كانت أول عملية اغتيال تعرَّض لها الرئيس الراحل محمد أنور السادات، هي العملية التي اشتهرت ب"الفنية العسكرية"، قام بها مجموعة متحمسة من الشباب بقيادة "صالح سرية" والذي قسمهم إلى مجموعات صغيرة, كما أسند بعض قيادات التنظيم قيادة المجموعات الأخرى التابعة لهم في المحافظات. وكان على رأس مجموعة الإسكندرية "كامل عبدالقادر – طالب الطب -، وطلال الأنصاري – كلية الهندسة - ومجموعة "بورسعيد" بقيادة أحمد صالح ومجموعة "القاهرة والجيزة" وعلى رأسها حسن الهلاوي ومصطفى يسري ومجموعة "قنا" بقيادة محمد شاكر الشريف, وأبقى مجموعة "الفنية العسكرية" بقيادة كارم الأناضولي وباقي الكليات العسكرية تحت قيادته المباشرة. وتعتبر عملية اغتيال الرئيس الراحل محمد أنور السادات أبرز خطط المجموعة, حيث وضع "صالح سرية" خطة محكمة للانقضاض على مبنى الاتحاد الاشتراكي والذي كان على كورنيش النيل حينها, بالإضافة إلى الاستيلاء على مبنى وزارة الداخلية, مستغلاً اجتماع الرئيس السادات مع أركان حكمه في مبنى الاتحاد الاشتراكي. وكانت الخطة تعتمد على مساهمة كارم الأناضولي في دخول أعضاء التنظيم إلى كلية الفنية العسكرية والاستيلاء على السلاح خلال النوبة الليلية التي يتولاها بنفسه, ومن ثم تنفيذ الخطة, ووضع سرية بنفسه خطاب الانقلاب على الحكم وبداية الحكم الإسلامي الجديد بقيادة تنظيمه الجهادي, إلا أن اثنين من التنظيم تسللا إلى مبنى رئاسة الجمهورية والفنية العسكرية للإبلاغ عن الخطة للدولة, وهو الأمر الذي أدخلهم إلى ساعات من التحقيق معهم؛ بسبب عدم تصديقهم في البداية, إلا أنه تم إجهاض خطة التنظيم والقبض على أغلب أعضائه. وأوضح القيادي بجماعة الجهاد أنور عكاشة أن مجموعة الشباب كانوا غير متدربين على السلاح، وليس لديهم أي خبرة كافية، لافتًا إلى أنه يتردد على لسان شهود عيان عايشوا هذه الفترة، أنهم قاموا بوضع خزن السلاح بالمقلوب في أماكنها بالبنادق الآلية. وبعد تحقيقات عدة مع أعضاء التنظيم أشرف عليها الرئيس الراحل أنور السادات بنفسه, تم إصدار حكم بالإعدام على "صالح سرية وكرم الأناضولي وطلال الأنصاري", إلا أنه قرر تخفيف الحكم على الأنصاري بأمر من الرئيس أنور السادات إلى المؤبد بعد وساطة قادها والده الشاعر السكندري عبد المنعم الأنصاري. وتم الحكم بعشر سنوات, على العشرات من أعضاء التنظيم, فيما تمت تبرئة البعض الآخر منهم, وعلى إثرها طويت واحدة من أكبر الصفحات في تاريخ التنظيمات الجهادية والسرية في مصر. بينما نجحت العملية الثانية التي قام بها الملازم أول خالد الإسلامبولي عام 1981 في اغتيال الرئيس السادات مع ثلاثة من رفاقه داخل الجيش، بالإضافة إلى مشرف العملية العام المهندس محمد عبدالسلام فرج. وقد جاءت العملية بمحض الصدفة؛ حيث تم إبلاغ الملازم أول باللواء 333 مدفعية خالد الإسلامبولي بمشاركته في العرض العسكري بديلاً لزميله الذي أصيب فجأة، حيث شارك الإسلامبولي في البروفة لأول مرة استعدادًا للاحتفال السنوي بذكرى انتصار الجيش في حرب 6 أكتوبر 1973 والتي يحضرها الرئيس أنور السادات بنفسه. وتولدت فكرة اغتيال السادات في رأس الإسلامبولي بعد مشاركته، وقرر عرض الأمر على رفقائه من التنظيم السري.