عادى جدًّا: الدكتور على ونيس هلاس، والشيخ محمد يعقوب خباص، والدكتور محمد مرسى شمام، والمهندس خيرت الشاطر هجام.. ما الغريب فى هذا؟ ألا تتوقعون أكثر من هذا؟ أليس هذا شيئًا يسيرًا جدًّا من بهتان أفاكى الإعلام، وحلنجية السياسة!؟ إن التلفيق جزء أساسى وبديهى – على غبائه وافتضاحه – فى عمل نظامٍ ظنناه (نظامًا سابقًا)، ثم إذا به يتجسد فى منهج توأمه المفضوح، الطموح لأن يكون (نظامًا لاحقًا)! ألم يكونوا يسألون المواطن الذين يريدون توريطه: تختار إيه؟ مخدرات، واللا إرهاب، واللا دعارة؟! حدثنى أستاذى الكبير، والعالم الشهير، أنهم كانوا يأتون بصور (مركّبة) بأوضاع مخلة لمشايخ المعروفين جدًّا جدًّا جدًّا جاوزوا الخامسة والثمانين، وكانوا يعرضونها على عساكر الأمن المركزى، قائلين لهم فى عملية غسل مخ دنيئة: انظروا إليهم، إنهم أدعياء تدين، يخدعون بهيئاتهم الناس، لكنهم فى حقيقتهم كذابون (ونسوانجية) وحشاشون ومنحرفون وأعداء للبلد.. والببغاء الذى عقله فى أذنيه مستعد لسماع أى أكذوبة، دون أدنى تفكير أو محاكمة، ثم (يؤلوظها) أحذية الإعلام ليطيروها فى المشارق والمغارب! عادى يا شيخ على، واعتبر الأمر تشريفًا لك، وشهادة حسن سيرة وسلوك؛ فاكر جريج العابد؟ فاكر حادثة الإفك؟ احمد ربك يا رجل أنهم لم يلبسوك كم طن حشيش زعموا أنك تتاجر بها، ومنها تهادى المشايخ، وتستهلك لمزاجك آخر الليل! اللهم افضحهم فى الدنيا قبل الآخرة.. إن كان عندهم شرف يفتضحون به! هل غادر إبليس مصر فعلاً؟ فى قصيدة قديمة له، قال أحمد مطر: وجوهُكم أقنعة بالغة المرونة/ طلاؤها حصافة، وقعرُها رعونة/ صفق إبليس لها مندهشًا.. وباعكم فنونه/ وقال: إنى راحل؛ ما عاد لى دورٌ هنا، دورى أنا.. أنتم ستلعبونه/ ودارت الأدوار فوق أوجهٍ قاسية/ تعدلها من تحتكم ليونة/ فكلما نام العدو بينكم رحتم تقرِّعونه/ لكنكم تُجرون ألفَ قرعةٍ/ لمن ينام دونه! وأطرح السؤال: هل غادر إبليس مصر، واستخلف أباليس من البشر، بعد أن صاروا أعظم (أبلسةً) منه!؟ كما قال الشاعر العربى: وكنت فتىً من جند إبليس فارتقى.. بى الحالُ حتى صار إبليس من جندى إنه فعلا مجرد هاوٍ أمام قدرتهم الهائلة على التلاعب، وتفننهم فى إدخال شفيق وعمر سليمان والفلول فى الوقت القاتل، وتفصيل الانتخابات، وترسانة الحيل الهائلة التى اكتسبوها عبر ستة عقود من الفساد، واختراع القوانين الكاسحة، وعبر قدرتهم الهائلة على تحويل المزابل إلى خوابى عطور، وخوابى المسك إلى مراحيض! وقدرتهم الفائقة على التلفيق والتزوير والتلاعب، وإمكاناتهم البالغة فى مسح عقول الناس وغسل أدمغتهم، واقتدارهم العبقرى على جعل الناس ينسون فى لعبة الانتخابات سنين ستين من الانتهاك والتجويع والترويع والتجهيل والإهانة والاستهانة، وبراعتهم المدهشة على مسح الذاكرة من عفن البطالة والمرض وخراب الجامعات والمستشفيات والمؤسسات والإدارات.. و(حرفنتهم) المحيرة فى إلصاق العار بالناس، الذين لا يزالون (على البر) واتهامهم بأنهم سيبيعون القناة وبحيرة ناصر والأهرام ونهر النيل، والمجرمون قد فعلوا من قبل، وقبضوا الثمن! وأستاذيتهم فى دور الشريف والعار يجللهم (من ساسهم لراسهم) ورفع شعارات الأفعال لا الأقوال، والتشبيح لا التصليح... اللهم انتقم من المفسدين يا رب العالمين! ولا عزاء للمؤسسة الأزهرية الرسمية: هنيئًا للكنيسة باقتدارها، وتنظيمها، ووحدة كلمتها، ووجودها القوى، الكل يسترضيها، ويهرع إليها، ويتولاها، من أكبر عِمّة، لأكبر برنيطة، لأضخم باروكة، تتحدث كما تشاء، وتؤيد شفيق بالفم المليان، وتقول علانية: لا للمرشح الإسلامى / ميزانية الكنيسة خط أحمر / مصالح الأقباط لا تمس / التدخل فى أمورنا ممنوع / أحكامنا نهائية / وتقول: لا؛ لأى شىء، بحرية، وجرأة، دون أن يجرؤ (تخين) أن يقولها لها: (يا غولة عينك حمرا)! وأجيبونى يا سادتى: أين مؤسستنا الدينية الرسمية من كل ما يدور؟ أين دورها؟ وأين كلمتها؟ وأين هيبتها؟ هل ينتظر سادتنا وكبراؤنا اتجاه الريح؟ هل يتوقون لأيام عضوية الحزب الوثنى؟ هل ينتقمون ممن يخالفون الطريقة؟ هل الطريقة – عندهم - خط أحمر، والحزب لا مساس، وأولياء النعمة يبقون أولياء نعمة، والمكان أبدى، والإسلاميون لا؟ وشفيق يعيش يعيش يعيش!؟ آسف، لقد تكلموا.. وتكلموا بما يريب وما يسوء وما يهين؛ زاعمين أنهم ينبغى أن يكونوا على مسافة واحدة: وسووا بين رجال مبارك ورجال الثورة / بين المتعلم وبين العسكرى / بين صاحب موقعة الجمل وضحايا موقعة الجمل / بين فاسدى ستة عقود والباحثين عن الانعتاق من القيود.. وياللعدالة.. ويالل... بلاش! عودة الزبالة فى رمضان: كل سنة ورمضانكم زبالة.. كل سنة ورمضانكم سيل مسلسلات ملأى بالرقص والهجص، والرجس والهلس، والتفاهة والانحدار، كل سنة ورمضانكم لحى ناس إرهابيين وأحجبة نساء متخلفات، ونقُب ظلاميات عنيفات.. كل سنة كل سنة ورمضانكم طرابيش وشخاليل ومعلمات وبنات مش لابسات.. كل سنة ويسرا تقوم بدور بنت عشرين، وعادل بخيت، التافه الغتيت يقوم بدور جيمس بوند الوسيم، وحوارات إعلامنا منصبة على عبقرية الرقاصة لولو العمشة التى تهجت الإنجليزية وهى فى اللفة، وحفظت مسرحيات شكسبير وهى بنت تسعة أشهر، ونجحت فى الثانوية بمية وخمسة فى المية، والتى تحب كافيار المعيز، وتكره الملوخية والمحشى موت.. الإعلانات التى تطفحها الشاشات عن مسلسلات رمضان تقول إن الفلول عائدون بقوة، وإن الهلفوت وأشياعه سَيعنُفون على الإسلام أكثر، وإن المتخلفة غارة أم سيجارة ستتعرى أكثر وأكثر، وإن ثقال الدم سيكون لهم حضور على الشاشة أكثر وأكثر، ويا خسارة الثورة، ويا ألف حسرة وحسرة! ريسايكلنج على الطريقة المصرية: الريسايكلنج أو إعادة تدوير النفايات هو فن الاستفادة من المواد المستهلكة – كالورق، والبلاستيك، والمعادن، والزجاج، والماء، وغيرها - وتصنيعها وإعادة بيعها، وهو فن يتقنه الآخرون، ويربحون منه مليارات.. لكنهم لا يتقنون ما نتقن بالتأكيد فى هذا الفن، بل إننا قد سبقناهم فيه أشواطًا وأشواطًا: إننا نتقن فن تدوير الفراعنة والجلادين والمتألهين والإرهابيين الرسميين، فبعد أن تخلصت الأمة منهم، وثارت عليهم، واعتبرتهم كوابيس مرعبة، ومجرمين مطلوبين للعدالة، ولصوصًا للمال العام، وعملاء لعدو البلاد، عدنا وعملنا لهم Re-cycling وهتفنا لهم: سورى يا سادة.. أنتم خلاصنا، ونجاتنا، ورفاهيتنا وسعادتنا.. الله يرحمك يا أمير الشعراء حين قلت قبل تسعين سنة وكأنك تعيش بيننا: اسمعِ الشعب (ديون).. كيف يوحون إليه ملأ الجو هتافًا.. بحياة قاتلَيْه أثّر البهتانُ فيه.. وانطلى الزورُ عليه يا له من ببغاءٍ.. عقلُه فى أذنيه وأذناه يا سيدى هذه الأيام الكُحل مع ابن عبد الحى أديب، وبنت الشاذلى، وابن الدمرداش، وبقية رموز إعلام الفلول.. وصوَّتى يا بْخاطرها! [email protected]