عُقد في الأيام الماضية في الفترة م 16 حتى 18 نوفمبر مؤتمرا لبعض منظمات من أقباط المهجر في العاصمة الأمريكيةواشنطن ، وعُقد هذا المؤتمر في مبنى الكونجرس له دلالة لا تخفى على أحد فهناك عواصم عالمية كثيرة يمكن أن يُعقد فيها هذا المؤتمر ، وهناك أماكن كثيرة وداخل واشنطن ( الفنادق والقاعات العامة ) وغيرها كان يمكن فيها عقد هذا المؤتمر فلماذا واشنطن ولماذا مبنى الكونجرس ؟! أعتقد أنها تحمل فكرة الأستقواء بالإدارة الأمريكية ليس فقط في مواجهة الحكومة المصرية ( وهو أمر مستهجن أيضا ) بل وفي مواجهة الأغلبية الكاسحة من المجتمع المصري ، وبالرغم من أن عنوان المؤتمر تغير أكثر من مرة بناءا على نصيحة بعض زملائنا من الأقباط المصرين كما علمت حيث أصبح عنوانه " غياب الديمقراطية وحرية الأديان واضطهاد الأقليات في مصر وبلاد الشرق الأوسط " وقيل أيضا بناءا على نصيحة من أطراف في الإدارة الأمريكية ، أقول بالرغم من تعديل العنوان قليلا إلا أن المحتوى المطروح داخل المؤتمر سواء من أوراق معدة أو تصريحات المنظمين والممولين أو كلمات من بعض المشاركين أو التوصيات المعدة مسبقا قبل عقد المؤتمر غلب على كل هذا الروح الطائفية المستفزة ، فكثير من العقلاء من المسلمين والمسيحيين المصريين يعترفون بوجود نوع من المشاكل يواجه الأقباط المسيحيون ولكن بتحليل كثير من هذه المشاكل وخاصة فيما يتعلق بالحقوق السياسية لا علاقة له بالإسلام أو المسلمين أو المتدينين بكافة آشكالهم ( بعكس ما قالته إحدى المشاركات القبطيات وهي تدعى نادية غالي من منظمة الأقباط في أستراليا مما دفع الدكتور أحمد صبحي منصور وهو مقيم حاليا في أمريكا بعد فصله من جامعة الأزهر وعمله في مركز ابن خلدون بسب آراءه في السنة النبوية الشريفة أقول مما أضطره للرد عليها لأن هجومها كان على الإسلام وهدد بالعودة إلى مصر إذا شعر أن هناك خطة للهجوم على الإسلام كما ورد في خبر جريدة " المصري اليوم " السبت 19 نوفمبر ص 3 ) أعود وأذكر أن سبب المشاكل السياسية للأقباط المسيحيين هو غياب الحريات السياسية والديمقراطية وسيطرة الاستبداد والفساد على مقاليد الأمور وليس التعصب والتدين ... الخ لذلك فمدخل معالجة المشكلات كلها سواء منها السياسية أو القانونية أو الدينية هو المدخل الديمقراطي الوطني للتغيير وهو ما تعمل عليه أغلب قوى التغيير الوطنية ومنها حركة " كفاية " التي يشارك فيها الجميع على أساس المواطنة وليس أدل على ذلك من أن منسقها العام الصديق الأستاذ / جورج أسحق وكذلك عدد من قيادات الحركة هم من الأقباط المسيحيين الوطنين الغيورين على هذا الوطن والحريصين على حريته واستقلاله وتطوره ، وهم جميعا مع إخوانهم المسلمين تصدوا طوال الفترة الماضية لكافة أشكال التدخل الأجنبي ليس فقط في شئون مصر ولكن في شئون المنطقة سواء في فلسطين أو العراق أو سوريا ... الخ ، ولذلك المدخل الحقيقي لحل مشاكل أبناء الوطن هو المدخل للتغير الديمقراطي السلمي و إطلاق الحريات ومواجهة الاستبداد والفساد على أرضية وطنية ليس المقصود منها عقد المؤتمر على أرض الوطن بل المقصود منها مداخل الحل وطنية وليست طائفية ، لقد حكى لي بعض من أصدقائنا الكتاب والصحفيين المسلمين غير المنتمين لأي تيار إسلامي بل يُعرفون بأنهم علمانيون بأن ما يكتبه بعض منظمي هذا المؤتمر أمثال مايكل منير ومجدي خليل وعدلي أبادير هو الجنون بعينه والطائفية الوقحة والعنصرية البغيضة قلت لهم الحمد لله لأني لم أقرأ لهؤلاء حتى لا يتأثر قلبي بكلامهم وأظل ونظل جميعا على اتزان مواقفنا والتمسك بالعدل والإنصاف في هذا الملف الحساس ... وللحديث بقية .. بإذن الله