السعودية أعلنت أنه لا تعاون إقليمي مع إسرائيل إلا بعد سلام مع الفلسطينيين "علاقات إسرائيل والعالم السني أكثر تعقيدا مما يزعم نتنياهو"، هكذا خلص يوسي ميلمان، الخبير الإسرائيلي بشئون الاستخبارات في الرأي حول ما وصفه بأنه "افتراض خاطئ يسود الخطاب العام بإسرائيل الآن وهو أن هناك تعاونًا غير مسبوق بين إسرائيل وبين الدول العربية السنية وعلى رأسها السعودية ومصر". وقال في مقال نشرته صحيفة "معاريف" العبرية، إن "هذا الافتراض يردده بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي الذي يريد إعطاء انطباع بأن وضع إسرائيل الدولي لم يكن أفضل مما هو الآن، والهدف من وراء هذه الشعارات التي يرددها نتنياهو ورجاله هو تضخيم إنجازات حكومتهم حتى ولو كانت وهمية". وأضاف: "نتنياهو يريد بعث رسالة للإسرائيليين بأنه رغم الصراع مع الفلسطينيين ورغم الاستيطان والاحتلال إلا أن إسرائيل تتمتع بعلاقات ممتازة على الصعيد العالمي ولهذا لا حاجة لدفع المفاوضات مع رام الله ولا حاجة لتوقيع اتفاق سلام معها". وأشار إلى أن "رئيس الوزراء ورجاله مثل وزير التعليم نفتالي بينت والدفاع أفيجدور ليبرمان ورجال الليكود الحاكم، يريدون بهذه الطريقة الإبقاء على الوضع الراهن واقتطاع جزء من الضفة الغربية بين حين وآخر وضمه لإسرائيل". وتابع: " العلاقات بين إسرائيل من ناحية ومصر والعالم العربي أكثر تعقيدًا مما يرى نتنياهو، صحيح أنه لا توجد موجة عداء سياسي عربي ضد تل أبيب إلا أن فرصة حدوث انفراجة وانطلاقة دراماتيكية في العلاقات مع العالم السني وتأسيس صلات دبلوماسية علنية واتصالات تجارية شاملة، هي فرصة ضعيفة". وقال: "مثال على ذلك ما صرح به قبل أسبوعين الأمير السعودي تركي الفيصل والذي كان على مدار 22 عامًا وحتى عام 2001 رئيسا للمخابرات ببلاده، ثم سفيرًا بالولايات المتحدة وبريطانيا، فقد أعلن أنه برغم المصلحة المشتركة للسعودية وإسرائيل في وقف وكبح البرنامج النووي الإيراني وجهود طهران من أجل مد نفوذها الإقليمي، إلا أن التعاون الإقليمي بين الدولتين سيكون متاحًا فقط؛ إذا تم التوصل إلى اتفاق سلام بين إسرائيل والفلسطينيين". وأوضح أن "الفيصل تطرق لموجة الشائعات التي انتشرت مؤخرًا في وسائل إعلام وشبكات اجتماعية بالعالم العربي حول أن الأمير محمد بن سلمان ولي العهد السعودي زار إسرائيل مؤخرًا وأكد أن مصدر هذه الشائعات هو الانطباع الخاطئ الذي يحاول نتنياهو إعطاءه ويعمل على تعزيزه". وذكر أنه "بعد اتفاقيات أوسلو بين إسرائيل والفلسطينيين، تحسن وضع إسرائيل الدولي؛ والعشرات من دول آسيا وإفريقيا أقامت أو استأنفت علاقاتها الدبلوماسية مع إسرائيل ومن بينها القوتين العظميين الصين والهند، وعلى خلفية السلام أقيمت علاقات رسمية ودبلوماسية بمستويات مختلفة مع قطر والمغرب وموريتانيا وكذلك وقعت المملكة الهاشمية اتفاقية سلام مع إسرائيل". ولفت إلى أن "قادة دول عربية من عمانوقطر والإمارات وملكا المغرب والأردن والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لم يترددا في الالتقاء علنًا مع قيادات إسرائيلية". وأوضح الخبير الإسرائيلي أن "اتفاقيات أوسلو أثمرت عن سلام ونمو في التجارة بين إسرائيل ودول العالم، ومن بينها العالم العربي، لكن مع اندلاع الانتفاضة الثانية في عام 2000 قطع عدد من الدول اسنية علاقاتها مع إسرائيل وقادتها لم يسارعوا منذ هذا الوقت إلى التقاط الصور مع قيادات إسرائيل، وهذا يعني أن الدول السنية لا يمكنها تجاهل القضية الفلسطينية". وقال "رئيس الموساد الأسبق هاليفي أعلن في تصريحات له مؤخرًا أن هناك فرصة للتوصل إلى سلام بين إسرائيل والفلسطينيين؛ فهناك تحالف نادر واستثنائي فيما يتعلق بالمصالحة المصرية بين حماس والسلطة الفلسطينية، هذه المصالحة التي رعتها القاهرة وتديرها، كما تدعمها الرياض، وخلف هذه المصالحة تقف دول الخليج وحتى إيران وروسيا وتركيا تؤيدن الأمر، لدينا هناك وضع غير مسبوق تتفق فيه المتنافستان الأبديتان إيران والسعودية عليه ألا وهو المصالحة المصرية، والدولة الوحيدة المعارضة هي إسرائيل".