نجل المؤذن:12 طلقة في جسد والدي.. وإمام المسجد: صدمتي في جثث الأطفال الذين كنت أحفظهم القرآن قال الشيخ محمد عبد الفتاح زريق إمام وخطيب مسجد الروضة أحد الناجين من الموت إنه بعد صعوده المنبر بدقيقتين لإلقاء خطبة الجمعة وكان عنوانها "محمد نبى الإنسانية" ، سمع إطلاق نار كثيف خارج المسجد وهجوم الإرهابيين بالأسلحة النارية وقيام كافة المصلين بالتكبير ونطق الشهادتين وقيام البعض بالاحتماء بالمنبر والصعود عليه ، ما أدى لسقوطي على الأرض وإصابتى فى ساقى. وأضاف أنه يعمل بمسجد الروضة منذ عامين ونصف العام ورغم الأحداث الارهابية ، لم يفكر لحظة واحدة فى التقدم بطلب لنقله إلى مسقط رأسة بقرية سعود بمركز الحسينية في محافظة الشرقية. وأكد أنه لم ير إلا كل خير من أهالى القرية وأنه حاول منذ فترة الانتقال إلى مسجد آخر ، إلا أن أهالى القرية تمسكوا به وظهر معدن الأهالى الأصيل فى الإسراع إلى المسجد وإغاثة المصابين ونقل جثث الضحايا وتأكيدهم أنهم لن يغادروا المكان وأن أرواحهم فداءا للوطن الغالى وترابه. وأشار إلي أنه بمجرد تماثله للشفاء سيعود إلى عمله مرة أخرى حتى ولو استشهد ، مؤكدا أن مصر ستظل آمنة ، مضيفا أن إطلاق الرصاص استمر ربع ساعة تقريبا وأنه بكى عندما شاهد جثث الضحايا خاصة الأطفال الذين يقوم بتحفيظهم القرآن الكريم. من جانبها قالت فاطمة محمد حسن والدة الإمام المصاب إنها كانت في منزلها لإعداد طعام الغداء وفوجئت بابنها أحمد – شقيق إمام المسجد- يتصل بها ويبلغها بالحادث الإرهابي وأنها اتصلت على تليفون ابنها محمد للاطمئنان عليه ولكنه لم يرد فبكت من الخوف عليه وعاودت الاتصال مرات لأكثر من نصف ساعة حتى ردّ عليها وكانت نبرة صوته بها حزن وأبلغها أنه بخير وأغلق الخط وأنها بكت مرة أخرى لعدم معرفة مصير ابنها خاصة بعد معاودتها الاتصال ولم يرد وعندما طمأنها زوجها بأن ابنها بخير وأنهم في الطريق إليها رُدّت إليها روحها . فيما أكد عبد الفتاح محمود عبد العال نصر والد إمام المسجد أنه كان يؤدي صلاة الجمعة بقرية مجاورة لقريته ، وفِي الطريق إلي منزله علم بالعمل الإرهابى الخسيس ، فبادر بالاتصال بابنه الثاني في العريش لأكثر من 10 مرات ولكنه لم يرد وبعد وقت طويل رد ، وكان في حالة انهيار وأبلغني انه بخير وسجدت لله شكرا علي نجاة ابني من الموت المحقق الذي حصد عشرات الأرواح من الأبرياء . وقد شيع الآلاف من أهالى مركز كفر صقر بمحافظة الشرقية جثامين خمسة من أبنائهم ضحايا الحادث الإرهابى ، وذلك في جنازات شعبية تحولت إلي مظاهرات ضد الإرهاب . وفى قرية يعقوب شيع الأهالي جثماني الشهيدين "سمير طلعت وأحمد إبراهيم" ، واللذين يعملان باليومية فى تجارة الملح . كما اتشحت قرية مطش مسقط رأس الشهيد ين حمدى شعيشع ونجله محمود بالسواد ونفس الحال بقرية العدوي مسقط رأس الشهيد محمد البكرى. وأوضح فكرى إسماعيل الطنانى شقيق الشهيدين "فتحى إسماعيل" مؤذن مسجد الروضة بالعريش و رضا سكريتر الوحدة المحلية بالروضة أن شقيقيه مقيمينن بأسرهم منذ 55 عاما فى العريش و يترددون علينا باستمرارفى المناسبات . وأضاف قائلا : ناشدت شقيقيى بالعودة وترك العريش إلا أنهما رفضا وقال لم يأت الأوان وكانا يقولان : "الموت واحد والرب واحد". فيما روى حسيني فتحي الطناني نجل مؤذن مسجد الروضة تفاصيل لحظة عثوره على والده داخل المسجد غارقا في دمائه ، مشيرا إلى أن والده قد تلقي 12 طلقة فى رأسه وجسده ، وأن والده طلع معاش من عامين ورفض ترك المسجد وكان يقول لنا : " هفضل مؤذن لآخر يوم فى عمري ". وأكد أنه قبل دقائق من دخول المسجد سمعت وابلا من النيران وقيام 7 أشخاص بإطلاق النيران على المصلين ، وبعدها نطقوا الشهادة وفروا هاربين ودخلت المسجد مسرعا ، فوجدت عمي رضا غارقا في دمائه وسط المئات من المصلين الذين استشهدوا . من جانبه قدم الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف واللواء خالد سعيد محافظ الشرقية واجب العزاء لاسرتى الشهيدين علاء أحمد إسماعيل الموظف بالإدارة الصحية بالعريش وشقيقه فتحي مؤذن مسجد الروضة بمدينة العريش وذلك بمسقط رأسيهما بجزيرة سعود بمركز الحسينية. وقرر الوزير صرف 10 آلاف جنيه لأسرة الإمام محمد عبد الفتاح إمام مسجد الروضة المصاب في حادث العريش الإرهابي ، كما قرر اللواء خالد سعيد محافظ الشرقية صرف 10 آلاف جنيه لأسرة الإمام المصاب تقديراً ودعماً له.