الاهتمام بالزوج وتوفير الحب والرعاية اللازمين له، من أهم أسس نجاح العلاقة الزوجية، لكن قد يكون الحب أحياناً سلاحًا ذو حدَّيْن خاصة الحب المفرط والمبالغ فيه. فكما أن قلة الحب وندرته يولدان شعوراً بالإهمال، فإن كثرة الاهتمام، تولّد لدى الطرف الآخر شعوراً بالتقييد والاختناق وفقدان الثقة والتواكل، والتدخل الممل وإفراط الكثير من الزوجات فى الاهتمام بأزواجهن وبكل تفاصيلهم أمر من شأنه أن يكبت الزوج ويجعله ساخطًا، وهذه كلها نتائج عكسية لن تؤدى بأى حال من الأحوال إلى الاستقرار المأمول بين الزوجين. وقد تتطور الأمور بداخل الزوج، حتى تصل إلى درجة تجعله يصف الزواج وحب زوجته له وتعلقها به بالسجن المحكم عليه، ويتمنى التخلص منه، ويصبح متوتراً بشكل دائم وساعياً للهروب مستخدمًا كل الوسائل. من جهة أخرى، فإن الاهتمام الزائد بالطرف الآخر، يُفقد الحب لذته ويشعر الطرف الآخر بزهد شديد فى العلاقة، وعدم تقديرها وتقييمها بالشكل السليم، وعندما يصل الاهتمام إلى الحد الذى ينقلب معه إلى الضد، يتحول إلى تدخُّلٍ من الزوجة حتى فى الأمور العادية، مما يعد أمرًا مزعجًا للزوج، وهكذا حتى يفقد الحب والاهتمام أهميته وعندما يصل الوضع إلى تلك النقطة تبدأ مرحلة انحدار قد لا تتوقف أبداً، ويتحول هذا النوع من الحب إلى نقمة على الزوجين، وربما يكون سبب فشل الزواج، وتصبح النهاية مرتقبة للأسف على أبواب محاكم الأسرة, السطور التالية تحمل تفاصيل قضية أطاح الحب المفرط بأطرافها، وأمام محكمة الأسرة بمصر الجديدة بدأ يسرد الزوج (محمد . س) أحداثها: "زوجتى خانقانى ومش عارف حتى أتنفس, عايزانى آخد رأيها فى كل حاجة, تعبت من تضييقها علىّ والتدخل فى شئونى كلها حتى أدق التفاصيل، التى يفضل كل شخص الاحتفاظ بها لنفسه". وتابع الزوج: قبل الزواج لم نقض فترة كبيرة للتعارف وكانت فترة الخطوبة قصيرة جدًا, بذل فيها كلانا ما فى وسعه لإبراز الجوانب الإيجاببة وكسب ثقة الآخر والاستحواذ على قلبه وعقله, وكانت هذة الفترة هى أسعد فترات حياتى معها ما شجعنى على التعجيل بالزفاف، وبعد أقل من 4 شهور تم عقد القران، ومنذ ذلك اليوم وأنا فى حيرة فقد رأيت من زوجتى عذاب من نوع خاص، جراء اهتمامها الشديد بى ومرت علىّ أوقات كثيرة كنت أشعر بأننى لا أستطيع فيها التنفس من جراء ضغوطها الكثيرة علىّ، بسبب إصرارها على أخذ رأيها فى كل كبيرة وصغيرة، ولما نفد صبرى وبدأت عمل محاولات لتحجيم هذا الوضع، وطلبت منها بالحسنى أن تكف ولا تجعلنى محور حياتها الوحيد، بكت وانهارت وتركت المنزل، ذهبت إليها لمصالحتها رفضت، وطالبتنى بمؤخر 150 ألف جنيه، فاضطررت أن أرفع دعوى نشوز ضدها لخروجها عن طاعتى ورفضها العيش وقيامها بالتضييق علىّ وتركها المنزل دون سبب.