خلال شهر فقط، حذرت سفارات أربع دول أجنبية بالقاهرة، رعاياها من السفر إلى مصر؛ بسبب تزايد احتمال وقوع هجمات إرهابية، يمكن توجيهها ضد أهداف أجنبية ومواطنين، وأيضًا بسبب المخاوف من الأوضاع الأمنية، ما أثار مخاوف من احتمالات وقوع عمليات إرهابية كما جرت العادة في أعقاب صدور مثل هذه التحذيرات. وطالبت أوكرانياوألمانياوروسيا وبريطانيا، مواطنيها بعدم السفر إلى مصر، والامتناع عن السفر إليها لأية أغراض بما فيها السياحة. وكانت أوكرانيا آخر دولة حذرت رعاياها من السفر لمصر، إذ طالبت إدارة الخدمات القنصلية بالخارجية الأوكرانية، المواطنين الأوكرانيين بعدم السفر لمصر، "بسبب المخاوف من الأوضاع الأمنية". وأضافت في بيان لها: "الوضع الأمني في مصر معقد، لذلك توصي الخارجية المواطنين الأوكرانيين بتوخي الحذر، خاصة بعد قرار تمديد حالة الطوارئ لمدة 3 أشهر". ودعت الوزارة، المواطنين الأوكرانيين، إلى مراجعة خططهم لزيارة مصر خلال فترة الطوارئ، وإذا أمكن، الامتناع عن السفر إليها لأية أغراض بما فيها السياحة. ألمانيا وقبل أيام، دعت وزارة الخارجية الألمانية هي الأخرى، رعاياها إلى توخي الحذر عند السفر إلى مصر ل"احتمال وقوع عمليات إرهابية"، وذلك على خلفية حادثة "الواحات"، التي راح ضحيتها 16 شهيدًا من رجال الشرطة. وقالت الخارجية الألمانية، في تنبيه نشرته على موقعها الإلكتروني: "هناك احتمال متزايد لوقوع عمليات إرهابية، أو اختطاف في مصر"، مضيفًة أن العمليات الإرهابية المحتملة في مصر، يمكن توجيهها ضد أهداف أجنبية ومواطنين، لا سيما في المناطق السياحية على البحر الأحمر. كما دعا البيان المواطنين الألمان بتجنب المظاهرات والتجمعات الشعبية، لا سيما الأماكن الدينية والجامعات ومؤسسات الدولة. أيضًا، حذرت وزارة الخارجية الروسية، رعاياها من السفر إلى القاهرة، بسبب تزايد احتمال وقوع هجمات إرهابية. وأضافت في بيان لها: "بسبب الأوضاع الأمنية في مصر، نحذر المواطنين الروس من زيارة الأماكن المعرضة لتنفيذ هجمات في مصر"، وأوضحت أنه "في الآونة الأخيرة، كثفت الجماعات الإرهابية أنشطتها في مصر، بما في ذلك تنظيم "داعش" الإرهابي، وتعرض الضباط المصريون لخسائر في الأرواح". ودعت الخارجية، المواطنين الروس الموجودين، إلى الالتزام بتوخي الحذر وتجنب المناطق المعرضة لزيادة التهديد الإرهابي، على خلفية حادث "الواحات" الإرهابي. وحتى الآن لم توافق روسيا، على استئناف رحلاتها السياحية إلى مصر، والتي أوقفتها عقب سقوط الطيارة الروسية في عام 2015، مبررة ذلك بأن الأوضاع الأمنية في مصر لا زالت غير مستقرة، وبأن المطارات تحتاج إلى تأمين أفضل مما هي عليه. كما أصدرت الخارجية البريطانية، قال فيه إنه يجب على البريطانيين تجنب السفر تمامًا إلى شمال سيناء بسبب "تزايد النشاط الإجرامي، والهجمات الإرهابية". وحذرت، رعاياها في مصر من السفر إلى عدة مناطق داخل البلاد. وشملت تلك التحذيرات "مناطق غرب وادي النيل ومناطق الدلتا، باستثناء المناطق الساحلية بين الدلتا ومرسى مطروح". كما حذرت الخارجية البريطانية من السفر إلى جنوبسيناء إلا للضرورة القصوى، باستثناء المناطق الواقعة داخل حاجز شرم الشيخ، والتي تشمل "المطارات وشرم المايا، والهضبة، وخليج نعمة، وخليج القرش، وخليج النبق"، داعية مواطنيها إلى السفر جوا من وإلى شرم الشيخ. وقال سعيد اللاوندي، الخبير في العلاقات الدولية بمركز الدراسات السياسية والاستراتيجية ب "الأهرام"، إن "الإرهاب آفة عالمية، لا يرتبط بمصر وحدها، فقد ضرب الولاياتالمتحدة وفرنسا وبريطانيا وروسياوألمانيا وغالبية الدول، لذا لابد أن تتحد جميع الدول لمواجهته والقضاء عليه، أما أن تحذر بعض الدول السفر لمصر، فقرار غير مفهوم ولا يوجد له أية مبررات". وأوضح اللاوندي ل"المصريون"، أن "مثل هذه القرارات مسيسة، تهدف إلى تحقيق مصالح بعينها، ووضع عراقيل أما خطة مصر الإصلاحية، وكذلك أمام الخطوات التي تتخذها من أجل تحقيق تطور تنموي ونهضوي". وأشار إلى أن "مصر أعلنت كثيرًا أنها معرضة للإرهاب، وأن هناك بعض الجماعات المتطرفة تسعى لإحداث التخريب والتدمير فيها"، متسائلًا: "ما الداعي للتحذير من السفر لمصر، لا سيما أنها أكدت مرارًا وتكرارًا اتخاذها خطوات جادة لحماية رعايا ومواطنين الدول الأجنبية الموجودين والقادمين". وشهدت مصر خلال الفترة الماضية، العديد من العمليات الإرهابية، التي راح ضحيتها عدد كبير من أبناء الجيش والشرطة، وأيضًا بعض المواطنين المدنيين.