روايات جمة سطرها هذا المرض الخبيث مع المشاهير والممثلات, وتسلل بخلاياه المميتة إلى الجسد الأنثوي, دون استثناء, "سرطان الثدي" سرعان ما يتوغل بالداخل ويحتله ويحول وجوها جميلة إلى شاحبة أو هيكل عظمى, يحاول الكثير بصلابة الإيمان التصدي له سواء بالعلاج لسنوات طويلة والسفر خارج البلاد, أو انتزاع سيوف المقاومة من غمدهن, اعتراضًا على غزو السرطان بقية الجسد, وقد تنجح المقاومة مع المرض, بينما يكون المرض أقوى من المقاومة. وترصد "المصريون" ممثلات خضن تجربة مواجهة المرض اللعين: شادية شادية بدأت قصتها بآلام شديدة فى الثدى، ذهبت على أثرها للطبيب وأجرت التحاليل المطلوبة، وخلال تقديمها لمسرحية "ريا وسكينة" تلقت الخبر الذى كان بمثابة صدمة لها، ومع ذلك مثلها كالكثيرين من ممثلى الكوميديا الذين يضحون بأوجاعهم وراء وجه يضحك يمنح السعادة للآخرين، استكملت عملها باحترافية، وقررت أن تسافر للخارج من أجل تلقى العلاج، فقصدت فرنسا فى ذلك الوقت. وخضعت شادية لعملية استئصال لأحد ثدييها، وقدمت آخر عمل لها الذى قررت بعده الاعتزال وأداء فريضة الحج مع التبرع ببيتها الخاص ليكون مركز لأبحاث السرطان حتى يفيد المرضى. مديحه كامل السرطان كان البطل فى قصة مديحة كامل، وليس الوحش الشرير الذى هدم حياتها، فقد جاء كضيف ثقيل ليعيد لها حساباتها مع الحياة، فمع الإصابة به بدأت فى التخلص منه عبر جراحة لاستئصال الورم، ومعه توقفت عن عادات سيئة مثل التدخين والسهر، إلا أنها بعد النجاح فى طرده لوقت بسيط وعودتها لعاداتها مرة أخرى داهمها وقررت وقتها الاعتزال نهائيا عن الفن والتقرب إلى الله. وتغيرت حياة مديحة كامل بأكملها عندما ارتدت الحجاب، وظلت تصلى وتصوم وتجمع التبرعات لمن يحتاجها وتزور المرضى فى مختلف المستشفيات وتشارك فى حضور الندوات الدينية، حتى توفيت متأثرة بالمرض فى العشرة الأواخر من رمضان وهى تقرأ القرآن وصائمة بعد تأدية صلاة الفجر. ناهد شريف ناهد شريف كان قصتها مع المرض مأساوية، فهى البنت يتيمة الأم والأب التى تزوجت من زوج لم يقف بجانبها عند المرض وتركها تقاسى الرحلة بكل تفاصيلها وحدها، حيث علمت بخبر إصابتها بسرطان الثدي وهى فى أكثر أوقاتها شهرة ونجاح، وسافرت للخارج من أجل إجراء جراحة، واضطرت لقطع فترة علاجها لتعود للقاهرة بسبب زيادة النفقات عليها وعدم تمكنها من الإنفاق على مرضها، وهو ما جعلها تعود للعمل فى عز مرضها ولم تتمكن من ذلك أيضا بسبب آلام السرطان. واستمر المرض فى وحشيته مع خذلان المحيطين لها، حيث تم جمع مساعدات مادية لعلاجها ولم تحصل عليها بسبب نصب زوجها عليها وفى النهاية طلقت منه، وماتت عن سن 43 عامًا. فايزة أحمد المرض لم يقتل موهبة فايزة أحمد على الرغم من الأقاويل أنها اعتزلت بسبب المرض، إلا أنها قررت تحديه كثيرا من خلال صوتها، حتى أنها قررت تأخذ مهدئات لتسكين الآلام من شدتها حتى تتمكن من تسجيل أغنية لا يا روح قلبى، وضربت مثالا للتحدى الحقيقى مؤكدة أن "الموت الحقيقي والضرر هو أن تحرم من الغناء". ترددت أقاويل حول حقيقة إصابتها بالمرض وأنها خضعت لعملية تجميل فى الثدى أصيبت على أثرها بالمرض الخبيث لأنها كانت فى بدايات عهدها فى مصر. هالة فؤاد هالة هي ابنة المخرج الراحل أحمد فؤاد، عشقها الفنان الراحل أحمد زكي, الا أن قصتهما لم تدم تطويلا, وانفصلا وتزوجت من الخبير السياحي عز الدين بركات وأنجبت منه "رامي". في أواخر عام 1990 نجت من مضاعفات ولادة متعسرة لابنها رامي، حيث أصيبت بجلطات متلاحقة في قدمها، وكانت على وشك الموت، لتقرر ارتداء الحجاب واعتزال التمثيل بعد نجاتها، وتتفرغ لحياتها الزوجية وعبادة الله. بدأت هالة رحلة علاج طويلة في فرنسا والقاهرة بعد إصابتها بسرطان الثدي، ونجح العلاج في وقف انتشار المرض اللعين لفترة مؤقتة ثم عاودها المرض مرة أخرى، وبوفاة والدها دخلت في غيبوبة متقطعة، ثم توفيت في 10 مايو 1993، عن عمر ناهز 35 عامًا. وقال الدكتور حمدي عبد العظيم، استشاري أورام الصدر، والمتخصص في سرطان الثدي بكلية طب القصر العيني, إن "هناك أسباب عديدة تؤدي إلى الإصابة بسرطان الثدي, أبرزها الوراثة وزيادة الوزن وتعاطي مواد لزيادة الهرمونات الأنثوية لدى الفتاة", مشيرًا إلى أن "نسبة التعافي منة أصبحت قوية في مصر". وأضاف ل"المصريون"، أن "نسبة المصابات بسرطان الثدي في مصر ضئيلة مقارنة بدول العالم, ففي مصر 49 حالة داخل 100 امرأة, وفى الولاياتالمتحدة 100 حالة في 100 ألف امرأة, وفى الصين وأوروبا الغربية 50حالة من بين 100 إلف امرأة. وناشد عبدالعظيم بضرورة تدشين حملات للتوعية من خطورة المرض، وضرورة العمل على سرعة علاجه مبكرا, حيث يظهر إلا بعد سن ال40, ما لم يقمن السيدات بعمل فحوصات كل عام على الأقل.