فتح سفر المهندس شريف إسماعيل، رئيس مجلس الوزراء، إلى ألمانيا في رحلة علاجية تستغرق ثلاثة أسابيع، يجري خلالها عملية جراحية، باب التكهنات حول اقتراب تنصيب خليفة له، وخاصة بعد أن تقدم باستقالته ثلاثة مرات إلى الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال الآونة الأخيرة؛ بسبب ظروفه الصحية، غير أنه لم يقبلها. وأعلن مجلس الوزراء، في بيان صحفي أمس، عن توجه إسماعيل إلى ألمانيا، وذلك للعلاج وإجراء عملية جراحية، ومن المنتظر أن تستغرق فترة العلاج في حدود ثلاثة أسابيع. وكلف الرئيس السيسى، الدكتور مصطفى مدبولى، وزير الإسكان بتسيير أعمال الحكومة خلال فترة تواجد رئيس الوزراء خارج البلاد. سفر إسماعيل لألمانيا، أكد ما أثير على مدار الأسبوعين السابقين، بشأن إصابته بالسرطان، وهو ما نفاه مجلس الوزراء حينها. وبرزت عدة أسماء كخلفاء محتملين لرئيس مجلس الوزراء الحالي، أبرزها المهندس مصطفى مدبولي، وزير الإسكان، لا سيما أنه استطاع خلال الفترة الماضية، تحقيق تطورًا ملحوظًا داخل الوزارة، منذ توليه المنصب، إضافة إلى نجاحه في تنفيذ رؤية السيسي خلال ولايته الأولى فيما يتعلق بمشروعات الإسكان القومية، وهو ما يفسر سبب التمسك به، على الرغم من إجراء أكثر من تعديل وزاري. ووفقًا للقانون الذي ينص أنه في حال تغيب رئيس الحكومة لأي ظرف يُسير أقدم الوزراء أعمال الحكومة لحين زوال السبب، لذا تم تعيينه قائمًا بأعمال المهندس شريف إسماعيل، لحين عودته من الرحلة العلاجية بألمانيا. عقب إعفاء الرئيس عبد الفتاح السيسي، الفريق محمود حجازي، من منصب رئيس أركان القوات المسلحة، وتعيين الفريق محمد فريد حجازي، بدلًا منه، تكهن كثيرون، بأن ذلك يُعد تمهيدًا لتعيين حجازي، رئيسًا لمجلس الوزراء، خلفًا للمهندس شريف إسماعيل، في ظل الظروف الصحية للأخير. وتم تعيين حجازي، عقب إقالته كمستشار لرئيس الجمهورية للتخطيط الاستراتيجي وإدارة الأزمات، وهو من أشد المقربين للرئيس "السيسي"، وصهره في الوقت ذاته، ما يجعل التكهنات الخاصة بتعيينه رئيسًا لمجلس الوزراء قائمة، ولها ما يؤكدها، عقب الإقالة. وحجازي من مواليد عام 1953، شغل منصب رئيس أركان حرب القوات المسلحة, وشغل قبله منصب مدير المخابرات الحربية, وهو نائب رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة. وحصل حجازي علي جميع الفرق الحتمية بسلاح المدرعات، كما حصل علي درجة الماجستير في العلوم العسكرية من كلية القادة والأركان، زمالة كلية الحرب العليا بأكاديمية ناصر العسكرية العليا، حصل علي دورتي المدرعات المتقدمة والاستخدام الفني بالولايات المتحدةالأمريكية. وتخرج من الكلية الحربية عام 1977، تدرج في الوظائف القيادية بسلاح المدرعات من قائد فصيلة وحتي قائدا لفرقة مدرعة، وعين ملحقا للدفاع المصري في لندن، كما عمل مساعدا لقائد المنطقة المركزية العسكرية ثم رئيسا لأركان المنطقة الغربية العسكرية ثم قائد المنطقة الغربية العسكرية ثم رئيس هيئة التنظيم والإدارة ثم مدير المخابرات الحربية. أيضًا، يعتبر اللواء محمد العصار، وزير الدولة للإنتاج الحربي، وعضو المجلس العسكري السابق، من ضمن المرشحين بقوة لتولي المنصب، نظرًا للثقة التي يحظى بها من الرئيس السيسي، على اعتبار أنه أحد أبناء المؤسسة العسكرية التي ينتمي إليها الرئيس، والذي أعلن مرارًا وتكرارًا أنه لا غنى عن الاستعانة بالقوات المسلحة وأبناءها لإدارة شئون البلاد. وتخرّج العصار في الكلية الفنية العسكرية عام 1967 وشارك في حرب الاستنزاف، ثم حرب أكتوبر كأحد عناصر سلاح المهندسين العسكريين، وارتقى في المناصب داخل القوات المسلحة حتى أصبح رئيساً لهيئة التسليح المسئولة عن التعاقد علي صفقات الأسلحة ودخولها وخروجها من الخدمة. وأحيل للتقاعد في عام 2003 إلا إن المشير حسين طنطاوي استحدث له منصب مساعد وزير الدفاع لشئون التسليح ليعود إلى الخدمة مرة أخرى في المنصب الذي استمر يشغله في عهد كل الرؤساء حسني مبارك ومحمد مرسي وعبد الفتاح السيسي، ويشغل منصب وزير الإنتاج الحربي في وزارة شريف إسماعيل منذ 19 سبتمبر 2015، وحتى الآن. وتأتي الدكتورة سحر نصر وزيرة الاستثمار والتعاون الدولي، أو "المرأة الحديدية" كما يطلق عليها كثيرون، ضمن الشخصيات المرشحة بقوة لتولي المنصب، فهي واحدة من أنشط الوزراء داخل وزارة المهندس شريف إسماعيل، وتتمتع بقوة الشخصية بين الوزراء، وكذلك وسط والمجموعة الاقتصادية. وتردد خلال الفترة الماضية اسمها كأحد المرشحون لتولي منصب شريف إسماعيل، لا سيما أنها تتولى حقيبتي الاستثمار والتعاون الدولي، إضافة إلى علاقتها القوية بالمؤسسات المالية والدولية، وقيامها بالعديد من الجولات مع تلك المؤسسات للحصول على قروض، ونجاحها في ذلك. وتولت وزارة التعاون الدولي في 19 سبتمبر 2015 ضمن حكومة شريف إسماعيل، وفي 16 فبراير 2017 حلفت اليمين الدستورية كوزيرة للاستثمار والتعاون الدولي في التعديل الوزاري الثاني لحكومة "إسماعيل"، وكلفت في 14 مارس 2017 مؤقتاً بأعمال وزير قطاع الأعمال العام وحتى 8 أبريل 2017. كذلك برز اسم اللواء محمد عرفان، رئيس هيئة الرقابة الإدارية، ليس ببعيد، الذي استطاع منذ توليه المنصب، شن حملات وضربات موجعة ضد بؤر الفساد بالوزارات والمؤسسات الحكومية. كانت أبرز القضايا التي تم ضبطها، وأحدثت جدلا مجتمعيًا واسعًا، قضية رشوة "مجلس الدولة" التي ضبط فيها مدير مشتريات المجلس وبحوزته 24 مليون جنيه في منزله، كحصيلة عقود توريدات وهمية، والتي ترتب عليها انتحار المستشار وائل شلبي، الأمين العام السابق للمجلس في محبسه بعد سقوطه متهماً، بالإضافة إلى ضبط وإلقاء القبض على شبكة لتجارة الأعضاء ضمّت 41 متهماً في ديسمبر 2016، هذا بالإضافة إلى واقعة ضبط "المرأة الحديدية" كما لُقبت سعاد الخولي، نائب محافظ الإسكندرية بتهم الحصول على رشوة استغلالاً لمنصبها.