من الظواهر المؤسفة التى شهدتها الساحة السياسية خلال الفترة الماضية , ظاهرة الهجوم السافر من جانب عدد من الصحفيين والإعلاميين وأعضاء الخلايا الإليكترونية المحسوبين على النظام الحالى فى مصر بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسى , ضد كل من أعلن أو انتوى الترشح فى الإنتخابات الرئاسية القادمة . وقد ابتعدت هذه الحملات المشبوهة عن حدود اللياقة والأدب والنقد المباح , ووصلت الى التجريح الشخصى , حيث تم اتهام الفريق سامى عنان رئيس الأركان السابق بأنه كان لديه اضطراب سلوكى منذ سنوات طفولته وهو أمر مسيىء للمؤسسة العسكرية التى نكن لها جميعا كل تقدير واحترام وليس اساءة للفريق عنان وحده . كما وصل حد التجريح الى تطاول الكثيرين ضد الفريق أحمد شفيق عقب اذاعة بيانه الذى أعلن فيه ترشحه فى الإنتخابات الرئاسية , ووصل الأمر الى حد التجريح الشخصى وتوجيه اتهامات بالفساد اليه علاوة على اتهامات آخرى لا داعى للحديث عنها الآن , رغم أن شفيق كان قائداً عسكرياً وتولى قيادة القوات الجوية لمدة 6 سنوات كاملة . ولذلك أتمنى من القيادة السياسية الممثلة فى شخص الرئيس السيسى وكذلك كافة الجهات الرسمية فى مصر ان يقوموا فوراً وبدون ابطاء بإصدار تعليمات مشددة لكافة الإعلاميين والصحفيين الموالين لهم بالتوقف عن حملات التشويه والتشهير ضد كل شخص أعلن أو ينتوى الترشح فى الإنتخابات الرئاسية القادمة , واطلاق حملات الهجوم عليه بهدف تشويه صورته أمام الرأى العام , لأن هذه السياسات لم تعد تجدى نفعاً , والمواطن المصرى البسيط لم يعد ينخدع بمثل هذه الحملات لعلمه أنها مشبوهة ومغرضة .. وأرجو أن تعى كل الجهات المعنية فى الدولة أن مثل هذه الحملات قد تأتى بنتائج عكسية ومنها التأثير على شعبية الرئيس السيسى نفسه فى الشارع وهو نفسه اعترف بذلك فى أكثر من تصريح له , كما يجب عليهم أن يدركوا جيداً أن المصريين ما يزالوا يتعاملون بنظرية " الممنوع مرغوب " وهو ما يعنى أن هذه الحملات التى يطلقها اعلاميون يفتقدون المصداقية والتاثير فى الشارع قد تؤدى الى زيادة شعبيتة هؤلاء المرشحين فى الشارع المصرى على العكس مما تستهدفه هذه الحملات . وفى هذا السياق ' نشير الى أن السباق الرئاسى اشتعل بقوة رغم أن باب الترشح لم يفتح رسمياً حتى الآن , كما أن الجميع فى انتظار ما يسمى ب " كشف حساب الرئيس " والذى سيقدمه الرئيس السيسى للشعب خلال الأسابيع القليلة القادمة , تمهيداً لإنطلاق حملته الرسمية للترشح فى الإنتخابات القادمة . ولذلك أتمنى أن يأتى كشف الحساب هذا معبراً عما تحقق من انجازات على أرض الواقع , وكذلك رصد لأهم المشاكل والعقبات التى حالت دون تحقيق بعض الوعود التى تضمنها البرنامج الذى سبق أن أعلنه السيسى وقت ترشحه فى الإنتخابات الرئاسية الماضية الى جرت فى عام 2014 . اننا نريد كشفا يتضمن معلومات محددة ووقائع ثابتة وليست مجرد شعارات أو تصريحات ووعود وردية لأنها لن تجد صدى لدى جموع المواطنين الذين يريدون معرفة الواقع كما هو بدون تهويل أو تهوين . وفى هذا الإطار , أتمنى أن يكون لدى الإعلام سواء الحكومى أو الخاص شيىء من الحياد فى تناول الإنتخابات الرئاسية , وأن يتعاملوا بشفافية مع المرشحين , وألا ينحازوا الى المرشح عبدالفتاح السيسى لمجرد أنه رئيس الجمهورية الحالى وتسخر كافة أجهزة الدولة أمكانياتها للتخديم على حملته . ونتمنى أن تتم اتاحة الفرصة لجميع المرشحين للظهور عبر القنوات والصحف بشكل يستشعر معه المواطن أن هناك معركة حقيقية وليست ديكورية حتى ولو كان الجميع يدرك تماماً أن هذه المعركة محسومة مسبقاً لصالح المرشح عبدالفتاح السيسى , نظرا لضعف المرشحين المنافسين وعدم امتلاكهم للشعبية التى تؤهلهم للترشح والحصول على أصوات أعداد كبيرة من الناخبين المصريين . ياسادة .. اننا نريد انتخابات رئاسية حقيقية وليست " ديكورية " فقط , لأننا نريد أن نثب لأنفسنا قبل أن نبرهن للعالم كله أننا نسير بالفعل على طريق الديمقراطية القائمة على احترام الدستور والقانون , وليست الديمقراطية الشكلية التى يتحدث عنها كبار المسئولين فى أحاديثهم وتصريحاتهم ويتجاهلون تطبيقها على أرض الواقع . ويجب أن تعلم كافة الجهات المعنية , أن الإنتخابات الرئاسية القادمة فى مصر مراقبة لحظة بلحظة وتتابعها الكثير من الدول والمنظمات الأجنبية , ويجب أن نعلم أن مواقع وقنوات جماعة الإخوان والدول الداعمة لها لم ولن تتوقف عن بث سمومها ضد مصر عامة وضد الإنتخابات الرئاسية بصفة خاصة بهدف تشويه صورة مصر واحراج النظام الحالى , ولذلك علينا أن ننتبه جيداً لهذه المؤامرات والدسائس عن طريق قرارات وإجراءات يتم تنفيذها بالفعل وليس عن طريق بيانات النفى والتكذيب التى لا تستند الى قرارات أو وقائع محددة ومعلومات صحيحة .