تري مجلة " التايم " – الأمريكية – إن الجولة الثانية من سباق الرئاسة إنما هي بمثابة استفتاءً شعبياُ علي التغيير ، أو بمعني أخر هي تنافس بين الاستقرار [المزعوم] الذي ينادي به مرشح الفلول ، وتجربة سياسية جديدة محفوفة بالمخاطر. وأوضحت أن التجمع الخامس الذي يعتبره الكثير من المصريين معقلاُ لأثرياء نظام المخلوع والذي وصفته المجلة الأمريكية بأنه " صورة مصغرة لفساد ، ومحاباة مبارك لفئة اجتماعية دون غيرها " هو موطن شفيق ، مشيرةً إلي أن التجمع هو واحداً من التجمعات السكنية التي انتشرت مؤخراً لاستيعاب طبقة الأثرياء في ظل النظام البائد والتي تمثل بالنسبة لمؤيدي مرسي الفجوة الأخذه في الاتساع بين الأغنياء والفقراء . وأشارت إلي أن شفيق – آخر وزراء المخلوع – قد ذهب للتصويت في جولة الاعادة وسط طوق أمني مكثف ، محاطاً بمؤيدية من سكان التجمع مرددين هُتاف " بنحبك ياريس " ! ، لافتاً إلي أنه يستمد أغلبية دعمه من أثرياء الفلول ، وحسن علاقاته " بالبيرقراطيين " [ النظام القديم ] . وأخذت التايم عن طريق الاسهاب في وصف "التجمع الخامس" ؛ لتوضح الفروق المعيشية والطبقية بين مؤيدي مرسي ومؤيدي شفيق من أثرياء مبارك قائلة : بأنه مدينة الأقمار الصناعية ، ومولات التسوق ، والوحدات السكنية المرتفعة الأسعار ، والفيلات الفاخرة ، [ في الوقت الذي لا يجد فيه ملايين المصريين ملجأ سوي سكني العشوائيات والقبور ، فضلاً عن تدهور البنية التحتية في كثير من قري مصر ] . وقالت إن معظم الإسلاميين كانوا قد أكدوا أن وسيلة شفيق الوحيدة للفوز بالرئاسة هي " التزوير"، ونقلت عن محمد صلاح – طالب بكلية الحقوق – قوله :" إنه من الغريب أن يتم حل البرلمان الذي صوت له 30 مليون ، بينما يظل المجلس العسكري الذي لم يرحب به أحد في السلطة ." وتري أن نتائج جولة الإعادة ربما تعطي درساً قاسياً لكل شخص بأن الانتقال الديموقراطي بعد عقود من الديكتاتورية ليس بالأمر اليسر ، وذلك حينما تسفر الجولة عن تقارب نتائج المتنافسين في سباق الرئاسة – بحسب توقع المجلة - . وكشفت عن أن وقوف المجلس العسكري في صف مرشح الفلول قد منح مؤيدي الأخير المزيد من الثقة في الفوز ، لافتاً إلي قراري المحكمة الدستورية العليا بحل البرلمان الذي يهيمن عليه الإسلاميين ، وعدم دستورية قانون العزل السياسي وتابعت أن هذه الخطوة قد تخلصت علي وجه السرعة من الإسلاميين مركز القوة " الوحيد" في ظل نظام لم يري دستوراً جديداً ولم تحدد فيه صلاحيات الرئيس القادم بعد . ونقلت عن اللواء طيار المتقاعد حسن عبد الباقي – أحد أصدقاء شفيق المقربين علي مدي عقود – قوله في تصريح خاص " للتايم " ( السبت ) : " لقد صُدم الإخوان بقراري المحكمة الدستوري العليا الذي فجأهم ، لقد أصبحوا الآن برأي كطيار مقاتل " كذئب الجريح ، وسيحاولون الهجوم من جميع الجهات – التي لا تتوقعها . لكنني أعتقد أن الشرطة والعسكري علي اهبت الاستعداد " . وتابعت إنه علي الجانب الآخر أكد الثوار علي استعدادهم للتصدي لما وصفوه " بسرقة ثورتهم " إذا ما فاز شفيق " إذا ما حدث ذلك ؛ فإن الثورة ستندلع مجدداً ، ولكنها ستكون أعنف من ذي قبل كما هو الحال في سورياً وليبيا – وعلي أقل تقدير سنعود للميدان مرة أخري " وفقا لما صرح به أحد مؤيدي مرسي للمجلة ، لافتاً إلي التحذيرات المتكررة من قبل منظموا حملة شفيق بأن " الرئيس شفيق "! لن يسمح بتكرار قيام مثل تلك الثورة التي أطاحت بمبارك مجدداً .