فى القرن ال 15 كانت إسبانيا الحالية مقسمة إلى مملكتين متصارعتين إحداهما تسمى (أراجون) وتحتل المساحة الحالية لإقليم كتالونيا الساعى للانفصال، والأخرى تسمى (قشتالة) وتحتل باقى إسبانيا باستثناء منطقة غرناطة فى الجنوب الذى كان يحكمها المسلمون. فى عام 1469 تم زواج الأميرة إيزابيلا القشتالية والأمير فرناندو الأراجونيتو كان ذلك مقدمة لاتحاد المملكتين بعد ذلك فى عام 1479 حين أصبحت الأولى ملكة قشتالة والثانى ملك أراجون، وأدت تلك الوحدة لسقوط غرناطة آخر معاقل المسلمين فى إسبانيا. كان اتفاق الوحدة بين إيزابيلا وفرناندو يضع المملكتين على قدم المساواة، ولكن ما حدث فى السنوات التالية كان مخالفا للاتفاق حيث سيطر القشتاليون على الدولة الجديدة وشعر الأراجونيون أن دورهم يتقلص وكان ذلك مقدمة لتفكيرهم فى الانفصال وهو أمر لا يزال مستقرا فى وجدانهم حتى الآن. خلال فترة الاتحاد التى تتجاوز 5 قرون حاليا كانت المشاعر القومية تتصاعد داخل مملكة أراجون القديمة وتخبو وفقا للتطورات السياسية، وكانت أبرز محاولات الانفصال فى العصر الحديث هى إعلان يويس كومبانيس رئيس حكومة كاتالونيا فى 6 أكتوبر 1934، «دولة كتالونيا فى إطار جمهورية إسبانيا الاتحادية». ولكن الدولة الجديدة سقطت بعد 10 ساعات فقط نتيجة لتدخل الجيش وسقوط عشرات القتلى. ولجأ كومبانيس إلى فرنسا قبل أن يعيده الألمان فى 1940 لبلاده ليعدمه الجنرال فرانكو فى مدينة برشلونة الكتالونية. ما يحدث الآن فى كتالونيا هو محاولة جديدة للطلاق بين قشتالة وأراجون، ولكن يبدو أن مبادئ الكاثوليكية التى تحرم الطلاق لا تزال تسيطر على الساسة الإسبان حتى الآن. [email protected] لمزيد من مقالات سامح عبدالله