عقبت عدة صحف ووكالات عالمية على حادث الروضة، الذي أسفر عنه استشهاد 305 أشخاص، بأن البعض يرى أن سياسة الالتصاق بالأسلحة عقب كل هجوم لا تؤدي إلا لتصعيد الوضع أكثر، وزيادة دموية وعنف الهجمات في كل حادث عما سبقه. ويؤكد بعض الخبراء أن الإرهابيين في مصر يسعون من خلال حادث "الروضة" إلى إثبات وجودهم القوي في البلاد بتوسيع أهداف الهجمات الإرهابية واستهداف المصلين. وفي السياق ذاته قال سياسيون مصريون إن الإرهابيين في مصر، خاصة في شمال سيناء، يسعون إلى إثبات وجودهم القوي بتوسيع أهداف الهجمات الإرهابية على الأغلبية المسلمة في البلاد، بحسب ما ذكرته وكالة الأنباء الصينية الجديدة، شينخوا. وعلق محمد جمعة، الباحث في مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، لوكالة أنباء الصين الجديدة، بإن "هجوم المسجد قد يعكس محاولة لفرع داعش في شمال سيناء لوضع خريطة العالم لجذب الدعم المالي والموالين من الهاربين من التنظيم وسط هزيمة الجماعة في سوريا والعراق"، ويواجه فرع تنظيم الدولة الإسلامية في سيناء ضغوطًا من الغارات الأمنية وظهور جماعة مستوحاة من تنظيم القاعدة. وأوضح "جمعة" أن الحملات الأمنية المكثفة في شمال شرق سيناء وقبضة الأمن المشددة على الحدود مع غزة قد تجبر التنظيمات التابعة لداعش على نقل عملياتها من المدن التقليدية في شمال سيناءالعريش ورفح والشيخ زويد جنوبًا إلى قرية صغيرة في بير بلدة العبد. وقال الباحث المصري: "ربما نستطيع القول إن استهداف المساجد يمثل استراتيجية جديدة للإرهابيين في مصر يعلنون من خلالها توسيع أهدافهم لتشمل المصلين المسلمين خلال صلاة الجمعة". ويرى حسن نفاء أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن هجوم المسجد الدموي على الرغم من أن أى من الجهات لم يعلن مسئوليتها إلا أنه سيعزز كراهية المصريين ونبذ الجماعات المسلحة في البلاد حتى بمن فيهم من يعارضون النظام. وقال نفاء لوكالة أنباء الصين الجديدة، إن "هذه الجريمة تشكل بلا شك دليلاً آخر على أن الجميع أصبح هدفًا للإرهاب، بغض النظر عن دياناتهم"، مضيفًا أنه لا يهم أي جماعة إرهابية قد تتحمل المسئولية عنها لأنها كلها تستحق الطمس". وأكد بعض المراقبين الدوليين أن "من خلال هجوم المسجد المأساوي، تريد الجماعات المسلحة أن تثبت قدرتها بما فيه الكفاية لضرب أي مكان في أي وقت من أجل نشر الرعب على الصعيد الوطني وتقويض الحكومة، ولكن هذه هي استراتيجية فاشلة من شأنها أن تجلب لهم نتائج عكسية من الغضب الشعبي والكراهية والرفض". في المقابل، ذكر موقع "ذا ناشونال" الصادر بالإنجليزية، أن جميع البيانات الرسمية تشير إلى مضاعفة النظام المصري الجهود العسكرية بدلا من تغيير الاستراتيجية بعد الهجوم الأكثر فتكًا في البلاد، منوهة بأن هذه السياسة تضعف من نهج النظام وتأزم الوضع أكثر، حيث علقت أن النظام يلتصق بأسلحته بدل التفكير الموضوعي للوضع والخروج من الأزمة الحرجة في المستقبل بأقل الخسارة. وفي سياق متصل، قالت صحيفة "الجارديان" البريطانية، إن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يضع نفسه في صورة الرجل "الصارم"، في حين كان رده على مذبحة الجمعة في مسجد الروضة في شمال سيناء يمكن التنبؤ به تمامًا، إذ بعد ساعات من مقتل مسلحين من تنظيم "داعش" أكثر من 300 من المصلين الصوفيين، أرسل "السيسي" موجات من الطائرات الحربية للانتقام. وتابعت أن التجربة الطويلة تبين أن المزيد من أعمال القتل والقمع والحكم الديكتاتوري ليست حلاً لإنهاء الإرهاب في مصر، التي تشهد موجات عنف أكثر من غيرها من البلدان العربية، خاصة بعد الربيع العربي. كما أصبحت مصر تحت حكم "السيسي" ثقبًا أسودًا لحقوق الإنسان والحكم الديمقراطي، لكن الولاياتالمتحدة وبريطانيا تغض الطرف، بينما تطالب تغريدات دونالد ترامب، بعد الحادث، المتعطشة للدماء بالانتقام، ورفض الدولة العنف المنظم كشكل من أشكال السياسة، فإن العنف الذي تمارسه الجهات الفاعلة غير الحكومية سيستمر وينمو، هذا درس صعب لرجل صارم مثل السيسي.