أشادت القوى السياسية الإسلامية بالمؤتمر الذي عقده الدكتور محمد مرسي مع عدد من القوى السياسية والثورية ، واتفقوا فيها على عدد من المبادئ ، أهمها تكوين فريق رئاسي بقيادة مرسي ، والرفض التام للإعلان الدستوري المكمل . وقال الدكتور محمود حسين ، الأمين العام لجماعة الإخوان المسلمين إن مؤتمر القوى السياسية مع الدكتور محمد مرسى موفق ومبشر جدًّا ، وأنه مستمر فى تعهداته التى تحدث عنها قبل ذلك من تشكيل مؤسسة الرئاسة، وأَضاف بأن القوى السياسية حينما تستشعر الخطر المحدق بمصر فسريعًا ما تجتمع وتتوافق مرة أخرى ، وهذا يعطى مؤشرًا خطيرًا للمجلس العسكرى ؛ حيث إن الشعب هو صاحب الاختيار الأول والأخير ، ودائمًا هو المنتصر ، كما أن الثورة ثورة إرادة ، فلم يستطع أحد أن يوقف الشعب عن خروجه للميدان ، ولا خلع مبارك وباقى رفاقه. وقال الدكتور يسري حماد المتحدث الرسمي باسم حزب النور السلفي إنه لا بد من اتفاق القوى السياسية جميعًا على كيفية إدارة المرحلة الراهنة ؛ حيث إن اختلاف القوى السياسية هو الأمر الذي مهد لتدخل "العسكري" في الحياة السياسية بقوة ، وظهور أحزاب المصالح ، وأكد حماد أنه لا بد من رفض تدخل المجلس العسكري في شؤون القضاء أو تدخله في شؤون الدولة الداخلية، مشيرًا إلى أن الشعب المصري عرف رئيسه من البداية ؛ ولذلك لا بد من رفض أي تدخل في إرادة الشعب ، ويجب أن تكون نتيجة الانتخابات معبرة عن الشعب ، وخارج إرادة المجلس العسكري. وأكد حماد أن مؤتمر الدكتور محمد مرسي مع القوى السياسية ، يعبر عن ضرورة توحُّد القوى السياسية والثورية ، وأن إدارة الأزمة لن تكون عن طريق فصيل واحد من الشعب أو القوى السياسية ، أو حتى عن طريق قرارات صادرة من المجلس العسكري ، ولكن عن طريق توحد الجميع على أهداف ومطالب محددة ومعبرة عن الشعب. وانتقد حماد أن عددًا من القوى السياسية الرئيسية الوطنية غابت عن المؤتمر، مشيرًا إلى أن هذه اللحظة تتطلب من الجميع التكاتف من أجل مصلحة الوطن وبناء الدولة المدنية الجديدة. فيما قال المهندس عمر فاروق -المتحدث الرسمي باسم حزب "الوسط"- : إن الحزب لديه موقف واضح منذ البداية، وأنه مع الالتفاف الوطنى والتوافق الوطنى ضد كل النظام السابق، مشيدًا بهذا التحالف الذى تم بين القوى الوطنية. وأكد فاروق أنهم ضد الإعلان الدستورى شكلاً ومضموناً كما أنهم ضد قرار حل البرلمان والضبطية القضائية، ولكن ليس هذا معناه أنهم سيقفون مع الدكتور محمد مرسى ضد الشرعية فهم مع نتيجة الانتخابات الرئاسية لمصر الحقيقية، وإن كان مرسى الرئيس الشرعى سيصطفون خلفه ولكن إن أتى أحمد شفيق سيقفون ضده حتى وإن كان قدومه بانتخابات نزيهة سنقف هذا لأن دخوله من الأساس كان ضد مبادئ الثورة وأيضًا ضد القانون. وقال الدكتور نصر عبد السلام -رئيس حزب "البناء والتنمية"- إن هذا المؤتمر والاجتماع بين القوى السياسية جاء للوقوف أمام سيل من القوانين المدمرة التى أصدرها العسكرى، والتى جعلتنا نعود إلى المربع رقم صفر وجعل العسكرى يسيء إلى نفسه وإلى الشعب المصرى. وطالب عبد السلام بتسليم السلطة فى موعدها المحدد فى 30 يونيه، مشيرًا إلى أن النبرة الحادة التى ظهرت من قبل القوى السياسية التى شاركت فى المؤتمر مع الدكتور محمد مرسى جاءت نتيجة أنهم يطالبون بالحق الشرعى لهم، مؤكدًا أنه لا يعتبر أن هذا تصعيدًا منهم وإنما هو خوف على مصلحة مصر. فى السياق ذاته وصف مجدى حسين - رئيس حزب العمل الجديد- تحالف القوى الوطنية مع محمد مرسى والبيان الذى أصدروه كرد على بيان العسكرى بالخطوة الجيدة جدًا بل والممتازة، مؤكداً أنهم كانوا أول من دعوا إلى هذا التحالف وطالبوا بالوحدة وإنشاء جبهة وطنية خلف الرئيس المنتخب لأن هذا هو الضمانة لمواصلة الثورة. وأكد حسين أن هذا العمل العظيم جاء فى توقيت مناسب جداً حتى يثبت أن الصراع ليس بين العسكريين والإخوان أوالعسكريين والإسلاميين، لكنه صراع بين العسكرى و الشعب المصرى الذى يحاول أن يحافظ على ثورته من السرقة ومواجهة الانقلاب العسكرى الكامل الذى يقوم به المجلس الأعلى للقوات المسلحة على غرار ما حدث فى تركيا. وأشار حسين إلى أن التحالف كان مهمًا جداً وبيانه والمطالب التى رفعها هى مطالب الأمة المصرية بكاملها ولا يختلف إثنان وطنيان على هذه المطالب، موضحًا أن التعهدات المكتوبة للدكتور مرسى بأن يكون نائب الرئيس ورئيس الوزراء من خارج الحرية والعدالة يسحب كثير من الذرائع التى يصدرها أعداء الثورة.