شهدت الإسكندرية واقعة غريبة قام بها شقيقان بوضع جثة والدتهما بدولاب الملابس على مدار عامين تنفيذًا لوصيتها. وقررت نيابة المنتزه بالإسكندرية، حجز طالبة بكلية الآداب وشقيقها على ذمة تحريات المباحث، بعد اتهامهما بإخفاء جثة والدتهما داخل دولاب غرفة النوم، وطلب أخذ عينة DNA؛ للتأكد من جثة والدتهما، وتقرير الطب الشرعي. وتلقى اللواء مصطفى النمر، مدير أمن الإسكندرية، إخطارًا بورود بلاغ لقسم شرطة المنتزه ثانٍ، بأن طالبًا بالصف الثالث الإعدادي، 15 عاما أخفى جثة والدته بالاشتراك مع شقيقته، 21 عاما، طالبة بكلية الآداب، داخل دولاب غرفة النوم منذ عام 2015 لتنفيذ وصيتها. وبالانتقال والفحص، تبين وجود جثة المجني عليها «ب. ف»، 42 عاما ربة منزل، في حالة تحلل عبارة عن هيكل عظمي، وتم نقل الجثة إلى مشرحة لفحصها. وتوصلت تحقيقات النيابة إلى أن المجني عليها كانت تعاني مرضًا مزمنًا، وقامت بكتابة وصية لأولادها عقب وفاتها، بإخفاء خبر موتها حتى لا يعلم أحد من أقاربها، لكي يتمكن أولادها من أخذ الأموال التي تركتها لهم. وأضافت تحقيقات النيابة، أن المتهمين قاما بإخفاء جثة والدتهما داخل الدولاب، ووضعاها داخل أكياس، ووضع كميات من المراتب عليها، وغلق الشقة وتركها، والسكن في شقة أخرى داخل مساكن الضباط بمنطقة طوسن. وحررت الأجهزة الأمنية المحضر اللازم بالواقعة، وأخطرت النيابة للتحقيق. وأجرت النيابة العامة معاينة للمسكن محل الواقعة، حيث تبين وجود جثة "ب. ف" 47 سعاما طبيبة بمستشفى أبو قير العام، حالة تحلل كامل، مغطاة بمرتبة وعدد من الوسائد داخل خزانة ملابس بحجرة نومها. وقررت النيابة العامة سحب عينة DNA من الجثمان للتأكد من أن الجثة لوالدة الطالبين، وندب خبراء الأدلة الجنائية والطب الشرعي لفحص بقايا الجثمان، وتحديد سبب الوفاة، واستدعاء أقارب المتوفاة لكشف لغز الواقعة والأسباب الحقيقية وراء إخفاء الجثة لمدة 3 سنوات. كانت البداية عندما فوجئت الأجهزة الأمنية بالإسكندريه بحضور طالب في الصف الثالث الإعدادي (15 عامًا) إلى مقر القسم في حالة ارتباك، يريد الإدلاء بأمر مهم. وفجر الطالب مفاجأة أمام أجهزة الأمن بشأن جثة والدته، التي استخرجت من خزانة ملابس بحجرة نومها، مضيفًا أنه أخفاها داخل "الدولاب" بمساعدة شقيقته الطالبة بكلية الآداب جامعة الإسكندرية، منذ وفاة الأم في شهر يوليو من العام 2015 تنفيذًا لوصيتها. وعليه انتقلت المباحث الجنائية، رفقة قوة من مباحث قسم شرطة ثان المنتزه، إلى الشقة التي تقع بالطابق الأول علوي بالعمارة 30 في مساكن طوسون بمنطقة المنتزه. وبتفتيش الشقة، تبين وجود جثة المجني عليها، عبارة عن هيكل عظمي، مغطاة بمرتبة وعدد من الوسائد وأجولة من البلاستيك، ونقل الهيكل إلى المشرحة لفحصها، وحجز نجل المتوفاة وشقيقته. وقال نجل المجني عليها وشقيقته أمام نيابة المنتزه ثان بالإسكندرية إن والدتهما كانت تعاني أمراضًا بالقلب، وقدما تقارير طبية تفيد بحالتها الصحية قبل الوفاة. وأضافا أن والدتهما أوصتهما قبل وفاتها في شهر يوليو 2015 بأن يخفيا خبر وفاتها حتى لا يعلم أحد من أقاربهما لحين تمكنهما من الحصول على الأموال التي تركتها لهما. وأشارا إلى أنهما نفذا الوصية وأخفيا جثة أمهما بوضعها داخل أكياس في "دولاب" حجرة نومها، وتركا الشقة وأقاما بمسكن آخر مستأجر في منطقة سيدي بشر بحري. وحُرر محضر بالواقعة في قسم شرطة المنتزه ثان، وباشرت النيابة العامة التحقيق.