أعلم أن مشاعر الإحباط واليأس تسيطر على مشاعر الكثيرين من أبناء مصر وهم يرون حلمهم الجميل فى إقامة دولة العدل والحريات يلفظ أنفاسه الأخيرة على يد من ائتمناهم على أمانة غالية دفع فيها شباب مصر الأطهار أرواحهم وزهرة شبابهم على مدار ثلاثين عامًا من حكم البطش والقهر منذ أن استولى مبارك على مصر وصولاً إلى ثورة 25 يناير العظيمة. لقد بتنا على بعد خطوات معدودة للعودة إلى اليوم السابق ل 25 يناير فبعد قرار المحكمة الدستورية بحل أول برلمان منتخب انتخابًا حقيقيًا على مدار أكثر من ستين عامًا، مع توقع البعض بتزوير الانتخابات لصالح شفيق مما يعنى أننا أمام استنساخ جديد لنظام مبارك مع تغيير فى بعض الشخوص أو بعبارة أخرى أكثر وضوحًا أننا سنكون أمام إعلان صريح بوفاة الثورة المصرية وانتقالها إلى متحف التاريخ. ولكن يبغى على كل المؤمنين بحق هذا الوطن أن يحيا حياة عادلة وكريمة ألا ييأسوا من روح الله وأن يعلموا أن أكثر أوقات الليل ظلمة هى التى يعقبها بزوغ الفجر فقد مررنا فى سجن مبارك بسنوات عصيبة لم تمر على السجون المصرية من قبل ولم تشهدها حتى السجون الناصرية على شدتها وقسوتها فقد وضع مبارك ونظامه خطة محكمة للقضاء على الآلاف من شباب هذا الوطن خلف الأسوار ودون أن يطلق عليهم طلقة واحدة عبر سلسلة من المنع طويلة شملت كل ما يقيم حياة الإنسان من منع للخروج من الزنازين ومنع من التريض ومنع من زيارة الأهل ومنع من العلاج ومنع من مواصلة الدراسة وما كان مسموحًا آنذاك هو التعذيب المستمر والإذلال المتكرر وكانت الصورة حالكة شديدة السواد، ولكننا لم نفقد أملنا فى موعود الله ولم نسئ الظن به سبحانه وتعالى فأخرجنا الله من غياهب السجن بعد أن كتبنا فى تعداد الأموات وأرانا مبارك وأركان نظامه وهم خلف الأسوار وفى نفس المكان الذى سجنا فيه. ومن هنا فلا ينبغى للشعب المصرى اليوم أن يغتاله الحزن ويقتله اليأس وتحطمه الظنون فلو كنا استسلمنا لهذا الشعور فى 25 يناير ما قامت الثورة ولكنا الآن نهلل لجمال مفجر ثورة التحديث على رأى أحمد عز !! هذا الخوف على الثورة يجب أن يتحول إلى طاقة العمل اليوم وغدًا أمام صناديق الاقتراع فهذه هى الطريقة المثلى للرد على الانقلاب الناعم الذى ينفذ الآن على أرض الواقع بمشاركة أطراف عدة نافذة فى الدولة المصرية. مليونية اليوم هى أمام اللجان الانتخابية نعطى صوتنا لمرشح الثورة الحقيقى الذى سيكمل بنا ومعنا مشوار الثورة الذى سيبدأ اليوم بداية حقيقية بعيدًا عن "العك" الذى دمرنا على مدار الفترة الماضية. لقد وضحت ملامح الثورة المضادة وظهرت معالم تحركاتها جيدًا فلم تعمد إلى استخدام القوة الخشنة لإجهاض الثورة المصرية بل استخدمت سلاح القانون بكل مكر ودهاء للإجهاز على كل مكتسب يحققه الشعب المصرى بعد الثورة فليكن ردنا عليه بقوة الصناديق وسلاح الاقتراع والارتكان إلى خيارات الشعب. ويقينًا فنحن أمام آخر معركة أمام فلول النظام السابق وهم يعلمون ذلك جيدًا لذا خاضوها بوجه سافر خالٍ من أى أصباغ لطخوا بها وجوههم عقب الثورة. فلا تيأسوا من روح الله ولا تستمعوا إلى من يثبط هممكم بدعوى أن الانتخابات قد حسمت مسبقًا لصالح مرشح الفلول بل تيقنوا بأن الله تعالى هو الذى يحمى هذه الثورة منذ البداية وهو القادر وحده على إنجاحها ودحر مناوئيها. فثقوا بالله.. واعلموا أنه لم يعد هناك مكان اليوم للمقاطعة أو البطلان بل كلنا مشاركون وعلى إنجاح الثورة ومرشحها مصممون فهيا إلى لجان الانتخابات . [email protected]