نشر الكاتب والصحفي جايلز تريمليت الباحث في الدراسات الإسبانية واحدة من السير الذاتية عن ملكة قشتالة إيزابيل الأولى التي قادت الحروب ضد مسلمي الأندلس وأجبرتهم على الدخول في المسيحية ، مؤكدًا أن قصتها الحقيقية تختلف عن القصة المشهورة عنها.. وقالت صحيقة "إلموندو الإسبانية" في تقرير ترجمته "المصريون" : "يقول المؤرخون عن إيزابيل الكاثوليكية (الملكة الأولى لمملكة قشتالة): إنها استقبلت خبر وفاة شقيقها (إنريكي الرابع) في رداء عظيم يظهر من قوتها، وخرجت به في شوارع سيجوفيا Segovia ونصبت نفسها ملكة لمملكة قشتالة. لم تبك في ذلك اليوم على وفاة شقيقها، هكذا تبدأ أسطورة واحدة من أشهر نساء أوروبا في التاريخ. تعلمت إيزابيل من الأخطاء التي وقع فيها شقيقها إنريكي الرابع وهي الأفعال التي لا ينبغي فعلها في الحكم، حيث كان أخوها ضعيفا ليس فقط في حكمه على مملكته بل وأيضا في حياته الشخصية، فكان زواجها من فرناندو الثاني ملك مملكة أراغون مخططا من بنات أفكارها وأستطاعت تنفيذه بإتقان شديد كتحريك قطعة من الشطرنج، والتي شجعته أن يصب أهتمامه في السلطة و توحيد إسبانيا وانتزاع الأندلس من المسلمين. وأضافت: "يالآن، جيلز تريمليت يقدم قراءة أخرى للسيرة التاريخية للملكة (إيزابيل القشتالية): أول ملكة عظمى في أوروبا (مناظرة). ما فعله مراسل جريدة الجارديان بمدريد المتخصص في الدراسات الإسبانية هو طرح العديد من الأسئلة كنقطة انطلاق: كيف لامرأة أن تمتلك كل هذا القدر من القوة في القرن الخامس عشر الميلادي؟ بالإضافة إلي شخصيتها القوية الحازمة ؟.. نسب المؤلف كل هذه النجاحات إلي سلسلة من الظروف، كان منها زواجها من فرناندو الثاني مع الأخذ في الاعتبار إرادته في إثبات ذاته وهيمنته أمامها". وأضافت الصحيقة : "كانت الخطوة الأولي التي فعلتها إيزابيل هي: تكوين تحالف سياسي مع زوجها فرناندو الثاني ، وهو الذي نجح بشكل كبير وعلى نطاق واسع غير متوقع".. مضيفًا: " كان التفاهم والاحترام المتبادل بينهما هو الذي أعطى لقدرتهما القيادية فاعلية كبيرة . واستدركت : "كانت المواثيق و زواج المصلحة الذي تم بين فرناندو الثاني وإيزابيل قد صنع فيما بينهما علاقة خاصة، جعل من الصعب تحديد من هو صاحب الكلمة العليا فيهما؟ .. وبالرغم من دوافع الزواج كانت إيزابيل لديها هدفها الخاص وهي إقامة مملكة دينية متحدة بتدعيم الكنيسة وكان توركيمادا - وهو الرجل المسئول عن محاكم التفتيش والتطهير العرقي ضد المسلمين واليهود - مقربًا منها". وتابعت الصحيفة : "يعتبر تريمليت أن حروب التطهير التي خاضتها إيزابيل ضد المسلمين واليهود يجعلها (رمزا للفاشية) في القرن الخامس عشر الميلادي" .. مضيفًا: " لقد عرفت إيزابيل أنها الاسطورة السوداء المزدوجة: داخليا وخارجيا كما ينظر إليها كعضو من أعضاء محاكم التفتيش التي أصبحت بمثابة شعارًا وطنيًا في ظل حكمها".