا للبلاد، وما كان سيترتب عليه من موجه عنف ستشعل البلاد. ويرى المحللون، بحسب الصحيفة، أن تزايد أعداد الحشود الغاضبة في ميدان التحرير وتحذيرات المجتمع الدولي هي ما أجبرت المجلس العسكري على تجنب الدخول في مواجهة دموية على الرئاسة. وأشارت إلى حدوث إتصالات رفيعة المستوى بين وزير الدفاع الأمريكي ليون بانيتا والمشير طنطاوي، أكد فيها بانيتا على أن استمرار رفض جنرالات المجلس العسكري احترام نتيجة الإنتخابات الرئاسية سيهدد العلاقات بين واشنطن والجيش المصري. ونقلت الصحيفة عن روبرت مالي، مدير برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في مجموعة الأزمات الدولية، قوله أن بيان البيت الأبيض حول نتيجة الإنتخابات يحمل رسالة مزدوجة للإخوان المسلمين والمجلس العسكري مفادها "لا تفسدوا الأمر رجاءا"، مشيرا إلى أن أولوية الولاياتالمتحدة في الوقت الراهن هو أن تمر الفترة الإنتقالية بسلاسة بدون عنف وبأقل قدر من عدم الإستقرار. مؤكدا على أن الإدارة الأمريكية لا تملك أي نفوذ حاليا على مجرى الأحداث نظراً لأن كل الأطراف على الساحة المصرية لا تثق بالغرب. وقالت الصحيفة أن الأزمة الجارية في مصر تضع الرئيس الأمريكي باراك أوباما في موقف حرج للغاية يجعله يؤيد جماعة الإخوان المسلمين التي طالما اعتبرتها الولاياتالمتحدة عدواً لها، وفي الوقت نفسه ينتقد المجلس العسكري الذي يعد حليفا قديما لأمريكا. وبحسب ما نقلته عن مسؤول رفيع في الإدارة الأمريكية، فإن سبب الصمت المريب للإدارة الأمريكية حيال الإنتخابات المصرية يرجع لنصيحة من السفيرة الأمريكيةبالقاهرة آن باترسون للمسؤولين في واشنطن بتجنب الإدلاء بأي تصريحات علينة قبل إعلان النتيجة النهائية للإنتخابات، تجنباً لتفاقم الأزمة السياسية الجارية في القاهرة وإضفاء المزيد من التوتر علي الأوضاع.