في أول رد فعل على نتائج انتخابات الرئاسة ، وصف القيادي البارز في الجماعة الإسلامية الشيخ عبود الزمر ، فوز مرشح الثورة الدكتور محمد مرسي في انتخابات الرئاسة ، بأنه أعظم انتصار لثورات الربيع العربي ، مشددًا على أن انتصار مرسي يعد دفنًا لنظام مبارك وإنهاءً لعصر الفرعون ، وتأكيدًا على أن عقارب الساعة لن تعود للوراء مجددًا . وأثنى الزمر الذي ظل ثلاثين عامًا في معتقلات وسجون مبارك ، بشدة على الدور الذي لعبته الجماعة الإسلامية في ترجيح كِفة مرسي ، لا سيما في محافظات الصعيد ، خصوصًا في سوهاج وأسيوط والمنيا ، لافتًا إلى أن الجماعة الإسلامية حشدت كل إمكانياتها لدعم مرسي ، بل إنها لم تكن لتوفر هذا الدعم لأحد أبنائها لو أقدم على ترشيح نفسه ، وطالب الرئيس المنتخب محمد مرسي بالوفاء بجميع تعهُّداته ، ومنها تشكيل مؤسسة رئاسية وحكومة وَحدة وطنية والعمل على تكريس أجواء المصالحة الوطنية والعمل على إزالة تداعيات حكم مبارك جميعًا ، معتبرًا أنه ليس من المعقول أن يستمر معارضو مبارك مع رموزه في نفس السجون ، في إشارة إلى أعضاء الجماعة الإسلامية والجهاد المحتجَزين بسجن العقرب ، ولفت الزمر إلى أن الجماعة الإسلامية لن تطالب بحقائب وزارية أو أي امتيازات لها ، بل تضع مصلحة البلاد واستقرار في المقام الأول ، بل كل همها تدشين شراكة وطنية إسلامية ؛ لتعبر مصر النفق المظلم الذي عانت منه طوال عهد مبارك . ونبه الزمر ، وهو مقدَّم سابق في المخابرات الحربية ، إلى أن المجلس الأعلى للقوات المسلحة ليس أمامه أي خيار إلا تسليم السلطة في ظل ما تعرَّض له من إهانات وإساءات وتشكيك ؛ لا سيما بعد الإعلان الدستوري المكمل وحل مجلس الشعب وإعطاء ضباط الجيش الضبطية القضائية ، وهو ما لا تتحمَّله المؤسسة العسكرية ، مشددًا على أن الدور المحوري للقوى الوطنية في تثبيت أركان حكم مرسي ، وضرورة تمتعه بكل الصلاحيات الخاصة برئيس الجمهورية .