أمامي رسالتان من الاستاذ أحمد عبدالوهاب والاستاذ اسلام فارس حول مقال الأمس عن نجومنا المحليين. وبداية لابد لي من شكر الاستاذين الفاضلين على تلحليلاتهما العميقة والمتوازنة والعادلة، وهما للعلم ينتميان الى النادي الاهلي. الاستاذ عبدالوهاب يحمل المدير الفني للمنتخب حسن شحاتة المسئولية في توظيف امكانيات لاعبيه واستغلالها الاستغلال الامثل لخدمة الفريق ككل. فاذا كنا نتفق على أنهم لاعبون محليون لم يصلوا بعد لمستوى المحترفين الأفارقة، فكيف يصر على اللعب بطريقة 4/4/2 وهي طريقة تحتاج الى الوعي الخططي واللياقة العالية، وعموما فان لاعبينا لا يجيدون هذه الطريقة وتصبح دفاعاتهم مكشوفة تماما عندما يلعبون بها، وقد فشل كل المدربين الأجانب الذين حاولوا تطبيقها في مصر! نعم.. شحاتة فعلا غير قادر حتى الآن على توظيف لاعبيه، وهو يخطئ أخطاء جوهرية في اختيار التشكيل ويفضل اللاعب الذي يلعب خارج مصر حتى لو كان هناك من هو أفضل منه محليا بدليل اصراره على حسام غالي رغم فشله الذريع في كل مباريات المنتخب! الرجل يبدو لي أيضا قارئ غير جيد للمباريات وتغييراته تأتي بصورة عكسية كما حدث في الشوط الثاني من مباراتنا مع تونس.. لكن السؤال: هل هناك من المدربين الوطنيين في مصر حاليا من هم أفضل منه؟! لا نريد أن نعود إلى موال محمود الجوهري الذين عانينا من تكراره مع كل أزمة كروية نمر بها، وهو لن يقبل أبدا ان يكون مسئولا عن المنتخب في هذا الوقت الضيق، والمعلومات التي لدينا تؤكد أن هناك من فاوضه من الجبلاية منذ عدة شهور، وأنه رفض ذلك بلياقة وطلب منهم استئذان عاهل الأردن! لكن من الخطورة أن يفكر رجال الجبلاية في تعيين مانويل جوزيه مستشارا فنيا لشحاتة أو للجهاز الفني للمنتخب! هذا سيجعل الأمر يفلت من الجميع، فمهما أكدوا لشحاتة انه صاحب القرار وان رأي جوزيه استشاري، فانه سيفتقد الحماس وسيشعر حتما انه الرجل الثاني، وان كل انتصار أو اداء جيد سيحسب لجوزيه! فاذا كانوا قد حصلوا على موافقة الاهلي على استعارة مدربه، ولديهم ايمان بقدرته على قيادة المنتخب خلال البطولة، فلماذا يصرون على الالتواء خلف التوصيفات الغريبة لدوره.. لماذا لا يعلنون ذلك صراحة، فلا مجال لمراعاة العواطف هنا أو جبر الخواطر في موضوع يخص مصلحة المنتخب وتحقيق طموحاتنا في الحصول على كأس البطولة. أنا مع أحمد عبدالوهاب في ان مانويل جوزيه يجيد توظيف امكانيات لاعبيه داخل المستطيل الأخضر، رغم أنني أعيد تكرار ما قلته سابقا بأنه ليس مدربا خارقا، وأن مستويات لاعبي الاهلي العالية جعلته اسمه يبرق في سماء التدريب. إلا أنه أقدر على استغلال لاعبي الاهلي في المنتخب خاصة انهم يشكلون النسبة الغالبة فيه، كما انهم لن يجدون اختلافا بين طرق تدريبهم في ناديهم وفي المنتخب. نحن هنا نحاول التحدث بصوت عال.. وتناول السلبيات والايجابيات. من السلبيات ان ينظر الجمهور المصري الى المنتخب اذا تولاه جوزيه على انه فريق الاهلي، وبالتالي تختفي تلك الرابطة الوطنية التي خلقها الجوهري وتعود الينا نعرة الأهلي والزمالك في تشجيع المنتخب!.. كما ان اللاعبين الآخرين من غير الأهلي قد يشعرون بالتمييز ضدهم، وهو بالطبع سيكون شعورا غير حقيقي لأن مدربا كبيرا مثل جوزيه لا يعرف المجاملات على حساب سمعته، لكننا نتكلم عن حالة عاطفية عند اللاعبين المصريين لا يجب ان نتجاهلها! نحن بالتأكيد أمام قرار صعب، وأرى التفكير حاليا في تعديل الجهاز الفني بقيادة حسن شحاتة أو تغييره خاطئ تماما ولن يصب في مصلحة المنتخب، وستكون نتائجه كارثة مدوية عندما تبدأ البطولة. الحل يكمن في حسن شحاتة نفسه.. لابد أن يعيد حساباته في الطريقة التي يلعب بها وهو ليس غريبا عن اللاعب المصري وامكانياته. عليه ان يكون شجاعا ولا يستعين بمحترف إلا إذا كان مقتنعا بأنه مفيد للفريق وليس لاعبا مظهريا يلعب لنفسه مرتكنا على أنه محترف في الخارج وسيغيب عن الانظار بمجرد انتهاء البطولة. يجب ان يكون حازما وحاسما في التعامل مع اللاعبين، فلا مكان في الفريق لمن لا ينفذ التعليمات ولا يلتزم بدوره. والاكثر انه لابد ان يكون قويا مثل الجوهري تماما، يطلب من اتحاد الكرة وقف الدوري ليتفرغ اللاعبون للمنتخب ويخلق بينهم الانسجام ويسقيهم فكره الكروي، اما هذه التجمعات القصيرة فلن تفيد على الاطلاق. وعلى فكرة فان اسلام فارس يحذر من مسألة غاية في الخطورة وهي الخاصة بالتفكير في ضم حسام حسن الى المنتخب! لا أدري من هو الخبير الذي أشار على حسن شحاتة بضم هذا اللاعب العجوز الذي نقدر له اسهاماته الكبيرة مع المنتخب وماضيه الملئ بالانجازات الكروية، لكن لكل زمن فرسانه. لا يجوز التمرد على الطبيعة فنأتي بلاعب تجاوز الاربعين ليجاري لاعبين في عمر ابنائه بما يملكونه من لياقة ومهارات وخبرات احترافية وعقليات كروية متجددة ومتطورة! الغريب أننا قرأت أن حسن شحاتة والمسئولين عن المنتخب من رجال الجبلاية وصلوا الى مرحلة متقدمة من هذا التفكير، وأنهم يخشون فقط أن يثير حسام حسن المشكلات اذا جلس على دكة الاحتياطي ولذلك يفكرون في أخذ تعهد عليه بألا بفعل ذلك! هذا منتهى التهريج والتخبط سواء من شحاتة أو من الجبلاية، ونذير شؤم وعنوان كارثي لما سيحدث في بطولة افريقيا! إنها مجاملة لهذا اللاعب الذي يرفض الاعتراف بمنطق الزمن ويريد ان يظل في الملعب ليرى أحفاده يلعبون بجانبه! بالنسبة لي فانني اشعر انني لا زلت شابا عندما ارى حسام حسن يلعب!.. لكن الحقيقة انني وهو ومن في مثل عمرنا نعيش مرحلة الكهولة المتأخرة، فهل يتصور حسن شحاتة انه سيلعب مع منتخبات بيوت المسنين؟! [email protected]