على أرجوحة الوطن نتمايل بين الماضى والحاضر.. فتارة يغازلنا الماضى ليجلبنا إليه ثم يدفعنا بكل قوة إلى الحاضر.. وتارة يعاندنا الحاضر ويقبض يديه فنرمى بأنفسنا إلى الماضى. وما بين هذا وذاك ركاب مستسلمون إلى من يجلب ومن يدفع.. إلى الماضى وإلى الحاضر!! وقائد به من الجنون ما يكفى لأن يشغله اللهو عن القيادة.. فيتمايل بسرعة هائلة بين ماضٍ يستبيح تمزيقه وحاضر يجهل صناعته.. حتى تنقلب به الأرجوحة ويتشبث بها الركاب ويكون هو أول من سقطوا!! ليأتى أناس يخيرون العالقين بين الحياة والموت.. بمن يقودهم؟!!.. من يودون أن يقود أرجوحتهم؟!! نعم.. هم أرادوا أن يختاروا من يقودهم إلى الحياة ولكن ليس قبل أن يتيقنوا من وجود الحياة لمعرفة من يقودهم إليها.. أليس من العقل أن نضمن وجود الركاب قبل وجود القائد؟!! نعم.. لم يعد الركاب مستسلمين.. ولكن كثر الكلام والركاب عالقون.. فهل ستتحمل الأرجوحة كل هذا العبث؟ أم سيستسلم ركابها.. ويسقط قائدها.. وتظل أرجوحة بلا وطن؟!! [email protected]