رغم تأكيد العلم الحديث، أن إنجاب الذكور أو الإناث أمر يتعلق بالرجل، بعد إرادة الخالق عز وجل، مازالت المرأة تعانى توابع إنجاب البنات. وللأسف فقد كشفت دراسة حديثة، صادرة عن الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء، عن أن هناك 12 ألف حالة طلاق سنويًا بسبب إنجاب البنات، ورفض الزوجات الاستمرار فى الإنجاب إلى ما لا نهاية، فى انتظار الولد، فهن لسن مسئولات عنه، ما يؤكد أننا أمام أزمة حقيقية تعانى منها كثير من الزوجات خاصة عندما يصر الأزواج على استمرار الإنجاب حتى يأتى الولد، وعلى الرغم أن المرأة أصبحت مساوية للرجل فى الحقوق والواجبات، خاصة بعد خروجها للتعليم وللعمل وتقلدها مناصب مهمة، إلا أن إنجاب الإناث لا يزال مشكلة مؤرقة فى مجتمعاتنا الشرقية، فلا تزال الرغبة الكامنة فى إنجاب الولد مسيطرة ومستحوذة على عقلية الكثيرين، حتى أصبحت كراهية إنجاب البنات لدى البعض مرضاً اجتماعياً على حسب وصف بعض خبراء الاجتماع والسطور التالية تحكى واحدة من المآسى، التى تشهدها محاكم الأسرة بسبب الجهل وضيق الأفق وعدم الرضا بإنجاب البنات، فيها وقفت الزوجة الشابة "ن .ب" أمام محكمة الأسرة بشبرا تبكى وتبث آلامها بعد أن أعياها التفكير وبعد أن نفد صبرها على زوج ساخط لا يقدر المسئولية. وبعد أن استنفدت كل الوسائل فى البحث عن طريقة تتخلص بها من حياتها الزوجية، التى تحولت إلى كابوس مخيف بعد أن هجرها زوجها وتركها وحيدة مع بناتها الثلاث بحسب وصفها. قالت الزوجة: التقيت زوحى (فرج.م) فى حفل زفاف إحدى صديقاتي، وشعرت نحوه بالارتياح وهو أيضًا وبعد فترة طلب الزواج مني، ووافقت أسرتى وتزوجنا، وعشت معه أجمل الأيام والتى لا تنسى، لكن تغيرت أحواله بعد الزواج بسنة واحدة فقط وعقب إنجابى طفلتنا الأولى وأصبح زوجى دائمًا السهر خارج المنزل وتعرف على أصدقاء السوء فأصبحت سلوكياته منفرة مثيرة للاشمئزاز، تحملته وطلبت منه باللين بالإقلاع عن هذه التصرفات والاهتمام ببيته وطفلته لكنه كان ينهرنى ويتشاجر معى وقد تنتهى المشادة بيننا بالضرب. وأضافت الزوجة: بعد معاناة استمرت سنوات طلبت من زوجى الطلاق لكنه رفض فلجأت إلى أهلى لكنهم نصحونى بالاستمرار رافضين فكرة الطلاق نهائيًا فعدت إلى بيت زوجى مرة أخرى، وبذلت كل ما فى وسعى حتى تستمر الحياة بيننا وعشت معه سنوات أخرى رزقنا الله فيها بطفلتين أخرتين، فتحولت حياتى مع أبوهم لجحيم لا يطاق لرغبته فى إنجاب الولد وكأنى أنا المسئولة وازدادت أحواله معى سوءًا وبدأ يتنصل من مسئولياته اتجاهنا ويعايرنى بعدم إنجاب الولد. فلم يتبق لى إلا محكمة الأسرة، التى تقدمت إليها برفع دعوى للخلع من زوجى الذى هجرنى بدون ذنب مخافة ألا أقيم حدود الله معه. من جانبها ندبت المحكمة محكمين للصلح بين الزوج وزوجته لكنهما فشلا، وقررت نيابة الأسرة أنه لا مجال للتصالح بعد أن بغضت الزوجة الحياة مع شريك حياتها، وقيامها برد مقدم الصداق والتنازل عن جميع حقوقها المالية والشرعية مقابل حصولها على الطلاق.