بعنوان "40 عام على زيارة السادات للقدس..مصر لم تشارك بالاحتفالات" قال "عكيفا إلدار" الصحفي والكاتب الإسرائيلي في مقال له بموقع "يسرائيل بلوس" الإخباري العبري إن "الأمر الوحيد القادرة على تحسين وضع العلاقات بين القاهرة وتل أبيب هو إنهاء الصراع مع الفلسطينيين، إلا أن بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي يفعل كل شيء لترسيخ واستمرار الاحتلال، كما يجند السلام مع مصر من أجل حربه ضد الفلسطينيين". "إلدار" أضاف "نتنياهو أعلن أنه تحدث مؤخرا مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي تليفونيا، وبحث معه موضوعات أمنية عامة، لكن السؤال: ما الذي تحادث الرجلان بشأنه، هل ناقشا فكرة قيام دولة فلسطينية؟ أو عن تجديد المفاوضات بين رام الله وتل أبيب؟". وواصل "الحوار بين نتنياهو والسيسي يجرى عبر خطوط هاتفية مؤمنة، رئيس حكومة تل أبيب ووزراء الأخيرة ليسوا ضيوفا مرحب بهم في القاهرة، رئيس الوزراء الأسبق إسحاق رابين كان لابد وأن يغتال كي يزور الرئيس مبارك القدس، للمشاركة بجنازته، والآن نفس الشيء؛ فقد رفضت الحكومة المصرية إرسال مندوب بارز عنها للمشاركة في طقس احتفالي سيجرى في ال22 من نوفمبر بمناسبة مرور 4 عقود على زيارة السادات التاريخية لإسرائيل، وأرملة الأخير جيهان السادات أعلنت أنهم غير مهتمة بحضور الحدث، وفي مقر الرئاسة الإسرائيلية سيضطرون في نهاية المطاف على ما يبدو للاكتفاء بتواجد حازم خيرت سفير القاهرة بتل أبيب". واستكمل "السادات كان أول قائد عربي معاصر يأتي إلى دولة اليهود حاملا رسالة سلام، بالنسبة للقاهرة فإنها تنظر للسادات على أنه خدع من قبل الإسرائيليين وباع لهم السلام مقابل ثمن بخس، أما الفلسطينيون فينظرون للسادات على أنه باع قضيتهم وشعبهم". وقال "لقد أعلن السادات قبل 40 عاما أن السلام لن يتحقق إلا بحل القضية الفلسطينية، وها هو الحال الآن؛ فالاحتلال الإسرائيلي مستمر ويتعمق أكثر، وذلك بالرغم من رفرفة العلم المصري في سموات إسرائيل - يقصد سفارة القاهرة - بعد 4 عقود من إعلان السادات فوق منبر الكنيست أنه لم يأت من أجل سلام منفصل ولمصر فقط، اتضح أن مصر الكبرى والأردن الصغرى صنعتا لنفسيهما اتفاقيات سلام منفصلة وبمعزل عن الفلسطينيين". وأضاف "بالرغم من ذلك تشتكي تل أبيب من تعامل الجارة الجنوبية مصر البارد معها، ولا نكاد نسمع دبلوماسيا إسرائيليا واحدا يشير بأصابع الاتهام إلى القيادة في تل أبيب، لقد حدث هذا في مؤتمر عقد قبل أيام وبالتحديد في ال8 من نوفمبر بمركز بيجن السادات للأبحاث الاستراتيجية؛ بمناسبة 40 عاما على زيارة الرئيس المصري الأسبق، فالسفير الإسرائيلي الأسبق شالوم كوهين وجه انتقاداته لحكومة نتنياهو وتساءل ماذا فعلت من أجل السلام، وبدلا من ذلك تواصل اتهام القاهرة بغياب التطبيع". وأوضح إلدار"الشيء الوحيد القادر على تغيير وضع العلاقات بين مصر وإسرائيل هو إنهاء الاحتلال الذي سيحرر سفارتي القاهرة وعمان من حالة الانعزالية في تل أبيب، لكن نتنياهو يفعل كل ما بوسعه لاستمرار الاحتلال واستمرار السلام المنفصل مع مصر والمملكة الهاشمية، رئيس الحكومة الإسرائيلية يجند السلام مع القاهرة وعمان من أجل محاربة الفلسطينيين، وفي خطابه بجامعة بار إيلان عام 2009، تحدث نتنياهو بشكل إيجابي عن اتفاقيات السلام مع مصر والأردن، التي أنهت الصراع مع هاتين الدولتين، ودعا قادة العالم العربي والفلسطينيين للسير على خطى السادات ومناحيم بيجن، وإسحاق رابين والملك الأردني الراحل حسين، ونسي نتنياهو أن السادات نفسه أصر على إعادة الضفة الغربية وغزة للفلسطينيين وجعل هذا البند أولوية تسبق حتى الجزء المتعلق بمصر وذلك في إطار السلام بالشرق الأوسط". وقال "في الوقت الذي يدعو فيه نتنياهو الفلسطينيين للسير على خطة مصر والأردن، اللتين أنهتا الصراع مع إسرائيل، فإنه يضع شرطا أساسيا لإنهاء الصراع مع رام الله؛ ألا وهو الاعتراف العلني بإسرائيل كدولة قومية للشعب اليهودي"، لافتا "لو كانت تل أبيب طالبت القاهرة وعمان بالاعتراف بها كدولة للشعب اليهودي لم يكن السلام قد تحقق مع هاتين الدولتين، لقد سحب بيجن من جدول أعمال المفاوضات مع السادات، طلبا بقطع القاهرة تحالفاتها مع دول عربية وذلك كي ينجح اتفاق كامب ديفيد والآن تطالب إسرائيل بنفس المطلب الغريب في مفاوضاتها مع الفلسطينيين". وختم "خلال ال8 سنوات الماضية منذ تولي نتنياهو رئاسة الحكومة، حول الأخير حلم الدولتين إلى وهم لن يتحقق، وحلم من أحلام اليقظة، وبالرغم من حديث رئيس الوزراء عن تل أبيب ووصفه لها بأنه أصبحت (قوة عظمى) إلا أن هذه القوة لا يمكنها إكمال ما بدأه السادات وبيجن".