تتعرض زراعة القطن فى محافظة البحيرة لحالة من التدهور فى جميع القرى خلال السنوات الماضية. يقول "حمدى الزناتى"، نائب نقيب فلاحى محافظة البحيرة، إنه فى الآونة الأخيرة تدهورت زراعة محصول القطن، نتيجة عدم الاستقرار على التقاوى المعتمدة من وزارة الزراعة مثل بذور "86"، والتى كانت تعطى الكثير من المحصول؛ برغم عدم طول العود الواحد من المحصول. وأضاف أن زراعة المحصول تشهد أزمة حقيقية تحتاج إلى حل فورى وسريع من قبل المسئولين؛ حتى لا يتم القضاء وانقراض هذا المحصول ويتم استبداله بزراعة محاصيل أخرى أقل نفعًا من هذا المحصول. وأوضح أن المتسبب الحقيقى وراء تلك المشكلة هي وزارة الزراعة، والتى قامت بسحب التقاوى الجيدة من الأسواق، وضخ تقاوى مستوردة ليست جيدة، وقيل إنها "تقاوى صينية"، وقد شهدنا ارتفاع طول العود الواحد إلى 2 متر، ويظل أخضر طوال السنة ولا يقوم بإعطاء طرح جيد. وأكد أن المزارعين قاموا ببيع المحصول لأصحاب الماشية مقابل 200 جنيه للفدان الواحد، حيث يكون مرعى للماشية، وآخرون قاموا بإشعال النيران فيه، وتكبدوا خسائر فادحة في ظل ارتفاع أسعار المبيدات الزراعية والأسمدة التى شهدت ارتفاعًا جنونيًا فى الفترة الأخيرة. وأضاف سعد إبراهيم "مزارع" ل"المصريون"، أن هناك اختفاءً لبذور القطن الأصلية منذ عدة سنوات تقريبًا، وبذور القطن الأصلية هى جيزة 86، وبذور قطن جيزة 88، وقد انتشرت بذور مجهولة المصدر مؤخرًا ولا تقوم بجنى أى محصول للقطن، مما يكبد الفلاح خسائر فادحة في ظل حالة الركود التى تشهدها الأسواق المصرية مؤخرًا. وأشار إلي أن هناك نوعًا آخر يتم زراعته الآن وقد أطلق عليها البعض مؤخرًا بذور "صينية"، لأن عند زراعتها تقوم بالارتفاع 2 متر ولا تقوم بجني أي محصول ويظل المحصول أخضر طوال فترة زراعته. وتابع: أن وزارة الزراعة لم تقم بتوفير البذور الأصلية، وأتت ببذور "من تحت بير السلم". وأوضح عبد الخالق محمد، مزارع، أنه منذ عدة أعوام كانت زراعة محصول القطن "فرح للفلاح"، لأنه كان يقوم بلم تكاليف المحصول الزراعية، متابعًا "أن المزارعين ممن لديهم فتيات كان يتم تجهيزهن على زارعة القطن، وكانوا يأخذون العديد من الأشياء بالأجل لحين جني محصول القطن، ولكن مع تدهور زراعة محصول القطن قام الفلاح بالإضراب عن زراعته لعدم جمع المحصول ما أنفق عليه". من جانبه طالب المهندس محمود هيبة، عضو مجلس النواب عن دائرة كفر الدوار، محافظة البحيرة، ووزير الزراعة، ورئيس الإدارة المركزية لإنتاج التقاوى؛ بسرعة تدبير بذور القطن للفلاحين المصريين وخاصة لمحافظة البحيرة. وأضاف أن الفلاحين يشتكون من عدم توفير بذرة القطن فى الجمعيات الزراعية حتى الآن، ولا يوجد أى معلومات عن وقت وصولها إلى الجمعيات، مشيرًا إلى أنه فى السنوات الماضية كانت تتواجد بذرة القطن فى مخازن وزارة الزراعة قبل بداية شهر مارس. شاهد الصور: